إيلاف من بيروت: أعلنت منصة نتفليكس أن الفيلم الوثائقي الجديد "أسرار مقبرة سقارة" سيكون متوفراً حصرياً لمشتركيها يوم ٢٨ أكتوبر الجاري، ويوثق اكتشاف مقبرة "فريدة من نوعها" بعثت من تحت الرمال في موقع أثري بمنطقة سقارة المصرية.

أخرج الفيلم جيمس توفيل، وقام بالإنتاج التنفيذي كل من ريتشارد برادلي وكاترينا توروني، وإنتاج Lion Television و At Land Productions. يدور الفيلم حول توثيق فريق من الأثريين الذين ينقبون عن سراديب وممرات، ومقابر، وغرف دفن لم يتم اكتشافها من قبل، ليكشفوا النقاب عن أهم اكتشاف أثري تشهده مصر منذ حوالي ٥٠ عاماً.

يعرض الفيلم عملية اكتشاف مقبرة كاهن الدولة القديمة واح - تي، والتي لم يتم فتحها طوال ٤,٥٠٠ عاماً، و٥ غرف دفن أخرى، مما يفصح عن غموض تاريخي مذهل، حيث يصطحب الفيلم المشاهدين في رحلة عبر آلاف السنين في الماضي السحيق، ويقدم لهم نظرة فريدة غير مسبوقة عن حياة وموت أحد رجال مصر القديمة وأسرته.

تم وصف هذا الاكتشاف أنه اكتشاف فريد، لا يأتي سوى مرة واحدة في كل جيل، حيث تم العثور على مقبرة واح - تي محفوظةً بشكل مبهر إلى جانب ٥٥ تمثالأ منحوتاً في الجدران، لتصبح هذه أكبر مقبرة مزينة تم العثور عليها في هذه الجبانة الملكية.

خلال رحلة التنقيب، عثر الفريق على أكثر من ٣٠٠٠ قطعة أثرية. أما داخل حدود الجبانة المهداة إلى الإلهة - القطة المصرية باستيت، اكتشف فريق التنقيب مومياء محنطة لشبل أسد صغير– وهو أول أسد يتم اكتشافه في مصر، وتعد هذه سابقة مثيرة في علم المصريات.

وعلق جيمس توفيل، مخرج فيلم أسرار مقبرة سقارة: "هذه لحظة مثيرة للعالم أجمع. تصوير هذا الفيلم كانت تجربة مليئة بالمفاجآت المثيرة. والعمل مع الفريق المصري الذي يتمتع بصلة عميقة بأجداده، جعل هذا المشروع فريداً بشكل أكبر.

لم تكن هذه المهمة تشبه أي مهمة أخرى. عادةً في مجال التنقيب عن الآثار تضطر للعمل لأسابيع كي تجد أي شيء. ولكننا خلال هذه المهمة كنا نحصل على اكتشاف مذهل كل بضع ثوانٍ. ومنها اكتشاف تمكنا من تصويره بالكاميرات بينما يحدث وهو العثور على أول مومياء محنطة لشبل أسد في مصر، وكانت لحظة رائعة للجميع. ثم كان لنا شرف استكشاف غرف الدفن لكاهن الدولة القديمة واح - تي. لاشك أن تصوير استكشاف مقابر من عهد الدولة القديمة هي فرصة ذهبية لأي صانع أفلام."

تم تصوير الوثائقي في سقارة قرب القاهرة، وعلى بعد أقل من كيلو ونصف الكيلو من هرم زوسر المدرج، أحد أقدم الآثار الحجرية على وجه الأرض. سيتم إصدار الفيلم الوثائقي عالمياً في ١٩٠ دولة بأكثر من ٣٠ ترجمة، إضافة إلى الدبلجة باللغة الإنجليزية.

جاءت فكرة الفيلم الوثائقي عند اكتشاف المقبرة التي تبلغ ٤٥٠٠ عام، والتي تصدرت أخبارها العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم عند اكتشافها أواخر عام ٢٠١٨، وهي مقبرة الكاهن المصري القديم واح - تي من الأسرة الخامسة، سنة ٢٥٠٠ -٢٣٥٠ قبل الميلاد، في عهد الفرعون نفر إر كارع.

عن "أسرار مقبرة سقارة": تعد واحدة من أهم اكتشافات الحضارة المصرية القديمة وأكثرها إثارة منذ عقود. ولا تزال هذه الاكتشافات في بدايتها، حيث يسجل الفيلم قيام فريق من الأثريين المحليين باستكشاف سراديب، وغرف دفن، ومقابر متعددة، ويقومون بجمع أسرار واحدة من أكثر الجبانات إبهاراً في مصر. انتشرت أخبار المقبرة في جميع أنحاء العالم وتم الاحتفاء بها كأهم اكتشاف أثري منذ حوالي ٥٠ عاماً. كذلك فإن حالة المقبرة جيدة بشكل ملفت، ولكن الإثارة الحقيقية تكمن فيما هو قادم. يأمل الأثريون أن يكتشفوا ممتلكات، وسلع، ومومياوات الكاهن الأكبر وعائلته، وأن يحصلوا على معلومات يمكن أن تغير من فهمنا لهذه الفترة من تاريخ الدولة القديمة.

المزيد من الأسرار من مقبرة سقارة:

مومياء شبل الأسد

وجدت مومياء شبل الأسد المحنطة داخل حدود الجبانة المخصصة للإلهة - القطة المصرية القديمة باستيت، وتعد إضافةً جديدةً لاكتشافات علم المصريات. وصرحت الأستاذة الدكتورة سليمة إكرام: "هذه أول مومياء محنطة لشبل أسد في مصر، وتعد واحدة من أهم اكتشافات الحيوانات المحنطة في التاريخ حيث تفتح الباب للمزيد من الأسئلة حول أنواع الحيوانات البرية والمفترسة التي روضها المصريون وكيف تمكنوا من التعامل معها خاصةً فيما يخص التربية والتناسل."

نظرية أول حالة ملاريا في التاريخ

داخل المقبرة واح - تي توجد رفات عائلة كاملة، ووجدت د.أميرة شاهين أستاذة أمراض الروماتيزم بكلية طب القاهرة، أن عظام هذه المومياوات متضخمة، وهو ما يعني أن جميع أفراد العائلة ماتوا جراء وباء، غالباً ما قد يكون الملاريا.

إذا تم إثبات هذه النظرية علمياً قد تصبح هذه أول حالة ملاريا مسجلة في التاريخ بأكثر من ١٠٠٠ سنة.

اكتشافات إضافية

كذلك يقدم الفيلم اكتشاف مقبرة جماعية قديمة أكثر اتساعاً، حيث قام المصريون بدفن موتاهم لآلاف السنين، كما يوثق الفيلم اكتشاف غرف الدفن الممتلئة بالحيوانات المحنطة، ومومياوات تم الحفاظ عليها بشكل رائع داخل توابيت مزينة للغاية، وأغراض الدفن بما فيها مجموعة سينيت كاملة (لعبة طاولة)، والعديد من الآثار النادرة من الدولة القديمة، والدولة الحديثة، والدولة المتأخرة.

خلال موسم واحد، وجد الفريق المصري في جبانة سقارة الأثرية أكثر من ٣,١٠٠ قطعة أثرية فريدة.