إيلاف من بيروت: من الموسيقى والرومنسية السينمائية إلى الأدوار الشرفية واللقاءات الغرامية خارج الشاشة، أدّت علب الثقاب العديد من الأدوار الهامة، على ما يقول الفنان آرون كاسمين واصفاً مجموعته من علب الثقاب القديمة ف تقرير نشرته مجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic، يجول على أبرز ما أنتجته مخيلات الفنانين من علب الثقاب حول العالم.

فن استثنائي
يقول التقرير إن مجموعة كاسمين، وتتألف من نحو 500 علبة ثقاب، تتضمن رسوماً على عيدان الثقاب كما على العلبة نفسها. وعلى غلاف العلبة رسمٌ شبه تجريدي لمبنى أحادي اللون، وهي واحدة من 29 علبة ثقاب رسم عليها كاسمين تحضيراً لمعرضه أقامه في لندن. عن ولعه الغريب هذا بعلب الثقاب، يقول كاسمين للمجلة إنه قبل نحو 12 عاماً، ابتاع علبة أحذية مليئة بعلب الثقاب في معرض‭ ‬فرنسي للأغراض المستعملة، فصار منذ ذلك الوقت "مهووساً" بها وبدأ يبتاعها من موقع eBay، ويدفع ثمناً يصل أحياناً إلى ستين دولاراً العلبة الواحدة.

يعود بنا التقرير إلى بدايات العهد بعلب الثقاب، فيقول شارحاً إن جون والكر، وكان عالِماً كيميائياً وصيدلانياً من ستوكتون-أون-تيس في إنكلترا، اخترع عيدان الثقاب التي تشتعل بالاحتكاك في عام 1826. ولا شك في أن النماذج الأولى من هذه العيدان تستهوي بعض هواة الجمع. وحكايات علب الثقاب هذه هي ما يُثير اهتمام هواة جمعها، إضافةً إلى تصاميمها المصوّرة المدهشة. وينقل التقرير عن المصممة الغرافيكية جاين مكدفيت، المقيمة في غلاسغو، حكايتها مع جمع ملصقات علب الثقاب، وبدأت قبل نحو 15 عاماً، لتركز اهتمامها منذ ذلك الحين على جمع علبٍ الثقاب التي تعود إلى سنوات الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية في أوروبا الشرقية.

أوجه استخدام متعددة
ما زالت علبة الثقاب، بحسب التقرير، تأسر الألباب بأوجُهِها واستخداماتها المتعددة: استعملها الرسّام هنري تايلور المقيم في لوس أنجليس لوحةَ رسمٍ قماشية مصغّرة، واستخدمها الفنان البريطاني بولي مورغان نعشاً لطائر سمّان محنّط باع نسخة منه إلى كورتني لوف، وقد تصدرت هذه النسخة عناوين الصحافة الصفراء في عام 2009، حين رماها موظف نقل أثاث خطأً في القمامة. أما الرسّامة التصويرية شارلوت فارمر المقيمة في مدينة باث الإنكليزية فتبتكر ملصقات غريبة "مستوحاة بتصرف من تصاميم فينتدج".

نسخٌ عن ملصقات فينتدج
علبُ الثقاب هي أيضاً لمسةٌ فنية صغيرة يستعين بها منسّقو الرفوف والمواقد، بإضافة تصميمٍ قاطعٍ لجون دريان هنا، أو رسمِ عاريةٍ بريشة ليتيسيا روجيه هناك، بحسب التقرير. وهو ينقل عن مادلين ألارديس التي تدير شركة Archivist للطباعة في أوكسفوردشاير مع والدَيها ويليام وساره: "أبقى ممتنّةً إلى الأبد للشموع المعطّرة. ففي عام 2010، أطلقت شركتنا علب ثقاب فاخرة بـ 10 تصاميم، وكان والدي يطبع أغلفتها في مطبعته في قبو الحديقة، واليوم لدينا أكثر من 150 تصميماً، نصدّرها إلى باعة التجزئة في مختلف أنحاء العالم" .

يضيف التقرير: "العلب الكبيرة التي تُنتجها Archivist هي نسخٌ عن ملصقات فينتدج، كملصق المجدّفين الروسي الذي صدر في الخمسينيات، أو ملصق السلطعون الساحر المستلهَم من الصين في الأربعينيات. وتجسّد أيضاً أعمال مصممين معاصرين من أماكن مختلفة في
العالم، ابتداءً من كارمارذنشاير ووصولاً إلى كاليفورنيا".