تصدر في بولندا أول نسخة معتمدة باللغة البولندية من كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، على أن يقتصر استخدامها على الأغراض الأكاديمية فقط.
وقال المؤرخ اوغينيوش كرول إن ألفي حاشية لترجمته الجديدة تميزها عن النسخ السابقة غير القانونية.
وقالت دار بيلونا للنشر، التي يصدر عنها منشور هتلر، إن الكتاب كان بمثابة تحذير من أن ما حدث في ألمانيا في عام 1933 يمكن أن يحدث الآن في أماكن كثيرة.
ووصف الحاخام الأكبر لبولندا، مايكل شودريخ، المشروع بأنه إيجابي إذا ساعد في تعميق فهم مخاطر النازية والكذب والاستبداد.
وقال إنه يمكن أن "يساعد الناس على فهم أخطار النازية والكذب والاستبداد بطريقة أكثر شمولاً وعمقًا".
وأضاف إن مسألة نشر الكتاب أم لا "كانت مهمة قبل 20 عاما" ولكن الآن ينبغي أن نفهم أن هناك "إجماعا" على معارضة الفاشية.
وقال "من المهم أن يتمكن الأكاديميون من قراءة ما كتبه هتلر في كفاحي لأن الكلمات مهمة. وما قاله هتلر قبل وصوله إلى السلطة هو بالضبط ما فعله لاحقًا".
وقال متحف أوشفيتز بيركيناو إن أي ترويج للكتاب لجمهور أوسع قد يكون غير قانوني. ومن المأمول أن يؤدي ارتفاع سعر الكتاب، الذي يبلع 40 دولارا، إلى إبعاد النازيين الجدد عن شرائه.
وقال محرر النسخة البولندية من الكتاب ردا على منتقديه إنها "تكريم لضحايا" النازي.
ونادرا ما تصدر نسخ من كتاب هتلر، الذي نشر للمرة الأولى عام 1925، حتى بعد أن أصبحت حقوق نشر الكتاب عامة عام 2016.
وقال كرول "وفقًا لمنتقدي الأمر، فإن نشر هذا الكتاب يعد إهانة لضحايا النازية. في رأيي ، العكس هو الصحيح".
وتتداول نسخ مقرصنة أو مختصرة من مخطط هتلر لصعود النازية والهولوكوست في بولندا منذ سنوات.
وفي عام 2005، طلبت حكومة بافاريا في ألمانيا، التي كانت تمتلك الحقوق في ذلك الوقت، مصادرة نسخ من إحدى هذه الطبعات.
وقال كرول لوكالة فرانس برس إن هذه الطبعة البولندية المشروحة ستكون بمثابة "مصدر تاريخي في سياق أوسع".
وسيصدر 3 آلاف نسخة من الإصدار الأخير، ولن تقوم دار النشر بأي حملة دعائية للكتاب.
وقال مدير دار النشر إن الكتاب كان قبل كل شيء "تحذيرًا من أنه من السهل تفكيك الديمقراطية وبناء نظام شمولي بطريقة تكاد تكون غير مرئية".
وقال "ما حدث في ألمانيا بعد عام 1933 يمكن أن يحدث اليوم وغدا وبعد غد في العديد من الأماكن في العالم. يمكن فهم الإشارات بسهولة."
ويعد النشر العلني للأيديولوجيات الشمولية مثل الفاشية أو الشيوعية والكراهية العرقية أو العرقية محظور في بولندا، التي فقدت ستة ملايين مواطن، بما في ذلك ثلاثة ملايين من أصول يهودية، تحت الاحتلال النازي. و يعاقب على ذلك بالسجن لمدة قد تصل إلى عامين.
التعليقات