إيلاف من جدة: طارق الناصر موسيقار أردني برز بأعماله الموسيقية الناجحة منذ بداية مسيرته في تسعينات القرن الماضي، ونجح في وضع نفسه ضمن أهم الموسيقيين العرب. ألف الموسيقى التصويرية للعديد من الأعمال الدرامية في سوريا ومصر والخليج ، مثل "نهاية رجل شجاع"، "الجوارح"، "إخوة التراب"، "الملك فاروق"، "أم هارون" وغيرها.
اقتنصنا فرصة وجوده في مدينة جدة فكان لإيلاف هذا اللقاء معه:

" نهاية رجل شجاع" هي البداية
يروي طارق الناصر بداياته مع الموسيقى وتأثره بالإخوين رحباني بشكل كبير، ويرى أنه منذ المراهقة قرر فعليا أن يتفرغ للموسيقى قرارا ً واحدا ً لارجعة فيه وفعلاً لجأ للتعلم الذاتي.

بدأ عزف البيانو بالفنادق، وفي أوائل العشرينات من عمره عزف ولحن موسيقى أحد أهم العلامات الدرامية العربية مسلسل "نهاية رجل شجاع" من إخراج المخرج السوري نجدت أنزور بعد ذلك توالت أعماله الفنية من الجوارح إلى الكواسر فإخوة التراب .

متعة حضور تصوير الأعمال الفنية

يرى طارق الناصر أهمية حضور تصوير الأعمال الفنية وذلك كان من البداية في مسلسل "نهاية رجل شجاع" فزيارة هذه الأماكن تساعد في التصور التام للعمل الموسيقي وفهمه أكثر ،وعن ذكرياته في" نهاية رجل شجاع " يقول أنه جهز الموسيقى بشكل كامل أثناء التصوير وكنا نسمع هذه الموسيقى مع طاقم العمل من ممثلين ومصورين أثناء ذهابنا لمكان التصوير يومياً.

ويضيف الناصر: "مازلت حتى الآن حريص جدا ً على زيارة أماكن التصوير حتى مع ضيق الوقت. فمثلا أثناء تصوير مسلسل "طايع" في جنوب مصر كنت حريص جداً على حضور أيام تصوير العمل وذلك سهل الكثير خلال تلحيني للموسيقى المختارة للعمل الفني.

حاتم علي ذكرى لاتنسى

معرفتي بحاتم علي بدأت أثناء تصوير مسلسل الجوارح حيث كان أحد أبطاله، بعد ذلك حصل اول تواصل معه من خلال مسلسل "ملوك الطوائف" أحد أكمل الأعمال العربية في وجهة نظري، فبذلت فيه جهداً كبيراًَ وكانت أهم ميزة في الصديق الراحل هي عدم التدخل، ومعرفة أهمية دور الموسيقى في العمل، وكان من أحلام حاتم علي عمل الجزء الرابع من الرباعية وهو ( سقوط غرناطة) وروى لي كيفية بداية الجزء ولكن للأسف لظروف عديدة لم يخرج العمل للنور.

بعد ذلك كان هناك تحدي كبير وهو العمل على موسيقى المسلسل المصري" الملك فاروق "، فإختياري لأتصدى لوضع الموسيقى لعمل تاريخي ملحمي مثل هذا لاشك بأنه أمر صعب ، لكن رغبة حاتم علي وإصراره علي كان حاسماً.

"فرقة رم" المشروع الأهم في حياتي

بعد فترة من العمل الدرامي في التسعينات انقطعت عن التأليف للأعمال الدرامية وتفرغت لتسأسيس فرقة "رم" والتي أصبحت في مدة قصيرة أحد أبرز الفرق الموسيقية العربية إذ قدمنا حفلات في العديد من المدن العربية، كالمنامة، وبيروت، والاسكندرية، ومسقط ، وغيرها الكثير .

كانت لها زيارة إلى الرياض بدعوة من هيئة الأفلام السعودية، وشاركت في كبرى المهرجانات، وتعاونت مع فرق عالمية شهيرة. واستمدّت «رم» خصوصيتها مما قدّمته من موسيقا تتواشج مع الصحراء، وبخاصة صحراء وادي رم التي تقع جنوب الأردن.

البيانو في الصحراء هو" أستوديو الهي"

وعن تجربته في وضع البيانو الخاص به في الصحراء وذهابه له دائما والعزف في ذلك الفضاء يقول طارق الناصر: كانت أمنية حياتي أن تكون آلتي الموسيقية معي حينما أنزل إلى وادي رم جنوب الأردن، وبالمناسبة وادي رم هو امتداد للعلا غرب السعودية نفس البيئة ونفس الطبيعة .

وصدقني قيمة أي عزف أقوم به في الصحراء يساوي الكثير من العمل والعزف داخل المدينة، هي لحظة وجدانية وروحية بشكل كبير، فبمجرد لمس أصابعي للبيانو تخرج الموسيقى والألحان لاشعوريا ً، وصرت أقتنص أي فرصة كي أذهب هناك في الصحراء لأعزف الألحان فأنت في تلك اللحظة بعيد عن كل مايعكر صفو الموسيقى أنت حرفياً في استوديو إلهي.