إيلاف من بيروت: أقام مهرجان الاسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته 36 ندوة بعنوان "ملك الترسو" إحتفالاً بمئوية الفنان الراحل "فريد شوقي" بحضور رئيس المهرجان الأمير أباظة، وابنتي الراحل الممثلةرانيا فريد شوقي، والمخرجة عبير فريد شوقي، وقرينته سهير ترك، والفنان عزت العلايلي، والفنان صلاح عبد الله، والفنانة الهام شاهين، والمخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، وأدار اللقاء الكاتب سمير شحاتة.

في البداية قالت أرملته سهير ترك: "فريد شوقي لا مثيل له، وهو أول ممثل يكبر في السن ويظل البطل الأول، هو صاحب حكاية طويلة وممتدة مع السينما وعاشق لها وكل ذاكرته مليئة بالسينما، وهو اسم على ما يسمي فهو فريد اسمًا وصفة".

وقالت المخرجه عبير فريد شوقي أن والدها كان في كواليس لم يكن يشعر أنه نجمًا، كان بسيطًا ومتعاونًا لأقصى درجة، وكان التمثيل مصاحبًا له حتى بعيدًا عن الكاميرا، فكان يقلد يوسف وهبي، وهو مستمع جيد للمسلسلات الإذاعية القديمة، وأوضحت أن شباك مكتبه كان مفتوحا على الشارع لو سمع بائع روبابيكيا يدعوه ويسجل له مفرداته، وانه كان يحفظ أدواره عن طريق الكاسيت، لم يكن يجيد فعل أي شيء سوى التمثيل والكتابة والإنتاج، وكل ما يتعلق بالفن، كان منظومة متكاملة.

الممثلة رانيا فريد شوقي قالت: "أبي كان وصلة بين الأجيال، وبعده اختفت هذه الصلة، واختفت استمرارية الأجيال الفنية المتعاقبة، وكل جيل أصبح يسير منفردًا".

وتابعت: "والدي نصحني أن أدخل الفن من الباب الشرعي للسينما، وحرص أن يرسل بنفسه ملفي للمعهد العالي للفنون المسرحية، ومع ذلك غضب مني لأنني لعبت دور راقصة في فيلم، وقال إنه لا يحب أن العب مثل هذه الادوار، وهنا الأب غلب على الفنان".

الناقد سمير شحاته أكد أن خيال فريد شوقي وهو طفل يكشف عن مواهبه كممثل وككاتب، وفي عام ١٩٢٠ شهد ميلاد ملكين هما الملك فاروق آخر ملوك مصر والثاني فريد شوقي ملك الترسو الذي انتهت برحيله أفلام الترسو.
وقال شحاته في ندوة تكريم فريد شوقي بمهرجان الاسكندرية لأفلام البحر المتوسط أن الراحل تميز بالذكاء الشديد وان النقلات الفنية في حياته كانت بيده لابيد غيره. وأعرب عن أسفه لأن أسرة الراحل توقفت عن إصدار الجزء الأخير من قصة حياة فريد شوقي.

وقص الفنان عزت العلايلي مجموعة من المواقف الطريفة التي جمعته بالفنان الراحل، الموقف الأول كان أثناء تصوير فيلم "السقا مات" الذي جمعهما سويًا، حينما تم تجهيز وتحضير مشهد بالمقابر، لكنهم لم يجدوا فريد شوقي الذي فر من موقع التصوير لمنزله وبعد تواصل الفنان عزت العلايلي معه، اكتشف أن "شوقي" كان يخشى التصوير في المقابر، وطلب أن يتم تصوير المشهد مرة واحدة، دون إعادة.

الموقف الثاني فكان الطرف الثالث فيه هو جعفر النميري رئيس السودان الأسبق، الذي زار فريد شوقي في حضور عزت العلايلي، الذي شاهد "شوقي"، وهو في قمة غضبه لأن النميري تجاهل الحديث عن السودان، وقضاياه واهتم بأمور أخرى ساذجة، فمال على عزت العلايلي، معبرًا عن غضبه الشديد منه ورغبته في عدم مواصلة الحوار معه، وحينما انتهى اللقاء لم يقم لوداعه.

أما المخرج عمر عبدالعزيز، فقال إن الفنان الراحل تقاضي ربع أجره من أجل ان أقدم أولى أعمالي الإخراجية وان يقدم يحي الفخراني أولى بطولاته.

في حين قال الفنان صلاح عبدالله، فقال إنه تعاون معه في تجربة واحدة فقط بالسينما، واشاد وقتها بموهبته وأعطاه نصيحة هامة وهي ألا يحبس نفسه في دور واحد فقط، وهو ما حدث بالفعل وهي النصيحة التي يسير عليها حتى الآن.

الفنانة إلهام شاهين، قالت إنها تربت في الفن علي يد الملك فريد شوقي، وهو الفنان الوحيد الذي قدمت معه دور الزوجة والشقيقة وهو بالفعل ملك الفن وملك الإنسانيات، وكان بمثابة كبير للاسرة الفنية حيث كان معروفا بالحكمة والعقل.