ما يلي هو لقاء، قام به الباحث جاسم الجريد مع وقائع وسلسلة عناوين للتضليل الأخونجي بأثر رجعي، منذ اليوم ورجوعاً حتى ما قبل حادثة غزو النظام البائد على الكويت، قد تلاحظون صدق وشفافية الأخوان في هذا اللقاء، هذه حالة استثنائية، فلن تجدوا أخوانياً صريحاً إلّا في حالة القوة والسيادة.

- سأبدأ بوضع لائحة تفسيرية بسيطة لهذا الحوار:
مخرج الحوار: جاسم الجريّد
الباحث المدني: جاسم الجريّد
(واقع الأخونج): نتائج مشاريع وعناوين إعلامية وتصريحات من منتسبيهم ومواقف سياسية
تاريخ اللقاء: قبيل بداية 2023 رجوعاً حتى 1990

(الباحث مدني): هل نجحتم في فرض وجودكم وتسجيل حضور سياسي والتقرّب من مركز القرار أثناء غزو النظام البائد وما بعده؟
(واقع الأخونج): طبعاً، فقد دبّرنا "بالسر" مع أشقائنا وتنظيمنا السياسي العالمي هذه الحبكة السياسية، في معارضة تحرير الكويت من خلال امتطاء ذريعة دينية لإغواء الوعي الجمعي، بأننا "امتدادنا في التنظيم" نرفض تدخل القوات الأجنبية لتحرير الكويت.

(الباحث مدني): ثم ماذا؟ كيف وصلتم بعد هذه الحملة لما أنتم عليه اليوم من نفوذ وسلطة وتأثير في الكويت؟
(واقع الأخونج): سهلة يا جاسم، نقدم خدمات "التأثير وتغيير الآراء" لهؤلاء أفرع وامتداد الأخونج في العالم العربي كله، من خلال السفر والنقاش والحوار بمعية الحكومة، لوضع وهماً بوطنية مساعينا من أجل عودة سيادة الدولة وشرعية الأسرة الحاكمة.

(الباحث مدني): هل كان من الصعب على القيادة السياسية كشف مساعيكم الكاذبة ولهثكم وراء التأثير على القرار؟
(واقع الأخونج): كان هناك شخصيات ذكية في الجانب الآخر "الأسرة الحاكمة" يقف حجر عثرة أمامنا، ولكننا أقصيناه من المشهد السياسي هو ومن على شاكلته، ونقصد هنا…

(الباحث المدني): هل تقصد الشيخ سعود الناصر الصباح طاب ثراه؟
(واقع الأخونج): نعم هو، وقد ساعدنا بعض من أبناء عمومته على ذلك، وكانت فرصة كبيرة لنا في إقصاء كل من نخالفه بالجملة على شكل "استجوابات" وتأثيراً على القضاء من خلال حفظ البلاغات، فلدينا من جنود التنظيم الكثير يعملون هناك.

(الباحث المدني): تذكرت شيئاً آخر؛ ألستم الوحيدون الذين أعلنوا تواصل الرئيس "صدام حسين" معهم لتسليمهم الحكم في الكويت؟ ولماذا؟
(واقع الأخونج): الجميع يعلم إننا نلهث وراء السلطة وهو هدفنا الأساسي، ولكن كان طلب صدام قبل أن نرى امتناع بعض الحكام الآخرين لبعض الدول لتحرير الكويت، أتانا باكراً رحمه الله، ولو تأخر في التواصل معنا، لقبلنا بلا تفكير.

(الباحث المدني): ثم نجحتوا جميعكم في انتخابات مجلس الأمة 1992 وكانت انطلاقتكم التي لم تتوقف حتى اليوم 2022، عمل جبّار وتنظيم كبير ونتائج استثنائية!
(واقع الأخونج): نعم، نحن فخورون بهذا، وضعنا أموال مساعداتكم للفلسطينيين والأفارقة والسوريين واليمنيين وحفر الآبار وإطعام اليتيم وطباعة المصاحف وكفالة حفظة القرآن في صندوقنا السيادي، لم نتبرع بدينار واحد للكويت أو الكويتيين، بل نستخدم مراكزنا القيادية في "الجمعيات التعاونية" لإظهار كرمنا، ونحول جزء ضئيل جداً من مساعداتكم وتوثيقه لاستمرار التبرعات ولكسب الثقة، أنتم شركاء في هذا النجاح.

(الباحث المدني): إذن أنت تقصد بأن هذا نجاح براغماتي بحت، يخص تنظيمكم وحده وليس له علاقة بالشعوب أو الدول التي تقطنون فيها أو تنمية الدولة؟
(واقع الأخونج): بالضبط، وإلا كيف لنا بتمويل حماس، وجود الأخوان في كل مكان حتى في الكنيسيت الإسرائيلي بلا دعمنا؟ هل تريدنا أن نترك هذه الساحة لأمثالكم المدنيين من يطالب بالتعايش مع المختلف وتجريم كل تنظيم يسعى لمصالحه والمتاجرة بالدين؟

(الباحث المدني): نذكر أياماً سابقة كنتم لا تقبلون استجواب رئيس الوزراء، ولا تتحركون إلا بصفقات مع الحكومة، ماذا حدث لهذه الحدنة؟
(واقع الأخونج): ستجدنا متقلبين في كل حقبة ومكان، نلعب بأوراقنا السياسية لمصالح بقاءنا التنظيمي وحماية أموالنا ووجودنا في الساحة السياسية والحراك المدني والأكاديمي والاقتصادي والدعوي وغيره…

(الباحث المدني): أنتم لا تتركون مجالاً لتنظيم السلف حتى في المبحث الشرعي والنشاط الدعوي؟
(واقع الأخونج): أنت لم تحدّث معلوماتك يا باحث، السلف "تخندقوا" بأغلب جنودهم معنا، هم تذوقوا حلاوة التأثير السياسي والقرب من القرار السياسي من واقع تهديد وليس "طاعة" لولاة الأمور، فعلمناهم كيف يعارضون الحكام في الخليج وينتقدونهم، ثم علمناهم كيف يدخلون في حياة المدنيين وتوجيههم لمشاريعنا السياسية لحشد الأصوات، ألا تذكر #وثيقة_قندهار ؟

(الباحث المدني): أنتم من أججتوا الشارع ضد رئيس وزراء الكويت الأسبق وقلتم "عدّوا رجالكم ونعد رجالنا" والمفارقة إنها كانت تواكب تنظيماً سرياً تأسيس حركة في الإمارات ضد الحكم هناك ودعمتم إيران ضد البحرين وضربتم في تونس ووصلتم في مصر وصعدتم على أكتاف الصحوة الدينية المتطرفة واستخدمتكم كل بؤركم وخلاياكم النائمة والنشطة لأجل هذه اللحظة التاريخية؟
(واقع الأخونج): ألم يبهرك وصول صوتنا في اللحظات الأخيرة من كل المشاهد؟ ألم تعجب بوصولنا للقرار والتأثير مع عدم دخولنا في أي معترك ميداني؟ أليس ذلك جديراُ بالبحث؟

(الباحث المدني): الغريب هو مطالبتكم بتغيير السلطة في الكويت من بعد محاولتكم مسبقاً أثناء حقبة غزو النظام البائد؟ ورددتوا خطابات تسيء لأمير البلاد، ونجحتم بإزاحة سمو رئيس الوزراء، كيف بإمكانكم الاستمرار حتى اليوم؟
(واقع الأخونج): نحن الآن مكوّن مجتمعي، صاهرنا الأسرة الحاكمة، تجار، مؤثرين، قضاة، سلف، ليبرال، وكلها مصاهرات سياسية من أجل الاستمرار والولوج أكثر في مقدرات هذا الوطن، والأوطان المجاورة، ولكن للأسف الخليج ومصر وتونس أصبحوا ماض لن يعود، ولديهم وعي جماعي وطني يضع مصالح بلادهم فوق كل اعتبار.

(الباحث المدني): لماذا استهدفتم هجرة السلف إلى خنادقكم؟ وهل هم من تخندقوا لديكم أم العكس؟
(واقع الأخونج): هم من أتوا، لأنهم استخدموا أوراقنا وأدواتنا، ولكننا استخدمنا تأييد المجتمعات لهم، خصوصاً رموزهم المقدسون وأحدهم "عثمان الخميس"، سنستخدمهم قليلاً، ننشر التطرف في الكويت، ندوس على هذا الدستور، ونقصي كل الباحثين المدنيين والمتعايشين لتطهير الساحة من آراؤهم التوعوية، ثم نكمل مشروع التحكم في مفاصل الدولة أكثر…

(الباحث المدني): ماذا تطمحون في الكويت والخليج؟
(واقع الأخونج): تأجيج الجهل على الوعي، إسناد القيادة لأعواننا وليس للخبرات والإمكانيات، تجريم كل مخالف لنا، الإنفراد بهذه العلاقة المميزة بيننا وبين شيوخ التأثير والظل، تعرفونهم جيداً، سيصلون للقرار، وسنكون نحن ودولة خليجية أخرى قندهار الخليج.

(الباحث المدني): لماذا لا تتركون الكويت وتتنعمون بالتطرف الديني ووحشية النصوص هناك؟
(واقع الأخونج): نحن خُلقنا لنغيّر المجتمعات ونقودها، لا لنعيش تحت أي مؤثر، ثم أن الدين آخر اهتماماتنا، ونرفض كل نص يتعارض مصالحنا.

(الباحث المدني): كلمة أخيرة؟
(واقع الأخونج): ستجد كل المشاكل المفتعلة ونجاحاتنا في الوصول لمراكز القرار في الكويت وإرهاب المجتمع من خلال أفراده ستستمر، الكويت تتحول لما نريد لا ما تريده أنت، نوعدكم بالكثير من التأجيج والمتاجرة بالدين، نريد إبقاء القضية السياسية الأكذوبة العظيمة (القضية الفلسطينية) هي مركز انتماء العرب، وهو مشروعنا الكبير القادم هناك، دعواتكم لنا.
(الباحث المدني): سنستمر في مناهضتكم وتعريتكم مهما وجهتوا سهام الخيانة والتكفير لنا…

انتهى الحوار الواقعي المؤلم، على أن ألتقيكم في مقالي القادم… دمتم مدنيين متعايشين.
جاسم الجريد