إيلاف من الرياض: بعد 30 عاماً من غيابها عن خشبة المسرح، وما يقارب 20 عاماً من الغياب عن الأضواء، وبعد سنوات من الشائعات والأخبار تعود النجمة شريهان خلال مسرحية " كوكو شانيل" والتي تقدم في عرض أول وحصري لمناسبة عيد الأضحى المبارك على منصة "شاهد VIP".

ساعتان مدة المسرحية، من تأليف وسيناريو وحوار مدحت العدل، وإخراج هادي الباجوري وإنتاج العدل جروب ساعتان مكونة من فصلين تخللهم العديد من المشاهد قدمت فيها شريهان عصارة خبراتها في التمثيل والرقص والغناء.

الموضوع المغري

أمور عديدة راهنت عليها الشركة المنتجة العدل جروب وأولها الرهان على قبول شريهان العودة الى المسرح بعد هذا الغياب الطويل، ولا شك أن هناك قصص وأفكار عديدة طرحت عليها، حتى قررت شريهان وأختارت قصة "كوكو شانيل" لتعود بها للجمهور.

"كوكو شانيل" إحدى أشهر الأسماء في عالم الأزياء والموضة، والتي بدأت مسيرتها بشكل متواضع بعد أن نشأت في أحد دور الأيتام، قبل أن تصنع شهرة وصلت أصداؤها إلى العالمية.

أن تستند على هذه القصة العالمية وتحتمي بها هو تحدي قوي، لكن بمرور دقائق من بدء المسرحية تشعر بأنه كان الإختيار للعودة، فهي شخصية مناسبة لها في هذا الوقت، وإن كان هناك عيوب بالسيناريو بحيث لاتشعر بعمقه وتشعر بضعفه في بعض الأحيان.

شريهان حاضرة باستعراضاتها

مخاوف عديدة خشيها المحبين والمقربين لشريهان خوفا ً من إهتزاز الصورة الجميلة المرسومة عن هذه الفنانة طوال سنوات عديدة، أن تخذلها مرونتها مثلاً، أو ان يكون ظهورها أقل مما عودت الجمهور عليه خلال اعمالها الإستعراضية السابقة سواء في الفوازير أو السينما أو المسرح.

لكن كل تلك المخاوف تلاشت مع بدء المسرحية أو بالأصح مع أول استعراض وهو " استعراض البرانيط" الذي أنسانا المرض والعمر والغياب.

ست استعراضات قدمتها شريهان في هذه المسرحية بأداء رائع ومرونة عالية وكان ذروة سنام هذه الإستعراضات إستعراض المجد الأخير. وتلحظ في المسرحية تصاعد مستوى شريهان وتألقها فكل مشهد هو أفضل من المشهد الذي قبله وكأن داخلها وحشة وخوف من ردة فعل الجمهور. ولا يجب أن ننسى مشاركة العديد من النجوم في هذه المسرحية على الرغم من صغر الأدوار بدءاً من النجم آسر ياسين، وهاني عادل، وأيمن القيسوني، تامر حبيب، حنان يوسف، والظهور اللطيف والجميل لكل من النجمتين إنجي وجدان، وسمر مرسي، بأداء مميز وإنسجام واضح مع النجمة شريهان.

التصوير والأزياء نجوم المسرحة

عوامل عديدة ساهمت بنجاح المسرحية من إخراج مميز من هادي الباجوري، ومن كاميرا رائعة من مدير التصوير أحمد المرسي، والذي أظهرت لنا عينه جماليات المسرحية وجماليات الرقصات وكأننا نشاهد فيلماً سينمائياً وليس مجرد مسرحية.
ديكورات رائعة وضخمة ورؤية بصرية بديعة، ولا ننسى الإشادة بريم العدل مصممة الأزياء فكانت الأزياء بطل رئيسي ولا شك أنه تحدي كبير أن تظهر الأزياء بهذا الجمال نقلاً عن أحد أهم أيقونات الموضة عبر التاريخ. وبالمجمل الإستعراضات والموسيقى والتصوير والديكور كانوا في غاية المتعة البصرية والإشباع للعين فكانت المسرحية حدث فني مهم ممتع ومبهج.

لم كل هذا الغياب ؟

بمجرد مرور دقائق من المسرحية يتبادر للذهن سؤال عن سر الغياب الطويل عن الحضور المسرحي - لو وضعنا الظروف الصحية جانبا ً ـ فشريهان كانت حاضر وبقوة في المسرحية، لذا وحتى مع بعض الملاحظات من النقاد للمسرحية، يجب أن تكون هذه المسرحية هي البداية أو بداية العودة للعديد من الأفكار والمسرحيات لشريهان، خاصة وأنه ليس هناك عرض يومي للمسرحية بسبب استخدام بعض الخدع البصرية في (كوكو شانيل) فهي أشبه بفيلم سينمائي على أنه مسرحية يومية.

ختاما ً المسرحية انتهى تصويرها من سنتين أو أكثر، ولظروف كثيرة تأخر العرض ويحسب جدا ً لهيئة الترفيه السعودية العمل على إظهار المسرحية للنور وكم تمنيت أن يكون هناك تنسيق بين الهيئة وشركة العدل جروب لأن يكون العرض الأول في صالة سينما وبحضور بطلة العمل شريهان والعديد من النجوم والفنانين. هذا الغياب الطويل كان يستحق احتفاء أكبر واستثنائي كذلك.