إيلاف من القاهرة: حينما تعرض الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ للطعن في رقبته عام 1994 من جانب متطرفين، باعتباره "كافراً"، بادر الكاتب الراحل بسؤال الإرهابي الذي هاجمه هل قرأت روايتي؟ فقال لا.

الرواية هي "أولاد حارتنا"، وكانت سبباً في تكفير نجيب محفوظ من جانب عمر عبد الرحمن في عام 1989، بعد أن حصل محفوظ على جائزة نوبل، وفي عام 1994، تعرض محفوظ لهجوم وتعرض للطعن في رقبته من قبل متطرفين خارج منزله في القاهرة، ولكنه نجا من هذا الهجوم، وإن ظل يعانى من آثاره حتى وفاته في عام 2006.

الشاهد في الأمر أن الحكم على نجيب محفوظ بالكفر دون قراءة روايته يتكرر في الوقت الراهن، مع فيلم "الملحد" الذي يتواصل الهجوم عليه في مصر وهو من بطولة أحمد حاتم وتأليف إبراهيم عيسى، فيما يؤكد نقاد أن ما يحدث هو محاولة لإلغاء العقل.

وقالت الناقدة المصرية ماجدة خير الله في تصريحات خاصة لشبكة"RT": إنه لا بد من مشاهدة الفيلم أولا قبل التعليق عليه خاصة أن الهجوم على الفيلم غير مبرر".

وتابعت :"هناك من يريد إثارة الجدل فقط ويردد الحديث دون مشاهدة العمل، فنحن نشاهد من حين لآخر تلك الظاهرة وهؤلاء هدفهم إلغاء للعقل".

بينما علق المخرج أحمد السبكي على الهجوم الذي طال الفيلم قائلا:"الأزهر قام بمراجعة الفيلم وهذا يدل أنه ليس ضد الدين، مشيرا إلى أن العمل تم مهاجمته بسبب الاسم فقط وليس أكثر من ذلك".

حملات المقاطعة تتصاعد
تصدر "الملحد" مواقع التواصل الاجتماعي وبات الفيلم حديث الجميع بسبب أزماته المتلاحقة، حيث أطلق النشطاء حملة لمقاطعة الفيلم بسبب قصته.

وتعرض فيلم "الملحد" لأزمات عديدة، حيث تأخر طرحه لمدة تتجاوز 3 سنوات، ومن أشهر أزمات فيلم الملحد كان إعلان الفنان الراحل مصطفى درويش انسحابه من المشاركة في بطولة الفيلم بسبب التصريحات المثيرة للجدل من مؤلف الفيلم الإعلامي إبراهيم عيسى عن "الإسراء والمعراج" حيث قال إنها وهمية وفقا لكتب السيرة والتاريخ الحديث.