ايلاف من الرياض: ضمن الزيارة التي قامت بها ايلاف لموقع تصوير الجزء الخامس والآخير لمسلسل "La Casa de Papel" أو "البروفيسور" كان لها لقاء مع "اليكس بينا" المنتج التلفزيوني والسيد "هيسوس كوليمنا" مخرج المسلسل، وشمل اللقاء عدة مواضيع كالحديث عن مستجدات القصة، وكيف يمكن التعامل مع موت شخصية "نيروبي" وعن التصوير في وسط أزمة كورونا والعديد من المواضيع التي تهم متابعي هذا العمل التلفزيوني الناجح.

- كان للنساء دورٌ جوهريٌّ في المسلسل، فهل سيحظين بالدور ذاته في الفصل الأخير أيضًا؟ وهل ستكون لهنّ الكلمة الحاسمة بغض النظر عن النتيجة، جيّدة كانت أم سيئة؟

"أليكس بينا": أعتقد أننا خطّطنا جيّدًا ومنحنا فرصًا متساوية للرجال والنساء. وفي هذا الإطار، تقيّدنا بالتزامنا نحو منح النساء أدوارًا رئيسية، كما حظي الرجال في أوقات أخرى بأدوار رئيسية أيضًا. ولا أعتقد أن المسألة تتعلّق بحجم المساحة المتاحة لهنّ سواء كانت أكبر أم أصغر، فقد بقيت نفسها. هل سيلعبنَ أدوارًا جوهرية في أوقات معينة؟ سأجيب بنعم، جوهرية للغاية. وقد أضفنا أيضًا تطوّرًا جديدًا في الأحداث يتضمّن النساء في الموسم الخامس.

"هيسوس كولمينار": في الحقيقة، سيتمثّل التطور الجديد في هذا الموسم بوجود "لشبونة" داخل بنك "إسبانيا". وهذا عنصرٌ جديدٌ للغاية، وسيُضفي للمسلسل بعض الزخم. فمشاهدة "لشبونة" فجأة بالبدلة الحمراء، حيث تتولّى مسؤولية السطو، وعلى اتصال دائم مع "البرفيسور"، لهو أمر جديد كليًا. وكما قال "أليكس" سيكون هناك مفاجآت كبيرة، ليس فقط من شخصية واحدة بل من عدّة شخصيات. ففي الحلقات الأولى من الموسم، سنشهد بعض المفاجآت الكبيرة التي تقودها النساء.

سيكون هذا الموسم هو الأخير. لماذا قرّرتم التوقف الآن؟

"أليكس بينا": لأننا صوّرنا أكثر من 2000 دقيقة من العمل الخيالي الذي يتضمّن عمليتي سطو. وأعتقد بأننا استنفدنا التحوّلات العاطفية للشخصيات، وكذلك تطوّرها الدرامي . لقد طرحنا الكثير، وأظن أنه الوقت المناسب للتوقّف. إنه موسم الذروة، ومن الأفضل لنا إنهاء الأمور عاجلًا وليس آجلًا.

"هيسوس كولمينار": فهناك أمثلة عديدة لمسلسلات روائية عالمية استمرت لفترة طويلة، ولم تتوقّف في الوقت المناسب. وأعتقد أنه من الحكمة إنهاء المسلسل بطريقة مذهلة وهو في قمة نجاحه، كما يقول "أليكس"، ممّا يضمن تقديم موسم مميّز للغاية من نواحٍ عديدة. إنه موسم مختلف كليًا عن المواسم السابقة، وقد بذلنا فيه أقصى جهدنا لنضمن نهاية مُذهلة للعمل.

أغنية "بيلا تشاو" أضافت هوية للعمل

-أعاد مسلسل "البروفيسور" إحياء الأغنية الحربية Bella Ciao إلى أغنية شهيرة عالميًا. كيف اخترتم هذه الأغنية؟ وما مدى أهميتها للمسلسل؟

"أليكس بينا": - كنُّا نبحث عن أغنية رمزية. لأننا رغبنا في إضفاء هوية مميّزة للعمل، سواء من ناحية اختيار اللون الأحمر، أو أقنعة "دالي"، أو رموز البوب تقريبًا في فترات معينة. وتطلّب العمل بالطبع موسيقى تصويرية تبدو كنشيد وطني، وتكون مرتبطة بالحرية والمقاومة. وفي يوم من الأيام، جاء "خافي"، أحد كُتّاب السيناريو، ومعه هذه الأغنية التي وافقنا جميعنا عليها. فقد كنا نبحث عن أغانٍ طيلة شهرٍ كامل قبل عثورنا على أغنية Bella, ciao. وأعتقد بأنها كانت من العناصر الرئيسية في العمل.

- يُعدّ المال أيضًا عنصرًا أساسيًا في القصّة ويستمتع به الجمهور. برأيكم ما هي الإيجابيات والسلبيات لنجاح قصّة سرقة الأموال؟

"أليكس بينا": - سأخبرك عن السلبيات. لأصدقك القول، يُعدّ تصنيف السرقة المثالية من التصنيفات الصعبة جدًا.

إذ يُجبرك التعامل مع الشخصيات العبقرية على استخدام تصاميم وأسلوب كتابة معقّد. لأن إظهار شخصٍ بشكل ذكي وبارع، يُجبر كُتّاب السيناريو على وضع الاستراتيجيات والتخطيط والتفكير بجهد أكبر لتقديم حبكةِ عمليةِ سرقةٍ مناسبة.

"هيسوس كولمينار": وفيما يتعلّق بالإيجابيات، أعتقد بأن أفلام عمليات السرقة بحدّ ذاتها تُعدّ تصنيفًا فنّيًا، وهذا يعني إلمام المشاهد ببعض القواعد منذ البداية. وكان ذلك أحد الركائز القوية لبداية مسلسل "البروفيسور". ففهم المشاهد لقواعد اللعبة، يعني أنه سيندمج في القصّة سريعًا، أليس كذلك؟ وما حضّرناه لهم فعليًا هي التطوّرات والتغيّرات في قواعد اللعبة، فما إن يتعمّقوا في قلب القصّة حتى يتفاجأوا بقصّة جديدة كليًا.

كورونا لم يؤثر على سيناريو العمل في الجزء الخامس

- ما هي التحدّيات التي واجهتموها عند تصوير الجزء الخامس أثناء الوباء؟ وهل فكرتم بتغيير مخطّطاتكم حول مواقع التصوير، وهل قمتم بأي تعديل على القصّة لتسهيل عملية التصوير؟

"أليكس بينا": كُنا نكتب الجزء الخامس عندما كانت "إسبانيا" مغلقة بالكامل. وكان ذلك صعبًا، لأن الحبس يتعبك ذهنيًا. وشكّلت عملية الكتابة تحدّيًا صعبًا في ذلك الوقت. أتذكّر بأننا كتبنا الفصل الثاني، ثم تخلّصنا منه، وأتذكّر أنني تحدّثت معك، ولم ينجح الأمر، فلم نكن نكتب على الإطلاق. لذا قرّرنا أن يكون الموسم النهائي في الفصل الثاني. وكانت تلك بمثابة نقطة الانطلاق لنا لنبدأ عملية الكتابة مرة أخرى، لأننا لم نعد نملك القوة الذهنية ولا الطاقة.

"هيسوس كولمينار": دون إيلاء أدنى اعتبار للوباء، كان التحدّي الذي وضعناه لأنفسنا كالتالي: "لقد قطعنا كلّ هذا الطريق، والآن علينا أن نكمله إلى هذا الحدّ". ولم نغيّر السيناريو حقًا. وفي الحقيقة، لقد تطلّب إنتاج ما كنا نكتبه مجهودًا ضخمًا، لأنه الأمر كان جنونيًا حقًا. وعلاوة على ذلك، كان علينا مواجهة كافة صعوبات الوباء، مثل إجراء فحص كوفيد-19 والحرص على إبقاء المسافات الآمنة. وبدعم Netflix أيضًا، شعرنا دائمًا بالأمان عند التصوير.

- كونك مبدع للمسلسل الذي بدأ بداية متواضعة، وأصبح اليوم ظاهرة عالمية، ماهي أبرز ثلاثة دروس تعلمتها كمخرج لهذا المسلسل ؟

"أليكس بينا": أحد أبرز الدروس التي تعلّمتها ترتبط مباشرة بعدم تحقيق مسلسل "البروفيسور" لنجاح كبير عند بداية عرضه في "إسبانيا"، ووصوله بعد ذلك إلى ما هو عليه اليوم. وأعتقد بأن أهمّ ما في الأمر هو الصدق مع النفس. وقد تمسّكنا من ناحيتنا بمعاييرنا الأصلية. وإلى جانب ذلك، دائمًا نقول بأننا متطلّبون كثيرًا، ومطالبنا فعليًا هائلة. فلم نكن نسعى لأيّ نجاحٍ عالمي، بل كان سعينا لرؤية آمنّا بها. وإن حقّق العمل نجاحًا عالميًا، فإن أعظم درسٍ يمكن أن نستخلصه من ذلك هو العمل دائمًا نحو ما نؤمن به.

- يسرد مسلسل "البروفيسور" باستمرار قصّة النضال ضدّ النظام، ما مدى أهمية طرح مشكلة كهذه في مجتمع هذه الأيام، لا سيما مع تقديم أغنية Bella Ciao كأغنية رئيسية للمسلسل؟

"أليكس بينا": عندما بدأنا مسلسل "البروفيسور"، استوطنت تفكيرنا فكرة متداولة في ذلك الوقت. فقد كنا قد خرجنا للتوّ من أزمة خانقة، وأدّت "احتجاجات حركة 15-م" في إسبانيا إلى خروج كثيرٍ من الأشخاص إلى الشوارع. وخيّم المتظاهرون في الشوارع، لأنه بعد أزمة بنك "ليمان براذرز"، ساد الإحباط الشارع العامّ وأصبح الجميع متشكّكًا، وفُقِدت الثقة في المؤسّسات والحكومات والبنوك. كان هناك جوٌ سائدٌ، نقلناه إلى الشاشة. وفي الحقيقة، لقد طرحنا هذه الفكرة في مشهدين أو ثلاثة خلال الموسمين الأول والثاني اللذين قمنا بإنتاجهما مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار. وقد نجح نجاحًا باهرًا في نهاية المطاف، مع فكرة المقاومة، وأغنية Bella, ciao. كانت مشاعر الإحباط تنتاب المشاهدين أيضًا في ذلك الوقت. وأعتقد أن ذلك سبب من أسباب حماسة المشاهدين لمسلسل "البروفيسور"، لأنهم ربطوه بما يمرّون به، وبنضال إن لم يكن فكريًا، فهو حتمًا اجتماعي.

- ارتدى الفريق بدلات حمراء، وأقنعة "سالفادور دالي". لماذا اخترت اللون الأحمر وفنانًا سرياليًا، وهل هناك أية معاني أو صِلات خاصّة بين هذين العنصرين؟

لطالما بحثنا عن رموز لمسلسلنا. ففي العام الماضي، أُنتِج خمسة آلاف مسلسل في أكثر خمسين دولة صناعيّة، ويُعدّ هذا الرقم كبيرًا جدًا على صعيد الأعمال الروائية. لهذا السبب كان علينا تمييز أنفسنا وإضفاء هويّتنا الخاصّة، وأنا مؤمن بأننا قمنا بعمل الكثير من الأمور ليتسنّى للمشاهد إدراك ما نقوم به فورًا. وكان من الواضح أن القناع سيلعب دورًا كبيرًا، وفكّرنا حينها في اسمين وهما "دون كيخوته" و"سلفادور دالي". كان للأمر علاقة بالعباقرة المجانين تحديدًا، لأنهم عندما دخلوا "دار السكّ الوطنية" في الحلقات الأولى كان ذلك نوعًا من الجنون، أليس كذلك؟

- وعبقريًا أيضًا؟.

- وعبقريًا، أليس كذلك؟ وفي النهاية، اخترنا "سلفادور دالي"، بسبب الشوارب ونفحة الجنون التي تحيط به. لقد أصبح القناع اليوم زيًا من أزياء الهالووين الشهيرة.

"هيسوس كولمينار": والبدلات الحمراء كانت واحدة من العناصر التي انبثقت فيما بعد. أردنا اختيار لون واحد فقط، وتحدّثنا عن هذا الأمر مع "ميغيل أمويدو" مدير التصوير الفوتوغرافي. كان الهدف هو تخفيف حدّة جميع الألوان الأساسية حتى يبرز اللون الأحمر. ولهذا السبب قرّرنا توحيد أزياء اللصوص والرهائن. و بهذه الطريقة سيكون اللون الأحمر نقطة بصرية محورية ثابتة طوال المسلسل. وفي النهاية، أعتقد بأن علم دراسة الصورة، والذي يُستخدم بكثرة في الروايات والكتب المصوّرة، كان أحد أكبر النجاحات أو كان أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في نجاح المسلسل. فالصورة المؤثّرة للّصوص ببدلاتهم الحمراء وأقنعة دالي، هي ما ستدفع المشاهد تلقائيًا لمعرفة المزيد.

- كيف سيحفّز موت "نيروبي" الذي حدث في الموسم السابق بقية الشخصيات في هذا الموسم، وكيف ستتغيّر موازين قوى المجموعة بدونها؟

"أليكس بينا": أعتقد بأننا شاهدنا من قبل إحدى تبعات موت "نيروبي". وهناك شيء قدريّ حول موت "نيروبي" وراء كلّ ذلك، ولكنه في الوقت نفسه بمثابة نداء للتحرّك بالنسبة لبقية الشخصيات. أعتقد بأن "نيروبي" لا تزال حاضرة بقوة أحيانًا، فهم لا يزالون يتحدّثون عنها، وهي الضوء الذي يهتدون به في نضالهم خلال الموسم الأخير.

"هيسوس كولمينار": تعتبر "نيروبي" بمثابة قلب العصابة بشكلٍ من الأشكال. وأظن بأنها كانت لتجد صعوبة في التأقلم مع الوضع في الموسم الأخير، لأنه يُعتبر موسم المواجهة المباشرة. فلطالما كانت "نيروبي" شخصية متفرّدة، شخصية لم تُخلق للمواجهة المباشرة. لكن سيُلهم إرثها الشخصيات الأخرى بلا أدنى شكّ.

- ركّز الجزء الرابع على الأحداث داخل بنك "إسبانيا" لكنها أصبحت على وشكّ الانتهاء. فهل نتوقّع مواقع تصوير وقصصًا جديدة خلال الجزء الخامس، حتى وإن كان ذلك هو الجزء الأخير؟

"أليكس بينا": سنرى مواقع تصوير جديدة، وسنقوم لأول مرة بتصميم موقع تصويرٍ لتدميره، ويعود الفضل في ذلك للتصنيف الحربي، فقد أردنا إنتاج موسم مختلف كليًا. ولطالما تلاعبنا بتصنيفات فنّية مختلفة، وكُنّا نخطط لإنتاج بالتصنيف الحربي منذ فترة طويلة. لقد بنينا موقع تصوير مليء بالعبوات الناسفة حتى ننسفه. وكان هذا الموقع أقصر مواقع التصوير عمرًا في تاريخ المسلسل. لقد كان موقع تصوير مذهل بالمناسبة. فقد كان غرفة الطعام الفاخرة في بنك "إسبانيا" ومتحف "الذهب"، والتي تقع في الطابق العلوي من البنك، ومستودع الأسلحة. وهناك العديد من مواقع التصوير الجديدة، لكن هذا الموسم هو موسم التدمير الشامل دون منازع.

"هيسوس كولمينار": ومن جانب آخر، هناك المواقع. لقد انطلقنا في رحلة مرة أخرى، وتتضمّن حبكة القصّة في هذا الموسم "كوبنهاغن" ("الدنمارك") و"البرتغال"... وحدث ذلك أيضًا لأننا لم نتوسّع في مواقع التصوير وحسب، بل توسّعنا في طرح القصص والشخصيات في هذا الموسم. وما أحبّه في هذا الموسم، هو أننا سنبدأ بسدّ الثغرات الموجودة في القصّة. وسنكتشف أمورًا مثيرة للاهتمام عن الشخصيات.

- لابد أن التضحية بالشخصيات التي نحبّها (أو نحبّ كرهها) أمر مؤلم بالنسبة لكم أكثر من أي شخصٍ آخر. فهل تُريحكم معرفة موت إحدى الشخصيات المحبوبة؟

"أليكس بينا": أعتقد أن الأعمال الروائية تغيّرت كثيرًا. ففي السابق، لم يكن التفكير في قتل الشخصيات أمرًا ورادًا. وأعتقد أن حتى مديري الشبكة سيذهلهم الأمر ويتعجّبون من ذلك. ويُعدّ الموت اليوم جزءًا من الأعمال الروائية المعاصرة، ولن يعرّضك للمساءلة. وشخصيًا، أرى أن الحلقات التي ماتت فيها شخصياتي حلقات مؤثّرة للغاية. فقد غرسوا التعاطف، وشاركوا حدادهم مع المشاهدين تقريبًا.

"هيسوس كولمينار": ومن ناحية أخرى، أضفوا على القصّة طابعًا واقعيًا بشكل أكبر. فلا يمكن تخيّل سطو بعض الشخصيات على بنك "إسبانيا" أو "دار السكّ الملكيّة"، والخروج منها سالمين دون وقوع أية خسائر. ومن ناحية أخرى، أعتقد بأنها تلائم القصّة بشكل جيّد من منظور المشاهد. وفيما عدا ذلك، سيبدو الأمر وكأننا في مسلسل A-Team، الذي مهما حدث فيه، فلن يموت أحد. الأمر الذي سيُقلّل من حدّة التوتر تلقائيًا.

يمكنك عمل مسلسل مُشتقّ لكل شخصية من شخصيات "البروفيسور"

- جميع الشخصيات محبوبة، ولكن ظاهرة "البروفيسور" اسثنائية للغاية، فهل تخطّطون للقيام بتتمّة أو مسلسل مُشتقّ لهذه الشخصية؟ أو أي شخصية أخرى؟

"هيسوس كولمينار": تناول مسلسل "البروفيسور" أغلب العناصر والمواضيع، فهل سأقوم بعملٍ مشتقّ لشخصية "البروفيسور"؟ ربما، ولكن مسلسل "البروفيسور" تضمّن فعليًا جميع العناصر والمواضيع، أعني: قصّته، وأسبابه، ومسوّغاته، تمّ تناولها جميعًا في مسلسل "البروفيسور". تُشتَقّ الأعمال عادة من شخصيات ثانوية جدًا جذبت أنظار الكثيرين إليها، وبذلك نستطيع إنتاج مسلسل جديد مبني على قصصهم. من ناحية أخرى، يمكنك عمل مسلسل مُشتقّ لكل شخصية من شخصيات "البروفيسور" لأن لكلّ منهم ما يكفي من القصص لروايتها في مسلسل منفصل، ولكن في الوقت نفسه، أرى أن كلّ قصصهم قد رُويت في مسلسل "البروفيسور".

"أليكس بينا": أتفق مع "هيسوس" بأن الأعمال المُشتقّة يجب أن تتناول عالمًا مختلفًا كليًا، وأن تصبّ تركيزها في مواضيع أخرى. ويمكنك تنفيذ عمل مُشتقّ لكل شخصية من الشخصيات، وهذا ما يُميّز مسلسل "البروفيسور"، فلكل شخصية من الشخصيات العديد من الأوجه، والعديد من الحكايات، لكن سيتعين علينا خلق عالم جديد. فالإجابة إذًا هي نعم، ولكن يعتمد ذلك على عدّة أمور.

- أسفرت عملية وضع الشخصيات في مواقف صعبة عن كشف مواطن ضعف وتفاصيل معينة في شخصياتهم تتعارض مع الصورة البطولية والثورية. فهل تعتقد أنه من خلال تسريع وتيرة هذه العملية في الموسم الخامس يمكننا أن نرى تأثيرًا أقرب للعنف أو القسوة من بعض الشخصيات؟

"أليكس بينا": في الواقع، إن النهج الذي اتّخذناه في الموسم الخامس تمحور حول سحق "البروفيسور" باللكمة القاضية، وكلما زاد عدد اللكمات التي يتلقّاها، كان ذلك أفضل. وحين تُصعِّب الأمور على "البروفيسور" ، فأنت تُصعِّد بذلك حدّة التوتر ومشاعر عدم الارتياح التي يستوعب من خلالها المشاهد أحداث المسلسل. لذا صعّبنا الأمور عليه كثيرًا، إلى درجة أن المشاهدين سيعانون معاناة كبيرة ممّا سيرونه في الموسم الخامس.

"هيسوس كولمينار": وفكرة الرومانسية والشاعرية لعملية السطو دون ضحايا، والنضال من أجل الحرية والمقاومة دون إيذاء أحد، ستصطدم بجدار الواقع في هذا الموسم الأخير. ومن الآن وصاعدًا، يتحتّم على جميع الشخصيات القتال من أجل حياتهم.

- السؤال الأخير. كيف يمكنكم تعريف الطبيعة الأخلاقية للشخصيات اليوم في ضوء التجارب التي عاشتها خلال الأجزاء الخمسة، بناء على ردود الأفعال العالمية التي تلقّيتموها أو شعرتم بها، وإلى أيّ مدى تغّيرت أو تحوّلت منذ الموسم الأول؟

"أليكس بينا": أعتقد بأننا نتبع دائمًا مبدأ الغموض الأخلاقي، وهذا يعني أن جميع الشخصيات تمرّ بفترات مظلمة، وأفضل مثال على ذلك هي شخصية "برلين". فهي شخصية مظلمة للغاية، لكن الجمهور أحبّها على الرغم من ذلك. لذا، أعتقد أن إضفاء الغموض على الشخصيات من الناحية الأخلاقية يُثريها ويجعلها مثيرة للاهتمام أكثر.

"هيسوس كولمينار": وشخصية "البروفيسور" بحدّ ذاتها أيضًا شخصية يلفّها غموض مستمر، فهي شخصية تملك أسلوبًا مختلفًا ومميّزًا. لذا، يتمتّع الفريق بأكمله بأسلوب مختلف ومميّز. وأمّا بالنسبة للسؤال المتعلّق بالتغيير والتحوّل، فقد كان هناك نمط تغيير طبيعي. لذا، سنرى الشخصيات متورّطة في معضلات أخلاقية كبيرة في الموسم الأخير، والتي قد تؤثّر على أرواحها. ولنقل أن تطوّر الشخصيات جميعها سيكون في ذروته.