يقبل عدد كبير من التونسيين على التوجه للمياه الحارة للاستشفاء بها والاستمتاع بطقس طبيعي.

محمد بن رجب من تونس: يشارك الديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه في تظاهرة علمية للتداوي و الإستشفاء بمياه البحر بباريس في الفترة الحالية من 19 إلى 23 كانون الثاني الجاري وذلك من خلال حضور 14 مركزا تونسيا للإستشفاء بالمياه تتوزع على مختلف جهات البلاد.

ويعمل الديوان على النهوض بقطاع العلاج و الإستشفاء بالمياه لمساهمته في الدورة الإقتصادية وللتعريف بالعلاج بمياه البحر وهو قطاع يستقطب السياح على مدى العام و لكن بالخصوص خلال فصل الشتاء حيث يقبل كبار السن خاصة بكثرة على هذه المراكز للمداواة والإستشفاء سواء بمياه البحر أو بالمياه الطبيعية التي تخرج من باطن الأرض حارة وقد تصل حرارتها إلى سبعين درجة مائوية وهو ما يؤكد على أهميتها في المداواة الطبيعية.

وقد دخلت ثلاث وحدات انتاج حيز العمل خلال 2011 ومنذ أيام بدأت وحدة جديدة بميدنة زغوان حيز الإنتاج. ويعمل الديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه على مزيد التعريف بعملية الإستشفاء بالمياه التي تستقطب آلافا من السياح.

و تعدّ تونس حاليا أربع محطات استشفائية و46 حماما استشفائيا بالمياه المعدنية بالمياه المعدنية و 50 مركز معالجة بمياه البحر يتوافد عليها 150 ألف سائح موزعة على جهات البلاد وتعتبر المعالجة بالمحطات الإستشفائية التي يعدّ الإستشفاء بالمياه أهم المنتوجات فيها حيث تمتلك تونس مخزونا من المياه المعدنية في شكل عيون و منابع في أكثر من 100 موقع منها منابع ذات مياه باردة وتقلّ درجة حرارتها عن 25 درجة مائوية و65 منبعا للمياه الساخنة تصل درجة حرارتها إلى 70 درجة مائوية ويتم حاليا استغلال 18 منبع مياه معدنية و50 منبع مياه مخصصة لمشاريع المحطات الإستشفائية والحمامات المعدنية.

وقد انطلقت عمليات تنفيذ برنامج لتأهيل الحمامات التقليدية و المحطات الاستشفائية التي يتوافد عليها سنويا أكثر من 3 ملايين تونسي و40 آلاف سائح.

المدير العام للديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه فرج الدوّاس بيّن أنّ تونس تحتلّ المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا في مجال العلاج بالمياه المعدنية و الثانية افريقيا في مجال العلاج بمياه البحر نتيجة المشاريع الإستشفائية.
ويضيف الدوّاس أنّ قطاع الإستشفاء بالمياه المعدنية يحتل مكانة هامة وهو ما يجعل تونس من أهمّ و أفضل الوجهات في العالم في مجال الإستشفاء بمياه البحر و المياه الحارة.

وقد كانت المنظمة العالمية للمياه المعدنية و علم المناخ أسندت جوائز إلى أربع مؤسسات استشفائية تونسية متميزة في مجال الإستشفاء بالمياه وهي quot;غولدن توليبquot; وquot;للا بيةquot; وquot;نادي الحمراءquot; وquot;حمام شانشوquot; بقابس.

وقال المدير العام فرج الدوّاس :quot; إنّ قطاع العلاج بالمياه المعدنية و مياه البحر في تونس يركز على الجودة في الخدمات و الإستغلال الأمثل للإمكانيات الطبيعية والثقافية و البشرية وقرب البلاد من السوق الأوروبية.quot;

و أضاف الدوّاس أنّ العائلات التونسية لها تقاليد عريقة في الإستشفاء و العلاج في الحمامات الطبيعية وحتى الإقامة بها في فترات مختلفة وقد بلغ عدد مرتادي الحمامات المعدنية خلال عام 2009 أكثر من 3 ملايين و نصف بينما لكن يبقى استغلال منابع المياه الحارة تقليديا في عديد مناطق البلاد ونقص للمرافق وطالب بدراسة المخزون المائي لرفع نسب التدفق.

الدوّاس قال إنّ هناك مشاريع جديدة للإستشفاء بالمياه ومنها بناء مدينة استشفائية بالخبيات بحامة قابس و حمام ملاق بالكاف وحمام الصالحين بعين دراهم و حمام بولعابة بالقصرين كما أنّ 30% من التونسيين يقبلون على الإستشفاء بالمياه الحارة وخاصة بقربص وحمام بورقيبة و جبل الوسط و جربة وهي محطات استشفائية بمواصفات عالمية أما مخزون المياه المعدنية الساخنة فهي تمثل ثروة حقيقية وينتظر أن تبلغ سياحة الإستشفاء بالمياه المعدنية الحارة المستوى الذي حققته سياحة العلاج بمياه البحر حيث تحتل المرتبة الثانية عالميا.