إيلاف من القدس: تحت صورة لفتاة إيرانية تسير وبجوارها ملصق للعلم والخارطة الإيرانية التي يخرج منها صواريخ، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية :"هل تؤدي الحرب مع إيران إلى تدمير إسرائيل؟ أم أن إسرائيل ليس لديها خيار سوى الهجوم؟".

سؤال يؤكد حالة التردد الإسرائيلي الشديد فيما يتعلق بطبيعة الضرية التي سوف توجهها تل أبيب إلى طهران في الساعات أو الأيام المقبلة، ووفقاً لتقرير نيويورك تايمز، فقد قررت إسرائيل التخلي عن الفكرة المجنونة بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، والاكتفاء بتوجيه ضربات لأهداف عسكرية في مختلف مناطق إيران.

"إسرائيل ستمتنع عن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، وستركز على الأهداف العسكرية"، هذا ما ماقالته نيويورك تايمز، ولم ينكره الإسرائيليون، وقالوا إنهم يركزون على "أهداف الحرب".

وعلمت صحيفة جيروزاليم بوست أنه ليس من المتوقع أن تهاجم إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، بل ستركز بدلا من ذلك على أنواع مختلفة من القواعد العسكرية ومواقع الاستخبارات.

وعند مواجهة المصادر بتقرير صحيفة نيويورك تايمز ، لم تنكر جوهر التقرير، الذي توقع أن يكون رد إسرائيل على إيران بسبب الهجوم الضخم الذي شنته على الدولة اليهودية في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، ضمن سيناريوهات الهجوم المتوسطة المدى.

وعلاوة على ذلك، فإن الصحيفة تفهم أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ــ الذي وعد به جميع كبار المسؤولين الإسرائيليين تقريباً علناً ــ سوف يكون أكثر أهمية بكثير من ردها الأضيق في 19 نيسان (أبريل)، عندما تضرر نظام صواريخ إس-300 المضاد للطائرات في إيران.

ضرب النووي.. فرصة تتاح كل نصف قرن
وعلى الرغم من طرح فكرة مفادها أن السياق الحالي قد يشكل فرصة تحدث مرة كل خمسين عاماً لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ، فإن المصادر أشارت إلى أن مهاجمة البرنامج النووي الإيراني لن تكون بالضرورة متسقة مع "أهداف الحرب" كما حددها مجلس الوزراء الأمني.

على سبيل المثال، في حين أن الهدف الأكثر إعلانا للحرب هو هزيمة حماس، وإعادة سكان شمال إسرائيل إلى الحدود اللبنانية الآمنة، وهو ما نوقش كثيرا في الآونة الأخيرة، فإن الهدف الرسمي الآخر هو عدم الانجرار إلى حرب إقليمية، وخاصة مع إيران، كما فهمت الصحيفة .

مخاوف من حرب إقليمية مع إيران
وبعبارة أخرى، فإن الانجرار إلى حرب إقليمية مع إيران ــ وهو الأمر الذي يخشى مجلس الوزراء الأمني ​​والجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة ومعظم الغرب من حدوثه إذا ضربت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية ــ من شأنه أن يصرف انتباه إسرائيل بشكل كبير ويضعف قدرتها على القضاء على حماس وتحقيق وضع أكثر أمنا مع حزب الله في لبنان.

"واشنطن بوست" علمت أن بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين ينظرون إلى الهجوم الثاني الذي شنته إيران في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) بعد هجومها الأول في 13-14 نيسان (ابريل) ليس باعتباره مؤشرا على استعداد طهران للدخول في حرب أوسع نطاقا، بل باعتباره محاولة لإعادة التوازن إلى قدرتها على الردع في مواجهة إسرائيل بعد أن نجح الجيش الإسرائيلي إلى حد كبير في الاقتراب من القضاء على حزب الله وحماس.

العقيدة الأمنية لإيران
وبحسب العقيدة الأمنية للجمهورية الإسلامية قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ، فإنها تستطيع دائماً استخدام حزب الله وحماس كتهديدات لإسرائيل إذا ما فكرت تل أبيب في مهاجمة مواقعها النووية أو اتخاذ إجراءات أخرى لإحباط الطموحات الإيرانية في المنطقة، والتي تجاوزت ما كانت مستعدة لتحمله.

ولكن فكرة أن إسرائيل لن تستغل هذه الفرصة عندما هاجمت إيران البلاد بشكل مباشر للمرة الثانية في 6 أشهر، وهذه المرة بأكثر من 180 صاروخا باليستيا ألحقت أضرارا لا يستهان بها بالعديد من قواعد القوات الجوية الإسرائيلية وعدد من المواقع الحساسة الأخرى، لضرب البرنامج النووي لطهران تتحدى عقودا من التصريحات التي أدلى بها بعض كبار القادة الإسرائيليين.

وقد قدم كل من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت هدف إزالة التهديد النووي الإيراني من فوق عنق إسرائيل باعتباره أحد أعظم أهداف حياتهما ووقتهما في الخدمة العامة.