إيلاف من بيروت: في رمضان 2019 كان مسلسل قابيل من ضمن الأعمال الدرامية الناجحة نقدياً وجماهيرياً، سواء على صعيد التمثيل أو الإخراج، ومن أبرز العوامل التي كملت هذا النجاح كانت الموسيقى التصويرية للمسلسل، للموسيقي المصري خالد الكمار، والتي حصلت على جائزة موسيقى هوليوود في الإعلام Hollywood Music in Media Awards، لعام 2019.

من هو خالد الكمار؟

موسيقي مصري في نهاية العشرينات من عمره، بدأ عمله بالسينما عام 2012 مباشرة عقب تخرجه من كلية الهندسة بالجامعة الألمانية، وفي عام 2016 تصدر دفعته حين حصل على ماجستير تأليف الموسيقى التصويرية من جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة بإمتياز مع مرتبة الشرف، و يقوم حالياً بإعداد الدكتوراة في المملكة المتحدة.
من اهم أعماله: (لص بغداد)، (صاحب المقام)، مسلسل (قابيل)، فيلم (ديكور) الذي حاز على جائزة أفضل موسيقى تصويرية بالمهرجان الكاثوليكي في عام 2015، و (عشم) الحائز على جائزة افضل موسيقى بمهرجان جمعية الفيلم 2014 .

عمل مساعدًا لبعض من أهم مؤلفي الموسيقى في الوطن العربي في عدد من الأعمال، ومنها مسلسلات (ليالي اوجيني)، (أفراح القبة)، و(الخانكة). بالإضافة الى فيلمي (صنع في مصر) و(لا مؤاخذة).

يعرض له حالياً عملين وهما (ليه لأ) حصرياً على شاهد و (وساوس) حصرياً على نتفليكس.


عن أعماله وحكاياته وطموحاته كان لنا في إيلاف معه هذا اللقاء:

ما سببك غيابك عن شهر رمضان هذا العام؟
بالفعل غبت عن رمضان هذا العام، بالرغم من وجود فرص مناسبة، ولكنى آثرت التفرغ للعمل الذي أعتبره الأهم في هذه الفترة: مسلسل "ما وراء الطبيعة". ولكن عندما علمت بأنني مرشح لوضع الموسيقى التصويرية لمسلسل ليه لا، لم يكن بإمكاني التخلي عنه. لأني منذ فترة وأنا أطمح للعمل مع المخرجة مريم أبو عوف، المفارقة أن مسلسل "ليه لأ" كان من المخطط طرحه في رمضان، ولكن تم تأجيله عدة مرات.

تعود بعملين وهما "ليه لأ" و"وساوس" ما أوجه الإختلاف بينهما على صعيد التأليف الموسيقي؟

أحاول دوماً أن اخلق لكل عمل عالمه الموسيقي و الصوتي. فبغض النظر عن "التيمات"، أحاول أن تكون الآلات المستخدمة مُمَيَزة و مُمَيِزة للعمل. ولذا بينهما اختلافات عديدة أهمها أن( ليه لا) دراما اجتماعية خفيفة، بينما الآخر عمل ذو طابع تشويقي لا يخلو من الدراما موسيقياً.

تحمل موسيقى "ليه لأ" طابعاً شخصياً جداً. عدد الآلات المستخدمة قليل و محدود، باستثناء بعض المشاهد التي تحتمل غير ذلك... لأني أردت أن تكون وكأنها نابعة من المكان. وكأن عازف الأكورديون يجلس مع أمينة خليل وأبطال العمل في نفس المكان ويشاركهم مشاعرهم، لأن زيادة عدد الالات المستخدمة كان سيضيف "ضخامة" غير مطلوبة إطلاقاً في هذا النوع من الحواديت.

ولكن هنا تواجه المؤلف الموسيقي معضلة تجعل ما يبدو مهمة سهلة في الواقع أصعب. و هو "كيف يتم التعبير عن كل هذه المشاعر و الأحداث بهذا العدد المحدود من الآلات؟

وكأنك تعطي رساماً عدداً محدوداً من الألوان و تطلب منه رسم لوحات مختلفة، أما مسلسل وساوس، فهو يكاد يكون العكس تماماً. الموسيقى بها آلات اوركسترالية وشرقية وحتى الكترونية، لخلق "عالم صوتي/موسيقي" مميز ومناسب للعمل.


• كونك موسيقي مصري هل واجهت صعوبة في التأليف الموسيقي لـ "وساوس" وهو عمل سعودي؟

بالفعل واجهت في أوائل ايام العمل مشكلة، وهي أن موسيقاي مصرية الطابع، بالتالي أول محاولاتي لم تلق قبول فريق العمل لغياب اللمسة السعودية منها.

اعتكفت بعدها بضعة أيام أستمع و أذاكر بعض الاعمال السعودية حتى "تشبعت" بالقدر الكافي من هذا اللون، ومن يومها جرت العملية بمنتهى السلاسة مع فريق العمل.

• هل وضعت موسيقى مسلسل وساوس بعد قراءة سيناريو المسلسل أم بعد مشاهدة العمل؟

عادةً أفضل قراءة السيناريو قبل أي شيء فهذا يعطيني الوقت الكافي لتحضير بعض الافكار والتعرف على اجواء العمل قبل البدء فيه.


• فوزك العام الماضي بأول جائزة موسيقية دولية وهي جائزة هوليوود للموسيقى في الإعلام عن مسلسل قابيل هل يصعب عليك اختيار الأعمال القادمة؟

بالطبع الفوز كان مفاجأة سارّة وتسبب لي القلق، فتقلقني هواجس مثل "ماذا لو لم استطع الثبات على هذا المستوى؟ "، "ماذا لو لم أُوفق في عملي القادم؟ " الخ ... و بالطبع أحاول أن اختار الأعمال التي تتناسب مع عقليتي ونوعية الموسيقى و الأفكار التي أقدمها

• رغم دراستك في أوربا لاتتخلى عن الأدوات الشرقية الموسيقية في تاليف الموسيقى الخاصة بك؟

بالفعل موسيقاي لا تكاد تخلو من الآلات الشرقية، و هو في الواقع شئ "مش بأيدي"، فأنا تربيت على موسيقى محمد عبد الوهاب و بليغ حمدي بقدر ما ذاكرت موسيقى موزارت و باخ. هذه هي لغتي الأم (موسيقياً). الحالة الوحيدة التي اتخلى فيها عن الآلات الشرقية هي أن لا يكون لها أي مبرر درامي في العمل، كما حدث في "لص بغداد" مثلا.


• في جعبتك العديد من المقطوعات الموسيقية سواء لأفلام أو مسلسلات باتت معروفة ومألوفة للجمهور، هل تفكر بعمل حفلات موسيقية؟

راودتني فكرة إقامة الحفلات ولكني سرعان ما تخليت عنها، أولاً لإنشغالي التام بالتأليف، وثانياً، وهو الأهم، أني خجول جداً بطبعي ولا أشعر بالراحة إطلاقا على المسرح.

• تدرس الدكتوراة حالياً ما هو عنوان رسالتك؟

رسالة الدكتوراة ترصد تحول الموسيقى المصرية عبر السنين من الجمل اللحنية الطربية الى الجمل الأكثر "تكثيفا".