إيلاف من تورتنو: بمشاركتها في عضوية لجنة تحكيم الدورة 48 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي التي تقام خلال الفترة من 7 إلى 17 سبتمبر الجاري تكون المخرجة والفنانة اللبنانية نادين لبكي هي السينمائية العربية الأكثر مشاركة في تاريخ المهرجان خلال آخر عقدين بعدما سجلت التواجد الرابع في المهرجان السينمائي بغضون 16 عاماً.

لم يكن أحد يتوقع أن من كانت بداياته في صنع الكليبات الغنائية بداية الألفية مع نانسي عجرم أن تكون أحد أهم السينمائيات العربيات بعد عشرين عاما ً، خاصة وأن أصحاب هذه البدايات لايتوقع منه الكثير سينمائيا لكن مع نادين لبكي كان الأمر مختلفا ً إذ من بدايتها في الفيلم القصير ( ١١ شارع بستور ) ١٩٩٧م كانت توحي بميلاد سينمائية فريدة من نوعها.

ورثت حب السينما عن أبيها

ولدت نادين لبكي في منطقة بعبدات في لبنان ، ودرست الإعلام في جامعة القديس يوسف في بيروت، وورثت حب السينما من والدها وجدها الذي كان يملك صالة سينما، تخرجت عام 1997 من معهد الدراسات السمعية والبصرية من جامعة القديس يوسف في بيروت، ونال فيلم تخرجها (١١ شارع باستور)على جائزة الفيلم القصير في مهرجان السينما العربية في معهد العالم العربي في باريس.

الفيديو كليب.. البوابة الأولى للجوائز

بدأت نادين حياتها المهنية بإخراج الإعلانات والفيديو كليب لمجموعة من أشهر المطربين العرب، نانسي عجرم وماجدة الرومي على سبيل المثال وحصلت نظير هذه الكليبات على مجموعة من الجوائز.

آن دومينيك.. نقطة التحول

نقطة التحول السينمائية في حياتها كانت سنة 2005 حين التقت بالمنتجة البلجيكية آن دومينيك توسان في مهرجان بيروت، لتعجب بموهبتها وتقرر دعمها في أول أفلامها الروائية الطويلة "سكر بنات"، الذي قامت بإخراجه وشاركت في بطولته أيضا، ثاني أفلامها كان فيلم "وهلأ لوين؟" الذي تولت كتابته وإخراجه وبطولته، وعُرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي عام 2011.

الخطوات الأولى للعالمية

شاركت في إخراج أحد أجزاء فيلم "ريو أنا أحبك"، ومثّلت فيه إلى جانب الممثل العالمي هارفي كايتل، أعلنت عام 2016 عن فيلم "كفر ناحوم"، الذي تدور قصته عن الصبي "زين" الذي يحرك دعوى قضائية ضد والديه ﻷنهما انجبوه، وتم عرض الفيلم لأول مرة ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان كان وفاز بجائزة لجنة التحكيم، كما تم ترشيحه في عدة جوائز عالمية أخرى كجائزة الأوسكار والغولدن غلوب والبافتا.

بجانب تميزها في الإخراج تميزت نادين لبكي في التمثيل بدءا ً بفيلم (البوسطة) مرورا ً بعدد من الأفلام التي شاركت فيها فقط كممثلة كفيلم مثل (كوستا برافا ،١٩٨٢، أصحاب ولا أعز).

كفرناحوم.. المحطة الأكثر تميزًا

يعبتر فيلمها (كفرناحوم) أكثر أعمالها نجاحا ً وشهرة إذ ذاع صيتها وفيلمها "كفر ناحوم" بعد فوزه في مهرجان كان بجائزة لجنة التحكيم، تعتبر لبكي هي أول مخرجة عربية يتم ترشيحها لجوائز الأوسكار عن هذه الفئة، رغم عدم فوز الفيلم بالأوسكار.

تورتنو.. حضور دائم

للمخرجة نادين لبكي علاقة خاصة مع مهرجان تورتنو إذ كانت مشاركتها فيه للمرة الأولى عام 2007 بفيلمها "سكر بنات"، فيما تواجدت للمرة الثانية بعدها بفيلمها "وهلأ لوين" الذي عرض عام 2011 وحصد جائزة الجمهور التي صوت فيها مشاهدي الأفلام بالمهرجان لصالح الفيلم اللبناني الذي حصد بعدها جوائز في عدة مهرجانات.

أما المشاركة الأخيرة كمخرجة في المهرجان فجاءت بفيلمها "كفر ناحوم" الذي شارك عام 2018 في المهرجان بينما تشارك في الدورة الحالية كعضو لجنة تحكيم في برنامج Platform، إلى جوار كلا من باري جنكينز وأنتوني شيم وهو البرنامج الذي يؤهل الأفلام المشاركة فيه للحصول على جائزة بقيمة تقترب من 15 آلاف دولار.

مشاركات نادين لبكي القياسية في مهرجان تورنتو ليست سوى جزء من مسيرة فنية طويلة حققت فيها إنجازات استثنائية لأحد أهم السينمائيات العرب في آخر عشرين عامًا.