"إيلاف - المغرب" من الرباط: يبدو أن شهر رمضان أصبح فأل خير بالنسبة للممثلة المغربية الشابة سكينة درابيل، فقد تألقت في العام الماضي بدور "ميلودة" بمسلسل "وعدي". وها هي تُطِل هذه السنة بدور "سكينة" الزوجة الشابة العفوية لدرجة السذاجة في المسلسل الكوميدي بعنوان "الخاوة" الذي تبثه القناة التلفزيونية الثانية مباشرةً بعد الإفطار، ويحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، فيما ينال حتى الآن ردود فعل متباينة، ومثيرة للجدل.
ويتميّز المسلسل بنصه الذي دخلت عليه التعابير الدارجة المحلية لمنطقة ونواحي أسفي، المدينة الراقدة على شاطيء المحيط الأطلسي بين مدينتي الجديدة والصويرة. وهي تُطِل فيه بجسدٍ باذخ وممتليء، وبشخصيةٍ تعاني الشراهة في الأكل، وتتصرف بروح ٍ تلقائية لتثير حولها موجة من الإعجاب بقدرتها على تقمّص هذه الشخصية التي تجسد من خلالها دور فتاة وجدت نفسها متزوجة بصديق والدها، الذي يكبرها بعدة سنوات، ورغم ذلك تكن له حباً كبيراً، وطاعةً عمياء، حيث تقول له: "تنبغيك في قلبي بحال با"، ومعناها: "أحبك في قلبي مثل والدي".
ضحك ولعب ..ومرح
وتخلق "سكينة" من خلال الحوارات والمواقف الطريفة التي تؤديها بتناغمٍ مع طبيعة الدور الموكول إليها حالةً من البهجة والحيوية في حلقات المسلسل. وهي تعتبر ذلك منسجماً تماماً مع شخصيتها الحقيقية المُحبة للمرح والحياة والتعامل معها بكل بساطة. علماً أنها- في حياتها اليومية العادية- تعشق الأكل، وخاصةً الأطباق المغربية الأصيلة، التي تُحضِّرها بنفسها في المطبخ، لكن، كل هذا لا ينسيها ضرورة "النظام الغذائي"، حفاظاً على وزنها وصحتها وقوامها.
زملاء وآراء
ويقول بعض زملائها العاملين معها في مسلسل "الخاوة"- ومعناه "الأخوة"، ويخرجه إدريس الروخ- أنها كانت ترفّه عنهم في فترات الإستراحة من التصوير. وتجعلهم يندمجون معها في أجواء من الضحك، وهي تتمايل راقصة، مرددة كلمتها "عندو الزين عندو أنا"، ولا تترد بحمل "البندير" لضبط الإيقاع وسط تصفيق الممثلين والممثلات.
هذا ووصل بعض المتابعين لدورها بالقول أنها استطاعت أن تخطف الأضواء من الممثلة المغربية دنيا بوطازوت، التي سبقتها إلى المجال الفني بعدة سنوات. وكانت تتصدر واجهة المشهد الفني الكوميدي. وهي غالباً ما تلتقي معها في بعض اللقطات، داخل أحداث المسلسل في تنافسٍ فني ملحوظ، لتكون الغلبة فيه لـ"سكينة" لكونها وجهاً واعداً، و لم تسقط بعد في دائرة النمطية الفنية التي تعتبر مقبرة كل ممثل لم يجدد جلده وأداءه الفني.
بدوية في المدينة
وأثار هذا المسلسل الكوميدي الجدل من حوله بعد أن اشتكى بعض سكان مدينة "أسفي" من كونه يسيء إلى مدينتهم ولهجتهم وحضارتهم وتاريخهم، ويصورهم كأن همهم ينحصر فقط في فن "العيطة"(تراث شعبي مغربي).
لكن الممثلة سكينة وكغيرها من المشاركين في المسلسل، تنفي أي نية للإساءة إلى مدينة في حجم "أسفي" مع التأكيد أن الهدف هو الإحتفاء بها تاريخاً وحضارة، من خلال إبداعها وأصالتها وارتباطها بفن الخزف الذي تشتهر به على المستوى الوطني، وفن "العيطة" الذي يشكِّل أحد روافدها الثقافية والفنية والإبداعية. وكذلك طرح بعض المشاكل الإجتماعية في قالبٍ كوميدي.
أما بخصوص طريقة نطقها للهجة المحلية، فهي تدافع سكينة عن نفسها، بأن جذور الشخصية التي تؤديها ضمن أحداث المسلسل، لا ترتبط بالمدينة، بل تعود إلى البادية التي قدمت منها بعد زواجها بـ"المصطفى" الذي يؤدي دوره الممثل كمال كاظمي المعروف بتشخيصه لدور "حديدان" الذي فتح بوجهه أبواب الشهرة والإنتشار.
وعليه، يمكن القول، أن النجاح الذي حصدته هذه الممثلة الناشئة المسكونة بالطموح، في شهر رمضان، لم يأتِ من فراغ، فهي صاحبة موهبة تمثيلية حقيقية، صقلتها بالدراسة في المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بمدينة الرباط، قبل أن تخوض مجموعة من التجارب الفنية في المسرح والتلفزيون.
التعليقات