إيلاف: زيد أبو حمدان مخرج أردني حاصل على ماجستير في الفنون الجميلة من أكاديمية نيويورك للأفلام في هوليوود وبكالوريوس في فنون الاتصال من الجامعة اللبنانية الأميركية.
في عام 2009، أسس زيد شركة زها للإنتاج، وأنتجت حتى الآن ستة أفلام قصيرة حائزة على جوائز وموزعة دولياً.
كان فيلمه "بهية ومحمود" أول فيلم عربي قصير يتأهل لترشيح أوسكار في عام 2012، وفاز بجائزة Best Of Fest وPalm Springs International Shortfest، وقد تطور الآن إلى مسلسل تلفزيوني.
أما في البرامج التلفزيونية، أخرج وأنتج مجموعة واسعة من المحتوى في لوس أنجلوس والخليج، بما في ذلك Sesame Street، قناة Pop Culture الإخبارية E! وبرامج المنافسة الواقعية وإعلانات التليفزيونية.
ومنذ عام 2016، تم تكليف زيد كمستشار إبداعي في برنامج Arab Film Studio التابع لشركة Image Nation في أبو ظبي.

في عام 2021، بدأ زيد جولته في دائرة المهرجانات السينمائية الدولية بفيلمه الروائي الطويل الأول "بنات عبد الرحمن"، وحاز على جوائز متعددة من الجمهور واشادة كبيرة من النقاد.

المخرج زيد بو حمدان والممثلة صبا مبارك


إيلاف التقته وبطلات فيلمه بنات عبد الرحمن بمناسبة بدء عرضه في دور السينما وكان لنا معهم هذا الحوار:


ما الذي دفعك لكتابة "بنات عبد الرحمن" واخراجه وهل تتقاطع قصته بأي شكل من الأشكال مع تجربة شخصية؟

ما دفعني إلى كتابة هذا الفيلم هو محادثة خضتها مع والدتي منذ عدة سنوات، جعلتني أعيد تقييم كل شيء.
لطالما أحببت والدتي وأكن لها تقديراً كبيراً بسبب الأشياء التي فعلتها ولا زالت تقوم بها لأجلي، ولكنني أعتقد أنني استخففت بقيمتها الفردية. قبل أن أجيء إلى هذا العالم، كان لأمي حياة مليئة بالطموحات والأحلام.

تطورت هذه المحادثة لتأخذ شكل بحث قمت به على هيئة استطلاعات أرسلتها إلى 300 امرأة، وما أدركته أن المسألة أكبر مني أو من والدتي.
ثقافتنا لا تتساهل مع أي شخص قرر أن يغرد خارج السرب وبالأخص تجاه السيدات. لذلك أظننا ثقافات مُحبطة، نحتاج إلى أن نحلق بعيداً. يجب أن نتحرر من القيود التي نفرضها على ذواتنا سواء كأفراد أو كأمة. وذلك كان دافعي لكتابة وإخراج هذا الفيلم.

القصة نفسها ليست شخصية، لكن شخصيات الأخوات الأربعة مبنية على شخصية أمي وأخواتها الثلاثة. لقد نشأت بين تلك النسوة الأربع قويات الشخصية، وأظنه أمر قد أتى بثماره في النهاية. حاوط نفسك دائماً بالنساء القويات.

كيف وقع اختيارك على البطلات الأربع، وهل كان لهن رأي في أي دور ستؤديه كل منهن؟

لطالما سكن صوت فرح بسيسو في رأسي لتلعب دور زينب منذ أن بدأت كتابة الفيلم. ولكن بصراحة لم أعتقد قط أن في إمكاني الوصول إليها، فما بالك بإقناعها بالعودة للعمل أمام الكاميرات. ففي ذلك الوقت كانت فرح قد تركت المجال منذ ٦ سنوات.

بعد مرور عدة سنوات، بينما كنا نختار الممثلات لأداء الأدوار، اقترحت صبا مبارك فكرة اختيار فرح بسيسو للدور، كانت تلك لحظة غير عادية. تواصل الإنتاج مع فرح، وتحدثت معها عبر سكايب، وبعد مرور ثلاثة أيام، أرسلت بريد إلكتروني تقول فيه:

"اذا كان في دور بيستاهل اني ارجع أمثل، فهو دور زينب"، بالطبع كان ذلك واحد من أفضل أيام حياتي.

بالنسبة لصبا مبارك فهي المنتجة المنفذة للفيلم. كنت حريصاً حيال تفاعلها مع دور مهم، في المقام الأول لأنها كانت المرة الأولى التي أخرج فيها فيلم روائي طويل. كانت صبا مناسبة لأداء دور سماح ودور آمال، وبعد عدة نقاشات، اخترت صبا بكل ثقة لأداء دور آمال.

أما اختيار حنان ومريم فجاء عبر تجارب الأداء، وحدث التفاهم معهما فوراً. وملحوظة جانبية، حضرت حنان مكالمة السكايب بشعر معقود على هيئة جدائل وثياب تشبه ثياب "الهيبي"، وبعد ٥ دقائق أدركت أنها أكثر شخص ملائم لأداء دور سماح.

ما هي التحديات التي تواجه الإنتاج السينمائي في الأردن؟ وكم سنة استغرقت لتنهي هذا المشروع؟

صناعة السينما في الأردن هي صناعة ناشئة في المنطقة، وهو ما يخلق تحدياً عند المنافسة مع أفلام تجارية ضخمة، ولكني أعتقد أننا نسير على الدرب الصحيح وبالأخص في هذا العام. الصناعة التليفزيونية في الأردن حققت نجاحاً كبيراً على منصة نتفلكس، كما أن الأفلام الأردنية الأخرى تحقق نجاحاً في المهرجانات الدولية حول العالم وستحصل على عروض تجارية.

في أي دولة وفي أي وقت، يعتبر التمويل هو الخطوة الأصعب في عملية صناعة الفيلم، ولذلك، أظن أن هناك مجالاً للمزيد من الدعم المادي في كل مكان وبالتحديد في الصناعات السينمائية التي تنمو سريعاً، فالأموال متوافرة. إذا كنت تحب فيلمك بما يكفي، ستسعى وراء هدفك حتى تحققه.

مشروعك القادم؟

فاز سيناريو فيلمي الطويل الثاني "Boomah" بالجائزة الكبرى في مسابقة Red Sea Film Festival Lodge لعام 2021، ومن المقرر أن يدخل مرحلة ما قبل الإنتاج في أوائل عام 2023.

صبا مبارك

كمنتجة لديك حرية اختيار أي دور ستؤدين ... ما الذي دفعك لاختيار دورك في فيلم بنات عبد الرحمن وخصوصاً أن النقاب يشكل عقبة ويجرد الممثلة من كل أدواتها تقريباً؟

اخترت أن أؤدي شخصية آمال المنتقبة لأن الشخصية بعيدة تماماً عن شخصيتي، ولا أرى أن النقاب يمثل عقبة وإنما تحدي، لأن الممثل يستخدم الجسد والصوت والوجه والعيون كأدوات تعبيرية ولذلك مع وجود النقاب وتغطيته للوجه يجب أن يتم تكثيف التعبير والأداء من خلال العيون وهو تحدي كبير لأي ممثل.

هل هناك اية نقاط مشتركة بينك وبين الشخصية التي تؤدينها في العمل؟

لا أعتقد ذلك، فشخصية آمال بعيدة ومختلفة عن شخصيتي بشكل كبير، وساعد على ذلك السيناريو الجيد الذي كتبه المخرج زيد أبو حمدان وهو ما شجعني على الفيلم منذ البداية.

النجاح عربياً يبعد الممثل عن المحلية عادة ... عودتك إلى الاعمال الأردنية هل هي دليل على وفاءك كممثلة ومنتجة للوسط الذي انطلقت منه؟

إنني أبحث عن المشاريع المختلفة والمتنوعة طوال الوقت، ولذلك أخوض تجارب مختلفة محلياً أو عالمياً، سواء كان ذلك في مصر أو لبنان أو الإمارات، ولا أعتقد أنني غبت عن الأردن حيث شاركت في السنوات الماضية في عدد من الأعمال الأردنية مثل مسلسل "حارس الجبل" للمخرج سائد بشير الهواري، ومسلسل "عبور" مع المخرج محمد حشكي.


ما هي مشاريعك المستقبلية في السينما والتليفزيون؟

انتهيت من تصوير مسلسل "ليلة السقوط" والذي يتناول المآسي التي تعرض لها الشعب العراقي بسبب الإرهاب وتجربة داعش المريرة، ومن المنتظر أن يتم عرضه قريباً، وأقوم بتصوير فيلم "السرب" بطولة النجم أحمد السقا ومجموعة كبيرة من النجوم وإخراج أحمد جلال، كما أدرس عدد من المشروعات الفنية للفترة المقبلة.

فرح بسيسو

ما سبب ابتعادك عن الوسط الفني لسنوات طويلة ... أين كنتِ وماذا حققتِ على الصعيد الشخصي في هذه الفترة؟

ابتعدت لأسباب شخصية تتعلق بحياتي وتحصيل بناتي العلمي. كنت في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت تجربة صقلتني علي الصعيد الشخصي كثيراً و منحتني الكثير من القوة و مزيد من الصبر.


كم يبلغ عمر بناتك الآن ... وهل تظهر أي مواهب فنية عليهن؟

الكبري (حبيبة) عمرها 17 عاماً، والصغيرة (حرير) عمرها ١٥عاماً. حبيبة لديها موهبة الغناء والتمثيل، وحرير لديها موهبة الرسم.


البعيد عن العين بعيد عن الذاكرة في الوسط الفني... كيف جاءت العودة؟
الغالية الفنانة الممثلة و المنتجة صبا مبارك هي والمخرج المبدع زيد أبو حمدان اللذين كان لديهما رؤية فنية تتمثل باختياري لدور زينب.. وإصرارهما علي وجودي بالعمل.. وتمسكهما بي.. والبحث عني وإيجاد رقمي والتواصل معي برغم إنه في ذلك الوقت كنت مبتعدة تماماً و لا يعرف أحد رقمي علي الإطلاق من الوسط الفني.

حدثينا عن شخصيتك في فيلم بنات عبد الرحمن؟
زينب هي الأخت الكبري لأخواتها الثلاث.. لم تتزوج وتشرف على رعاية والدها والاهتمام بكل تفاصيل حياته الصغيرة والكبيرة. كما تعمل كخياطة في الحي الذي تقطن به. لكن خلف تلك الشخصية هناك قصتها الأخرى الخاصة بها.

هل كان لك حرية اختيار أي شخصية ستؤدين من بين الاخوات الأربعة؟

الصراحة إنه تم اختياري لدور زينب وليس من الوارد والعرف بأن يقوم الممثل باختيار ما يعجبه من أدوار احتراماً لقرار ووجهة نظر المخرج.. برغم وقوعي بغرام جميع الشخصيات أي الأربع أخوات.


ما هي أكثر المشاهد التي أثرت بك ولماذا؟

حقيقة ليست فقط مشاهدي إنما العديد من المشاهد المؤثرة لباقي الاخوات وليس فقط لي.. إنما شخصية زينب لديها ثلاثة مشاهد من أجمل مشاهد الشخصية وبسبب تلك المشاهد وقعت بغرام شخصية زينب.


كيف تصفين علاقتك بزميلاتك في الفيلم؟

أكثر من رائعة... خرجنا من بعد التصوير وأداء أدوارنا كأخوات على الشاشة إلي الحياة الخاصة لنكون أخوات بالفعل.. تشاركنا العديد من اللحظات والأمور الشخصية التي لا يتشاركها إلا أعز الأصدقاء والأخوات.


هناك مشروع درامي يُفترض أن يعرض على منصة نتفلكس حدثينا عن تفاصيله ومتى يتوقع عرضه؟

هو عمل اجتماعي كوميدي يدعي Mo اختصاراً لاسم محمد. يروي قصة عائلة فلسطينية وهجرتها إلي الولايات المتحدة الأميركية بإطار اجتماعي كوميدي جميل للغاية. أقوم به بدور (يسرا النجار) والدة MO الذي يقوم بدوره الفنان و الممثل البارع محمد عمر.


هل هناك مشاريع أخرى؟

نعم.. لكن أتحفظ عن الحديث عنها إلى حين إتمامها بالكامل.


هل تعني عودتك للتمثيل مغادرتك لأميركا؟ أين ستستقرين؟

ستكون إقامتي أطول في بلادنا العربية.. فقد عدت مرة أخري لعملي ويترتب علي ذلك تواجدي بمنطقتنا العربية لفترة أطول.

مريم الباشا

عرفينا عن نفسك وبداياتك؟
أنا فنانة فلسطينية من مواليد مدينة القدس، بدأت مسيرتي الفنية كممثلة مسرحية عام 2012, حيث عملت بالعديد من الانتاجات المسرحية مع العديد من المسارح داخل فلسطين وخارجها، وخضت العديد من التجارب المسرحية المتنوعة ككاتبة ومساعدة مخرج.

بدأت مسيرتي السينمائية عام 2018, في العديد من الإنتاجات السينمائية، أبرزها فيلم "مفك" للمخرج الفلسطيني بسام جرباوي, فيلم "الهدية" للمخرجة الفلسطينية البريطانية فرح نابلسي، الحائز على جائزة بافتا بالإضافة إلى ترشحه لنهائيات الاوسكار، وفيلم "بنات عبد الرحمن" للمخرج الأردني زيد أبو حمدان، الذي حاز على جائزة الجمهور في العديد من المهرجانات العربية والعالمية.


كيف جاءت مشاركتك في فيلم بنات عبد الرحمن؟

تم التواصل معي لأداء دور ختام في فيلم "بنات عبد الرحمن" في وقت "متأخر" نسبياً من التحضير للإنتاج، حيث قام مخرج الفيلم زيد أبو حمدان بإجراء محادثة معي، تحدثنا فيها عن الفيلم وشخصية "ختام", ثم قمت بقراءة النص والاتفاق مع الإنتاج على أداء الدور، وقمت بالتحضير لشخصية ختام بمساعدة المخرج وبطلات العمل.

أعتبر فيلم "بنات عبد الرحمن" مشروع مفصلي في مسيرتي السنيمائية حيث قام بتعريفي كممثلة على شريحة واسعة من جمهور وصناع السينما في الوطن العربي.

كيف كانت العلاقة بينك وبين بقية بطلات العمل؟

التعامل مع طاقم "بنات عبد الرحمن" كان سلساً ومريحاً، وخاصة العمل مع بطلات الفيلم فرح بسيسو، صبا مبارك، وحنان الحلو، حيث كن داعمات أساسيات لي في الفيلم، وكان التعاون عالي بيننا في العمل، ونجحنا في إيجاد لغة حوار مشتركة بفترة زمنية قصيرة، على الصعيدين المهني والشخصي.


ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أقوم بالتحضير للعديد من الانتاجات لعامي 2022 و2023، تتنوع ما بين إنتاجات مسرحية وسنيمائية، بالإضافة إلى التحضير لمشاريع خاصة مستقلة.

حنان الحلو
حدثينا عن نفسك وكيف وصلت الى هنا؟

أنا ممثلة فلسطينية من مواليد حيفا، انطلقت في عالم التمثيل بعد أن أنهيت دراستي للمسرح في جامعة حيفا. وعملت في مسرحيات عديدة نذكر منها: "حكي سرايا وحكي قرايا"، الأشباح"، من أشهر أعمالي التلفزيونية المسلسل الاجتماعي العربي "عالقون في الشباك" للمخرج علي نصار.

الفنان الفلسطيني يعيش في عزلة عربياً، فقلة من الأفلام الفلسطينية تصل للمشاهد العربي وإن وصلت يكون ذلك في نطاق ضيق كعروض المهرجانات أو دور العرض الفنية كسينما زاوية او متروبوليتان إلخ ... كيف تمكنتِ من كسرها؟

أنا شخصياً لم أتمكن من اختراق العزلة بعد.


ساهمت منصة نتفلكس في تقديمك للمشاهد العربي من خلال مسلسل "فوضى" وهو من إنتاج إسرائيلي ... هل يعاني عرب 48 من التمييز في الوسط الفني هناك أم أن الفرص متاحة للكل؟

طبعاً نعاني من التمييز والتهميش في شتى المجالات ومن جميع الجهات.

بالنسبة لفوضى، فهذا عمل ندمت على مشاركتي به.

للأسف، عندما ينتقي الممثل الأعمال التي يشارك بها، ليس بإمكانه أن يتأكد من النتيجة، وفي بعض الأحيان، حتى من توجه القائمين على العمل. ممكن أن يقول البعض أنه كان بالإمكان المعرفة وتخمين الاتجاه، فأنا لا اتحدث باسم أحد، ولكن أنا شخصياً لم أستطع حينها معرفة ما أعرفه اليوم عن نتيجة العمل.

حدثينا عن ظروف مشاركتك في فيلم بنات عبد الرحمن وما الذي جذبك لقبوله؟

هذا العمل، بدون أدنى شك، هو من أروع الأعمال التي شاركت بها في كل مسيرتي.

في البداية، ما جذبني كان سيناريو الفيلم الرائع وأعجبت بالشخصية التي عُرضت عليّ. بالإضافة إلى معرفتي بأني سأعمل إلي جانب النجمات صبا وفرح.
وكان للمخرج دور كبير في العمل على توطيد العلاقة بيننا وتكسير الجليد إلى أن وصلت العلاقة بين الممثلات إلي محبة وأصبحنا أخوات بحق حتى اليوم. ومن بداية العمل على المشروع، كانت استضافة صبا لنا حميمية ودافئة. بالرغم من البعد عن بيتي، فقد شعرت بإنني في البيت. ومع تطور العمل ومن خلال تطوير الشخصيات كأخوات أصبحنا كذلك، كان همنا على بعض وتساعدنا ببعض.
ونحن على تواصل دائم نتشارك على الحلوة والمرة، أمنيتي أن أعاود العمل مع زيد والبنات.

هل تفكرين بالانتقال لمصر أو الأردن لمتابعة انتشارك في أعمال أخرى عربياً؟

لست بحاجة للانتقال من فلسطين للعمل في مصر أو الأردن، فالمسافة قريبة جداً، وهذا لم ولن يكون عائقاً.