عرضت شركة "نتفليكس" مساء الجمعة الفيلم الإسرائيلي المثير للجدل "الملاك – The Angel"، الذي يسلط الضوء على حياة رجل الأعمال المصري أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات لشؤون الاتصالات.&

إيلاف: يتحدث فيلم الملاك "The Angle"، المأخوذ عن كتاب الإسرائيلي أوري بار جوزيف خبير الاستخبارات: "الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل"، عن رجل الأعمال المصري، أشرف مروان، الذي عمل لمصلحة الموساد، بحسب الرواية الإسرائيلية، منذ عام 1969 حتى عام 1975، حيث قالت شخصيات إسرائيلية إن الموساد كان يلقّبه بـ"الملاك" و"بابل" و"الصهر".

تعتبر مصادر متعددة أن أشرف مروان، الذي كان موضع ثقة سلفه أنور السادات، واحد من أبرز وأهم جواسيس إسرائيل في القرن العشرين.

لوحظ في بعض حوارات أشرف مروان، حسب معطيات الفيلم ولقاءاته مع القادة المصريين ورجال (الموساد) الإسرائيلي، أنه كان يركز على ضرورة إحلال السلام بدلًا من الذهاب بعيدًا في الحروب وتكبّد الخسائر في الأرواح بين الجانبين المصري والإسرائيلي.

حرب أكتوبر&
كما إن من يستعرض بعمق بعض ما دار في تلك الحوارات، وخصوصًا بين أشرف مروان والرئيس الراحل السادات، فإنه يكاد يلمس ما يشير إلى أن حرب أكتوبر 1973 لا أكثر من تحريك نحو عملية السلام، حيث كانت زيارة السادات إلى القدس بعد الحرب بأربع سنوات، وهي الزيارة التي قادت إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وكانت "نتفليكس - Netflix" اشترت في سابقة تعدّ الأولى من نوعها لها، الفيلم الإسرائيلي "الملاك"، قبل أن يتم إنتاجه بعام كامل، وقررت عرضه في دور السينما، ودفعت الشركة مقابله 12 مليون دولار. وأصبحت "نتفليكس" صاحبة حقوق توزيع الفيلم حصريًا، والذي أنتجته شركة "تي تي في" الإسرائيلية وشركة "أداما" الفرنسية.

معلومات&
تقول الرواية الإسرائيلية إن مروان لعب دورًا كبيرًا في إمداد إسرائيل بمعلومات مهمة عن الجيش المصري، خاصة قبيل حرب أكتوبر 1973، عندما كان يعمل مستشارًا للرئيس الراحل، محمد أنور السادات. ويسلط الفيلم الضوء أيضًا على وفاته الغامضة في لندن، في يونيو عام 2007، والحديث عن شبهات في حادثة هذه الوفاة.&

وكان عثر على جثة مروان خارج مسكنه في لندن، ولم يُعرف حتى الآن ما إذا كان موته قتلًا أم انتحارًا، لكن منى عبدالناصر أكدت آنذاك أنها "واثقة من أن زوجها أُلقي به من على شرفة منزله، واتهمت الموساد الإسرائيلي بقتله". ويعتقد الكثيرون أنه دفع من شرفة منزله في الكائن في الطبقة الخامسة، وهو أمر لم يتم التأكد منه أبدًا.

كان مسؤولون مصريون بارزون حضروا جنازة أشرف مروان، من بينهم الرئيس السابق حسني مبارك ورئيس الاستخبارات السابق عمر سليمان. وقد أشاد مبارك حينئذ بأعماله الوطنية، ولكنه لم يكشف عنها أبدًا.

استنكار&
وكانت أنباء عن تصوير وعرض فيلم الملاك أثارت استنكارًا في الأوساط المصرية على مختلف المستويات، بسبب "التلفيقات الإسرائيلية" لشخصية أشرف مروان، الذي كان بطلًا مصريًا حقيقيًا ساهم في عملية الخداع الاستراتيجية في حرب أكتوبر.

وقال رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط طارق فهمي إن إسرائيل اعتادت منذ وقت طويل على الترويج بأن أشرف مروان كان عميلًا مزدوجًا. لكن عند وفاته، حضر الرئيس السابق حسني مبارك ورئيس المخابرات العامة السابق، الراحل عمر سليمان، جنازته. وأشاد مبارك حينئذ بأعماله الوطنية، مؤكدًا أن إشادة مبارك بدور مروان كانت بمثابة صك براءته.

كتب سيناريو الفيلم، ديفيد أراتا، وأخرجه أرييل فرومين. ويمثل دور أشرف مروان الممثل الهولندي تونسي الأصل، مروان كنزاري، بينما يؤدي دور أنور السادات الممثل الإسرائيلي من أصل عراقي، ساسون جاباي، وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل الأميركي من أصل فلسطيني، وليد زعيتر، وتؤدي الممثلة الفلسطينية، ميساء عبد الهادي، دور منى ابنة عبد الناصر.