"إيلاف" من الرياض: شهد مسرح سوق عكاظ بالطائف مساء الأحد، ليلة كلاسيكية استثنائية أحيتها الأوبرا المصرية في أولى حفلات الفرقة الموسيقية العربية على مسرح الجادة، وسط ترحيبٍ جماهيري سعودي وإقبال كبير من متذوقي الفن الأصيل.

وأحيت فرقة الموسيقى العربية ليلة أمس الأحد عرضا لدار الأوبرا المصرية على مسرح سوق عكاظ أمام جمهور كبير من الزائرين والمثقفين وبحضور وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، ووزير الآثار المصري السابق الدكتور زاهي حواس ومشاركة نجوم من الفن السعودي والمصري اللون البانورامي. علماً أن مشاركة الفرقة الموسيقية العربية بفعاليات سوق عكاظ جاءت ضمن برنامج حافل يضم عدة حفلات تجوب الفرقة خلالها 4 مدن سعودية .

عبدالدايم
وحول الانطباعات التي تلت عرض الأوبرا ليلة أمس الأح، دقالت وزيرة الثقافة المصرية ايناس عبدالدايم في تصريح خاص لـ"ايلاف" أن مشاركة مصر في مثل هذه التظاهرة الثقافية التي يقصدها عدد كبير من المثقفين العرب من كل مكان دلالة على عمق العلاقة الأخوية والتاريخية والثقافية التي تجمع بين البلدين. وأن ذلك يُسهم في تعزيز وتقوية الجسور بين الشعبين على كافة الاصعدة، خاصةً وأن للفن والثقافة لغة أبلغ من أي رسائل أخرى – بحسب وصفها 

العلاقة الفنية قديمة وثورة الشك شاهدة
وأضافت أن العلاقة الفنية بين السعودية ومصر قديمة مشيرةً بأغنية "ثورة الشك" التي قامت بأدائها كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم التي كتب كلماتها الشاعر الأمير الراحل عبدالله الفيصل ولحنها رياض السنباطي، وقصائد وأعمال أخرى كانت من كلمات الأمير الفيصل. ما يعطي دلالة بقدم علاقة التبادل الثقافي والفني بين "الشقيقتين"، ويؤكد على أن هذه المشاركات والتعاون الفني لم تكن وليدة اليوم .

وتابعت مشيدةً بالتطور الذي تشهده المملكة في قطاع الثقافة والفنون مثمنةً دعوة مصر للمشاركة وحلولها كضيف شرف لأول مرة، لتكون شاهدة مع شقيقتها السعودية على هذه المرحلة التاريخية والتحوّل النوعي في القطاع الفني خاصةً. وهي وترى بأنها لحظة ستخلد في التاريخ الثقافي الذي يربط بين البلدين .

وعبّرت عن سعادتها وجل امتنانها للهيئة العامة للثقافة وللشعب السعودي بقولها بأنه شعب متذوق للأصالة وللطرب الرفيع. وأضافت بأنها لاحظت ملامح القبول والإنسجام مع عرض الأوبرا المصرية ليلة أمس. كما لاحظتها منذ انطلاق أولى حفلات دار الفرقة المصرية والتي عرضت لأول مرة في الرياض بمركز الملك فهد الثقافي ثم تلتها سلسلة من العروض في مدينة أبها، وجدة واستمرت حتى مساء أمس الأحد لتحط رحالها على مسرح عكاظ في الطائف., وأضافت أن ذلك يعطي انطباعاً ايجابيا نحو تعزيز العلاقة الثقافية والفنية والتطلع لعملٍ مشترك يجمع ويحتوي المهتمين بالشأن الثقافي والفني من البلدين .

 

عبدالله الكناني: الجمهور روح العمل 

وأشار المشرف العام على الشؤون الثقافية عبدالله الكناني في تصريحه لــ"إيلاف" الى أهمية التنوع في الحضور الجماهيري الذي حظي به مسرح عكاظ، وكان له الأثر الملحوظ في إحياء وإنعاش الأمسية برفقة الأوبرا المصرية. مشيراً إلى أن الرضا كان ملحوظا على مستوى تفاعل الفرقة مع الجمهور.
وأضاف، شارحاً أن هيئة الثقافة قد أشرفت على سلسلة الحفلات الخاصة بدار الأوبرا المصرية منذ انطلاق أمسياتها بمسرح المفتاحة في أبها، ومنها الى جدة، وأخيرا على مسرح سوق "عكاظ" بالطائف .

كما أشاد بنوعية الأغاني والأعمال التي قدمتها الفرقة، ووصفها بالأعمال القيمة والرفيعة التي تحاكي ذائقة الحضور من جميع الفئات. لافتاً لأهمية إقامة هذا الحدث في العطلات الصيفية، الأمر الذي سهل على جميع العائلات مسألة التوافد من داخل مدينة الطائف وخارجها لحضور عرض الأوبراالمصرية وبقية الأنشطة التي قُدِّمَت ضمن فعاليات المهرجان .

وأضاف، أن مشاركة نجوم من الفن السعودي والمصري في عرض الأوبرا المصرية عكس الصورة الجمالية للأمسية مما يعزز من قيمة الفن والذي بدوره يقوم بتشكيل وجدان الشعوب .

 

حليمة مظفر: للفنون فلسفة يجب ادراكها
من جانبها قالت الإعلامية السعودية والمتخصصة بشؤون المسرح حليمة مظفر لـ"إيلاف" أن استضافة فرقة الأوبرا المصرية في مناسبة ثقافية مهمة مثل سوق عكاظ التاريخي يحمل دلالة كبيرة على عمق العلاقات الأخوية السعودية المصرية. وأضافت: من خلال الفنون تمتد جسور التواصل والتقارب والتعرف على كل حضارة وعن حقبتها التاريخية. وأضافت مشيرة إلى أن مشاركة الأوبرا المصرية بعرضها الفني يشير الى أن منطقة سوق عكاظ ليست مكاناً خاصاً بالشعر والخطابة والأدب فحسب، بل يمكن أن يفسح ذلك مجالاً ويفتح أفقاً جديدة لكافة الأنشطة المتنوعة باعتبار الثقافة عالم تنطلق منه كافة أطياف الفنون .

وأردفت، أن إحياء مثل هذه الأمسيات الغنائية التي تعتمد على مبادئ والقيم والأصالة الفنية في المناسبات الثقافية السنوية كفعالية عكاظ يساهم في تنشيط الجانب السياحي والإعلامي للمملكة. وهو ما تسعى إليه كافة القطاعات ضمن تطوير وتوسيع الخدمات الثقافية لتصبح رافداً حضاريا للوطن والمواطن وانطلاقة جديدة للثقافة السعودية باعتبارها أحد أهم محركات التحول الوطني .

واختتمت الكاتبة تصريحها بقولها أن للثقافة والفنون فلسفة خاصة يجب إدراكها ومواكبتها، حتى تكون جميع الأعمال المقدمة الفنية منها والثقافية بكافة نشاطاتها ذات قيمة وأفق جديدة.

الجدير بالذكر ان فرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية تُحي مساء الاثنين 9 يوليو العرض الثاني من الحفل الموسيقي بعد ان انطلقت أولى عروضها مساء الأحد8 يوليو بالطائف واستمرت حتى منتصف الليل. كما ستشارك الفرقة حتى آخر أيام مهرجان سوق عكاظ التراثي في موقعه بالطائف غرب السعودية والتي انطلقت فعالياته في 27 يونيو، وحتى 13 يوليو الجاري .