إيلاف من لندن: في وداع مؤثر، كتبت نجمة البوب الأميركية مادونا رسالة مليئة بالعواطف والحب لشقيقها الراحل كريستوفر تشيكوني، الذي وافته المنية يوم الجمعة في ولاية ميشيغان عن عمر يناهز 63 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
في منشور على حسابها في إنستغرام، عبّرت مادونا عن مدى قرب شقيقها منها طوال حياتها، ووصفت علاقتهما بعمق لا يمكن تفسيره، مشيرة إلى أن "المجتمع كان قاسياً عليهما لأنهما لم يتبعا الوضع الراهن"، لكنها أكدت أنهما "كانا دائماً يمسكان بأيدي بعضهما ويرقصان معاً في طفولتهما المجنونة".
لم يكن الرقص مجرد هواية عابرة في حياة مادونا وكريستوفر، بل كان الرابط العميق الذي جمع بينهما منذ الصغر. تحدثت مادونا بشغف عن تلك اللحظات التي اكتشفا فيها الرقص هي وشقيقها في بلدتهما الصغيرة، حيث كان ذلك النشاط الفني بمثابة الخلاص لهما، وأشارت إلى أن الرقص "أنقذني ثم أنقذه هو أيضاً".
وبينما كانت مادونا تطمح لتحقيق أحلامها في نيويورك، تبعها كريستوفر، حيث عاشا سوياً شغف الفن والموسيقى والرقص، ووصفت تلك الفترة بأنها كانت "ذروة الجنون الفني" بالنسبة لهما.
استمرت علاقة الأخوين بقوة في بداية مسيرة مادونا الفنية، حيث أصبح كريستوفر ليس فقط أخاً مقرباً، بل شريكاً مهماً في حياتها المهنية. بدأ كريستوفر كراقص احتياطي في عروضها الأولى، قبل أن يتولى مسؤولية تصميم عروضها الضخمة، بما في ذلك جولة (Blonde Ambition)، وهي إحدى أبرز الجولات الفنية في تاريخ مادونا. كما شغل منصب المدير الفني لجولة (The Girlie Show)، التي شهدت عروضاً فنية فريدة من نوعها. إلى جانب ذلك، أخرج كريستوفر فيديوهات موسيقية لنجوم آخرين مثل توني بينيت ودوللي بارتون، ما جعله اسماً لامعاً في عالم الفن.
أدى الثنائي أغنية ”هوليداي“ في برنامج ”توب أوف ذا بوبس“ عام 1984، إلى جانب إريكا بيل (إلى اليسار)
ورغم هذا التعاون الفني القوي، تعرضت علاقتهما لصدمة كبيرة في عام 2008 عندما نشر كريستوفر سيرته الذاتية بعنوان "الحياة مع أختي مادونا" (Life with My Sister Madonna). الكتاب كان يحتوي على تفاصيل شخصية حول مادونا وحياتها العاطفية والمهنية، ما أدى إلى توتر كبير بينهما. ورغم أن الكتاب أصبح من أكثر الكتب مبيعاً في "نيويورك تايمز"، إلا أن علاقتهما انقطعت، ولم يتحدثا لفترة طويلة.
وكان الزمن كفيلاً بتقريب المسافات بينهما مجدداً، حيث تصالحت مادونا مع شقيقها في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد إصابته بمرض السرطان. وكشفت في رسالتها العاطفية عن تفاصيل تلك اللحظات المؤثرة، قائلة: "لم نتحدث لبعض الوقت، لكن عندما مرض أخي، وجدنا طريقنا للعودة إلى بعضنا البعض". أضافت مادونا أنها بذلت قصارى جهدها لإبقائه على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة، لكنها رأت في النهاية أن المرض أخذ منه الكثير، وكان يعاني من ألم شديد.
في لحظات الوداع الأخيرة، كانت هناك رمزية كبيرة لعمق علاقتهما، حيث وصفت مادونا كيف "تشابكت أيديهما وأغمضا أعينهما ورقصا معاً" للمرة الأخيرة، وهو ما يعكس مدى الترابط العاطفي بينهما حتى اللحظات الأخيرة. أضافت مادونا: "أنا سعيدة لأنه لم يعد يعاني بعد الآن. لن يكون هناك أحد مثله أبداً. أعلم أنه يرقص في مكان ما".
لم يكن كريستوفر مجرد شقيق لمادونا، بل كان جزءاً لا يتجزأ من مسيرتها الفنية منذ بداياتها وحتى سنواتها الذهبية. وعلى الرغم من الخلافات التي مرّا بها، إلا أن علاقتهما استمرت تشعّ بالحب والاحترام. كانت مادونا تتحدث عن شقيقها ليس فقط كفنان وشريك مهني، بل كصاحب رؤية مبدعة، قائلة: "كان لديه ذوق لا تشوبه شائبة ولساناً لاذعاً أحياناً، لكنه كان دائماً بجانبي".
وبالإضافة إلى مسيرته الفنية مع مادونا، كان كريستوفر فناناً ومصمماً داخلياً مبدعاً. عمل مع نجوم آخرين وحقق نجاحات كبيرة في عالم الموسيقى والفيديوهات.
من الجدير بالذكر أن وفاة كريستوفر جاءت بعد وفاة زوجة والد مادونا، جوان تشيكوني، التي رحلت عن الحياة الشهر الماضي بعد صراع طويل مع نوع شرس من السرطان. كما توفي شقيق مادونا الأكبر، أنتوني، في بداية العام الماضي، ما يزيد من وطأة الحزن الذي تعيشه مادونا هذه الفترة.
**عناوين رئيسية مشوقة:**
- "أقرب الناس إليّ"
مادونا تودع شقيقها بكلمات مؤثرة بعد وفاته
- وداع أخير عبر الرقص
مادونا تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة مع شقيقها كريستوفر
- صراع مع السرطان ونهاية حافلة بالعواطف
وفاة كريستوفر تشيكوني، شقيق مادونا ومدير جولاتها الفنية
- الخلافات والمصالحة
قصة كريستوفر تشيكوني ومادونا من النجاح إلى الفراق
- من الرقص إلى الإخراج الفني
كيف شكّل كريستوفر تشيكوني مسيرة مادونا الفنية؟
- "يرقص في مكان ما"
مادونا تودع شقيقها الذي صنع نجاحاتها الأولى
التعليقات