"إيلاف_المغرب" من الرباط : بعد غيابها عن الساحةِ الفنية، تُسجِّل الفنانة المغربية مجيدة بنكيران عودتها للجمهور من خلال شريطين تلفزيونيين، بعنوان"الشبيه" و"عود البسباس" اللذين يجمعانها مع ثلة من الأسماء الفنية الوازنة.
وتقول في لقاءٍ مع"إيلاف المغرب" أن تركيزها على الدراسات العليا حال دون حضورها على الساحة الفنية مؤخراً.&حيث حصلت على شهادة الماجستير في السينما الوثائقية. وهي الآن تنكب على إعداد أطروحة الدكتوراه. حيث تعتبر الثقافة احتياجاً داخلياً خاصاً، تشبّعت به انطلاقا من محيطها العائلي و التكوين الذي تلقته بفضل"أياد بيضاء" تحرص على التنوير والتعريف بالمجالات الفنية الإبداعية، مما ينمي المخيّلة و يجعلها تنفتح على عوالم جديدة.
وهي ترى أن ظروف الإشتغال في الدراما قد تغيّرت، ما دفعها للابتعاد نسبياً عن الساحة، خاصة أنها تحترم الجمهور ما يجعلها حريصة على اختيار أدوارها،وتحقيق توافق بين ذوقها وتطلعاتها الفنية.

&


و حول الأجور الهزيلة التي تُعرَض على الفنانين ما يساهم في غيابهم عن الساحة، قالت:"بالنسبة لي، مسألة الأجر ليست السبب الرئيسي في غيابي، لكنها جزء منه، حيث كنت أتلقى عروضاً بأجرٍ محترم، و أقابلها بالرفض احتراماً للجمهور، لكونها لا توفر أدنى شروط العمل. فضلاً عن وجود أسباب أخرى منها، ضرورة الإشتغال مع أشخاص محترفين ومهنيين. إذ لا يمكنني العمل رفقة ناس لا يملكون طاقة و لا موهبة ولا مؤهلات ولا دبلوم. نحن بدأنا مع جيل الرواد واشتغلنا في إطارٍ مهني وأخوي جميل، وبالتالي لا يمكنني القيام بأي دور فقط من أجل الظهور".

الجدير ذكره أن "بنكيران" صاحبة موهبة في الكتابة&والشعر. وهي إذ ترى المهرجانات مهمة لإثراء الساحة الفنية المغربية، لكنها تتساءل في الوقت ذاته عن أهداف بعضها، خاصة أنه ليست كل النوايا طيبة، نظرا لوجود بعض مدراء المهرجانات يفتقدون للشروط الحرفية، من تجربة و خلفية و مؤهلات أكاديمية.
وتضيف: "البعض يتسلمون مهام الإدارة فقط من أجل أن يكونوا مدراء لمهرجانات، فضلاً عن استغلالهم لجزء من الدعم المخصص لها لأغراض شخصية، وبالتالي توجيهه في غير محله والهدف المنشود من التظاهرة الفنية.&ورأت أنه من الصعب التحلي بالمسؤولية و وروح المواطنة في ظل التهافت لتحقيق مصلحة ما، وهو ما يمثل إهانة للممارسة الفنية".

&


وحول الأشياء التي تزعجها في المجال الفني، تعبر الفنانة المغربية عن امتعاضها من رغبة بعض الشباب في تحقيق شهرة في وقتٍ قياسي و بشكلٍ متسرِّع، من دون الانتباه لضرورة التكوين واكتساب المعرفة.
وتتابع:"أنزعج كذلك حينما أقوم برفض دور معين لا يناسبني لعدم توفر أدنى المعايير المهنية، لأفاجأ بممثل يقبله وفق شروط غير ملائمة! وهنا لا بد أن يتبنى الفنانون المغربي&موقفا موحدا ضد تصرفات مماثلة، خاصةً في غياب قانون يعمل على تأطير المهنة بشكل فعلي".

وإذ عبّرت&عن رضاها عن جميع مراحل حياتها، عبّرت عن حرصها على&الاستمتاع بكل لحظة تعيشها. فهي تؤمن أن التقدم في دروب الحياة يمنح آفاقا أكبر وتجارب جديدة، تُشكل إضافة إيجابية لتجديد الطاقة و تكوين الشخصية.

&


أما&بشأن تقييمها للإنتاج التلفزيوني المغربي في شهر رمضان، في ظل الانتقادات الموجهة للدراما في الآونة الأخيرة، فقالت: "الأمر يتعلق بالتهافت وسرعة الاشتغال في آخر لحظة، وبوجود بعض الشباب الذين لا يؤمنون بتكوين الشخصية بشكلٍ مستمر. لقد أصبحنا نركز على توظيف الملامح بشكلٍ عبثي وبمفردات خارجة عن السياق المغربي. ما يدفعنا للعودة للوراء.
وما يزعجني هو قلة الذوق، فهذه ليست الطريقة التي يجب أن نقارب فيها الأدوات الإبداعية،التي تساهم في تسويق الإنتاج المغربي عربياً، إلى جانب البحث عن أشخاص غير مهنيين يعملون بأجورٍ زهيدة، عوض التركيز على منتوج جيد".

أما&بشأن طريقة تكريم جيل الرواد من الفنانين المغاربة، فطالبت بنكيران بإعادة النظر،&لأنها لا ترق في كثير من الأحيان لمسيرتهم. حيث يتم التعامل معهم في الكواليس بشكلٍ غير أنيق، في غياب شروط التكريم من اعتبارات مادية ومعنوية، و ظروف إقامة ونقل جيدة، ليتم الإكتفاء بتسليم دروع تكريمية، وسط ازدياد الفوضى في مجال تنظيم مهرجانات.