إيلاف من بيروت: بعد أسبوعين من إعلان نيته الترشح للرئاسة الأميركية، حدد مغني الراب العالمي كاني ويست، موعد أولى حملاته الانتخابية الرئاسية، اليوم الأحد، في ولاية "كارولينا" الجنوبية.

ووفقاً لموقع "POLITICO"؛ فإنه من المقرر أن يُعقد هذا الحدث السياسي في (Exquis Event Center)، شمال مدينة "تشارلتون".

واشترط "ويست" أن يكون الحضور في هذا الحدث من قبل "المسجلين فقط"، الذين قاموا بالاشتراك في موقع حملته الجديدة "kanye2020.country"، بالرغم من عدم وجود رابط محدد على الموقع للاشتراك في الحدث حتى الآن، كما أكد على ضرورة ارتداء جميع الحاضرين لكمامات ومراقبة وسيلة التباعد الاجتماعي، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.

وكان ويست قد غرد عبر حسابه الرسمي على تويتر، يطلب من مؤيديه مساعدته؛ بالتوقيع على عريضة تطالب بإضافته إلى بطاقة اقتراع ولاية كارولينا الجنوبية، ونشر قائمة الموقع الخاص بحملته قائلاً: "مرحباً يا رفاق، برجاء الإشتراك كي يتم وضعي في بطاقة الاقتراع في ولاية كارولينا للجنوبية في أي من هذه المواقع، ويمكنكم أيضاً الاشتراك في موقع Kayne2020.country".

ويست يضرب مسار الحملة الانتخابية بعرض الحائط

وفي وقت سابق، ترددت أنباء حول انسحاب النجم العالمي كاني ويست من السباق الرئاسي للعام الجاري، بعد أن سجل 2 % في استطلاعات الرأي، وذكرت صحيفة "Intelligencer"، أن ويست استأجر 180 شخصاً ضمن حملته الانتخابية ومن بينهم، ستيف كرامر، أخصائي التصويت؛ حيث أراد أن يسجل اسمه كطرف ثالث في حملة ولاية "فلوريدا" والولايات الأخرى.

وصرح "كرامر" أن "ويست" قدم لهم الدعم الهائل؛ لإدراج اسمه في الاقتراع سواء كان أي شخص سيصوت له أم لا، فإن الأمر متروك لهم، وأكد أن كاني ويست انسحب من السباق الرئاسي؛ مدعياً أن انسحابه يتعلق بصحته العقلية.

وأُثيرت التساؤلات حول خروج ويست من السباق الرئاسي، بعد مرور أقل من أسبوعين على إعلان نيته للترشح، وخاصة بعد تخلفه عن حضور اقتراع ست ولايات أبرزهم ولاية "صن شاين"، وأصبح من الصعب عليه تسجيل اسم حملته في كاليفورنيا؛ لاحتياجه إلى جمع 200 ألف توقيع في 30 يوماً.

وفي مقابلة له مع مجلة "Forbes"، أقر "ويست" بتخلفه عن الموعد النهائي لتسجيل ترشحه في العديد من الولايات، وأوضح أنه يحتاج إلى اتخاذ القرار النهائي بشأن خوضه لسباق الرئاسة الأميركية، خلال الأيام الثلاثين المقبلة.

وثيقة تكشف ترشحه

وبالرغم من أن الموعد النهائي لتقديم الوثائق المطلوبة للتسجيل كـ"مرشح مستقل"، كان يوم 15 يوليو، إلا أن ويست فجر مفاجأة بتقديم لجنته "Kayne 2020"، المستندات المطلوبة ودفع رسوم التسجيل، التي تقدر بمبلغ 35 ألف دولار، ووضع اسمه ضمن قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة في ولاية أوكلاهوما، المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل، وأصبح بإمكانه الترشح لأى ولاية من الولايات الأمريكية، وفقاً للنموذج رقم 1 الخاص بالمرشحين، الذي نشر على الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية. وذكر موقع "TMZ" أن ويست لم يقدم النموذج رقم 2، المختص بجمع وأنفاق أكثر من 5 آلاف دولار على الحملة الانتخابية، وبدونه لن يتمكن من الحصول على صفة المرشح، وفقاً لقانون تمويل الحملات الانتخابي.

ويأتي تأخر دخول ويست، البالغ من العمر 43 عاماً، إلى الحملة الانتخابية بالتزامن مع تصدر نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، ترامب بنسبة 9 نقاط مئوية، وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي بموقع "RealClearPolitics".

ليس مؤهلاً للترشح

ويعتقد البعض أن ويست يأمل في أن يتمكن الرأي العام من التأثير على المسئولين؛ فقد غرد كثيراً لمتابعيه عبر حسابه الخاص على تويتر، وكانت البداية في الرابع من يوليو الجاري عندما فجر قنبلة ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، في تغريدة حصلت على مليون إعجاب في غضون ساعة، وتصدر اسمه قائمة الأكثر تداولاً حول العالم.

بينما شكك كثيرون في رغبته الحقيقية وراء تلك التغريدة وتسائلوا عن مدى جدية الأمر بالنسبة له، وخاصة أنه أعلن في السابق إصابته باضطراب العاطفة ثنائي القطب، وأوضح أن إصابته بهذا الاضطراب تدفعه إلى الشعور بـ"جنون العظمة"، الذي يؤدي بالشخص في بعض الأحيان للقيام بأعمال طائشة وغير مسئولة أو مدروسة العواقب.

ومع استمرار الشكوك حول مدى جدية ويست في الترشح للرئاسة الأمريكية؛ يرى ناثان إل جونزاليس، المحرر بجريدة "Inside Elections"، المختصة بحملات الشيوخ والنواب والرئاسة، أن أهم الأسباب التي تقلل من فرص تأهل مغني الراب الأميركي للترشح، هي أن تغريدته كانت بمثابة إعلان عن حملة محتملة وليست مؤكدة، قائلاً: "هذه ليست حملة، هذه تغريدة عن حملة محتملة، الترشح للرئاسة يحتاج إلى أكثر من ذلك".

وحول المهام التي يُكلف بها المُرشح للرئاسة، يقول جونزاليس أن أول شيء يتوجب عليه القيام به، هو تقديم ملف إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية في حالة جمع أو إنفاق أكثر من 5 آلاف دولار على حملة ما، وذلك ضمن القواعد التي تتعلق بمقدار الأموال التي يمكن الحصول عليها من الأفراد المساهمة في حملتك، وإذا كنت ترغب في منح ذاتك أموالاً للحملة؛ فعليك المرور عبر القنوات الرسمية ولكن لا يمكنك استخدام كيانات الشركات أو الشركات الأخري بدعم حملتك.

كما أن المُرشح يجب أن يتأنى بشدة في اختيار المستشار القانوني المناسب؛ لسهولة تعارضه مع قانون الانتخابات الفيدرالي في حال استخدام كيانات أعماله للترويج لحملة رئاسية دون المرور بالخطوات المناسبة.

ويرى جونزاليس أن ويست "فنان جاد في الوقت الحالي، لكنه ليس مُرشحاً جاداً للرئاسة"؛ كونه يعرف كيف يجذب الأنظار إليه وكيف يستخدم هذا الانتباه لصالحه، وهو الشيء المشترك بينه وبين الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.