إيلاف من القاهرة: علق الفنان محمود حميدة، على أزمة عرض فيلم "الملحد"، والذي يشارك في بطولتة مع أحمد حاتم، وهو الفيلم الذي كان من المقرر عرضه في آب (أغسطس) الماضي، ولكن تم تأجيله دون تحديد موعد لعرضه، وهذا هو المعلن.

ولكن حقيقة الأمر أن تأحيل فيلم "الملحد" يعني عدم العرض مطلقاً، أو قد يتم عرضه بعد مرور فترة زمنية ليست بالقليلة، وجاء ذلك بسبب موجات الغضب التي اجتاحب السوشيال ميديا اعتراضاً على الفيلم والكاتب إبراهيم عيسى.

واللافت في الأمر أنه لم يكن قد حظي بالعرض، مما يعني أن آلاف الغاضبين لم يشاهدو الفيلم من الأساس، ولكن الغضب بسبب كلمة "الملحد"، وكذلك لأن الكاتب هو إبراهيم عيسى الذي يستقر في وجدان نسبة ليست بالقليلة في مصر على أنه "الشخص الذي يهاجم الثوابت الدينية".

ماذا قال محمود حميدة؟
وقال محمود حميدةتعليقاً على تأجيل (منع) فيلم "الملحد" :"مش بسبب الرقابة، لأن المنتج أحمد السبكي واخد الموافقة الرقابية في يناير، واتحدد موعد عرض للفيلم وبعدين اتأجل وأنا مفهمتش ليه، أنا عارف إن فيه لغط على الفيلم لكن بالنسبالي ملهوش معنى، الناس اللي بتعترض على الفعل السينمائي مشكلتهم إنهم بيقارنوه بالواقع وده خلط مينفعش يحصل"

زميل لي لا يقرب النساء في الأفلام!
وأكمل حميدة تصريحاته قائلاً أن هناك نجم سينمائي يعرفه، لا يقرب النساء بأي صورة على الشاشة، بمبدأ الحلال والحرام، وتابع حميدة :"هذا النجم يجب أن تسألوه، وهل الأرواح التي أزهقها ضمن أدواره داخل الافلام هل حرام أم حلال؟ أم ان لمس النساء محرم والقتل حلال، ما أريد قوله في تحريم فيلم الملحد أن الناس تخلط بين الخيال السينمائي وبين الواقع والحياة، ويحاسبون الخيال السينمائي بمبدأ الحلال والحرام".

وأثارت تصريحات حميدة جدلاً كبيراً، ربما يفوق في تأثيره وتفاعلاته قضية فيلم الملحد.

التكريم في مهرجان الجونة
من جانب آخر وفي سياق متصل ، أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي ضمن فعاليات الدورة السابعة من المهرجان، والتي ستُعقد في الفترة من 24 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 1 تشرين الثاني (نوفمبر) احتفاءً بالأدوار التي بَرَع في تقديمها في السينما والتليفزيون.

وبالطبع إلى جانب الدور الذي يلعبه بعيدًا عن أعين الكاميرات في تطوير السينما المصرية، سواء أكان ذلك عن طريق الإنتاج عبر شركة "البطريق للإنتاج الفني" التي أسسها في التسعينيات، أو كان في الإعلام عبر مجلة "الفن السابع" التي اهتم بإصدارها لعدة سنوات.

تألق محمود حميدة في العديد من الأعمال مع أهم المخرجين، إذ قدم أدوار البطولة في "فارس المدينة" لمحمد خان، و"حرب الفراولة" لخيري بشارة، و"عفاريت الأسفلت" لأسامة فوزي، وغيرها من الأفلام.

جاء هذا بعدما لفت الأنظار في الأدوار المساعدة مع عدد من النجوم، مثل ظهوره في فيلم "الإمبراطور" إلى جانب أحمد زكي، ومشاركته في فيلم "شمس الزناتي" إلى جانب عادل إمام.

ولا يزال حميدة من أبرز فناني جيله مشاركةً في الأعمال المختلفة مع الأجيال الجديدة ومن القلائل الذين ينتقلون بسلاسة بين الأدوار المتنوعة، مضيفًا إلى كل منها بصمته الخاصة، مثلما فعل في "ملك وكتابة" لكاملة أبو ذكري و"فوتوكوبي" لتامر عشري، والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي.

وبهذه المناسبة، قالت المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، ماريان خوري، "إن تكريم الفنان محمود حميدة يقف خلفه مسيرة فنية حافلة بالإنجازات، وإسهامات كبيرة في إثراء الفن المصري. ويعكس هذا تقديرَ المهرجان له ولجهوده المستمرة في السينما". وأضافت "إن منح النجم محمود حميدة جائزة الإنجاز الإبداعي هو احتفاء بإسهاماته التي لا تُنسى، إذ تُعَد مسيرته درس لكل فنان يسعى إلى تحقيق حلمه في عالم الفن".

نُبذة عن محمود حميدة
بدأ مشواره التمثيلي بالمسلسلات التلفزيونية، ومن أشهرها مسلسل "أبيض وأسود" أمام الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، ثم انطلق في عالم السينما، وكان ظهوره الأول في فيلم "الأوباش" بطولة يحيي الفخراني عام 1986، ثم لفت الأنظار بدوره في فيلم "الإمبراطور" عام 1990، وتوالى بعد ذلك تألُّقه في العديد من الأفلام منها "إنذار بالطاعة" عام 1993، وفيلم "قليل من الحب.. كثير من العنف" عام 1995، و"المصير" عام 1997.

يتميز محمود حميدة بتنوُّع أدواره وقدرته على تجسيد مُختَلف الشخصيات، وقد أدى ذلك إلى تعاونه مع مخرجين كبار أمثال: محمد خان، ورأفت الميهي، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، وأسامة فوزي، وخيري بشارة، ما جعله يحظى بتقدير النقاد والجمهور على حد سواء.

وفي عام 1996، أسس شركة "البطريق للإنتاج الفني" التي أخرجت إلى النور عددًا من الأفلام، منها "جمال عبد الناصر" من إخراج أنور القوادري عام 1998. كما كانت الشركة المنتج المنفذ لفيلم "ملك وكتابة" من إخراج كاملة أبو ذكري عام 2005، وفيلم "جلد حي" من إخراج أحمد فوزي صالح عام 2010، والذي حصل على عدة جوائز، وعُرض في أكثر من مهرجان دولي.

كذلك أنتجت الشركة فيلم "جنة الشياطين"، المستوحى من رواية "ميتتان لرجلٍ واحدٍ" للكاتب البرازيلي خورخي أمادو، والذي أخرجه للشاشة أسامة فوزي في عام 1999. وقد شارك في بطولته حميدة، وقدم فيه شخصية "طبل" ببراعة فائقة. فاز "جنة الشياطين" بجائزة الإنتاج من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1999، والجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الـ11 من مهرجان دمشق، والجائزة الكبرى من مهرجان الإسكندرية السينمائي.

في تسعينيات القرن الماضي، أصدر حميدة مجلة متخصصة في السينما بعنوان "الفن السابع"، والتي حققت نجاحًا ملحوظًا وقت صدورها. كما أسس حميدة "ستوديو الممثل" مستعينًا بمختصين بارزين أسهموا في تدريب وصقل العديد من المواهب الشابة.

حصل محمود حميدة على عدد من الجوائز على مدار مسيرته الفنية، مثل جائزة أحسن ممثل من الجمعية المصرية لفن السينما عن دوره في فيلم "الرجل الثالث"، وجائزة من الجمعية المصرية لفن السينما عن دوره في فيلم "عفاريت الأسفلت"، وجائزة أحسن ممثل من المهرجان القومي الـ12 للسينما المصرية، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان المركز الكاثوليكي بالقاهرة عن دوره في فيلم "ملك وكتابة". ويأتي تكريم مهرجان الجونة السينمائي له كإضافة جديدة لتاريخ حافل بالجوائز المُستحقة عن جدارة.