تعمل أشجار المانجروف على التنمية الإقتصادية والبيئية، حيث تعمل كمناطق تحضين طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية.

فتحي الشيخ من القاهرة: يتبنى جهاز شؤون البيئة المصري عدة مشروعات لزراعة غابات المانجروف laquo;الشورىraquo; على سواحل البحر الأحمر، وذلك لحماية هذا النوع من الاشجار، التي تعد من أكبر الأنظمة البيئية الساحلية إنتاجاً، حيث تعمل كمناطق تحضين طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية والطيور على السواء. كذلك تشكل مناطق المانجروف عوائل للعديد من الكائنات المتوطنة والنادرة والمعرضة لخطر الإنقراض من النباتات والحيوانات المائية والبرية بالإضافة إلى أنها توفر حماية طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها حيث تقاوم عوامل النحر الناتجة من الأمواج، وتوجد quot; المانجروفquot; على ساحل البحر الأحمر الغربى في مصر، فى نطاق محافظة البحر الأحمر، مايقرب من 25 منطقة مانجروف مساحتها تزيد على 5000 كيلو متر، بالاضافة إلى مساحات اخري في محافظة جنوب سيناء.

quot;تنمية أشجار المانجروف في منطقة حماطة بجنوب مصر على ساحل البحر الاحمرquot; أحد المشروعات التي يقوم بها جهاز شؤون البيئة المصري في هذا الاطار وهو ما يعلق عليه المهندس سيد مدين، رئيس الفرع الأقليمى لجهاز شؤون البيئة بالبحر الأحمر، بقوله: تعتبر منطقة المشروع من أفضل مناطق المانجروف فى مصر من ناحية الحالة الصحية العامة للنظام البيئى به حيث تمتد أشجار المانجروف لمسافة 9-11كم ويصل عرض المنطقة إلى 500 متر فى بعض الأماكن. كما تغطى أشجار المانجروف دلتا وادى حماطة والتى تستقبل مياه صرف السيول القادمة من جبل حماطة وما حوله مما يوفر مصدر مياه عذبة لتلك الأشجار، وتم عمل منطقة حرم للاشجار حيث يمنع الرعي فيها ومن ضمن الانشطة التي تمارس في المنطقة مراقبة الطيور المتوطنة والمهاجرة في المنطقة وتصنيفها.


المانجروف هو أحد عجائب مملكة النبات كما يؤكد الدكتور كمال حسين، أستاذ علم النبات، بجامعة القاهرة، وهو ما يفسره للإيلاف بقوله:quot; اشجار المانجروف أو الشورى تعيش في مياه البحر المالحة، وهذه البيئة معروف عنها ضآلة الاكسجين بها لدرجة لا تكفي لتنفس هذه الاشجار، ولذلك تنمو لهذه الاشجار جذور تنفسية من اسفل إلى أعلى عكس جذور سائر النباتات والاشجار، وهو الامر الذي يجعل هذه الجذور تظهر فوق سطح ماء البحر لتتمكن من الحصول على الاكسجين اللازم لحياتها، كذلك تنمو لديها مثل هذه الجذور التنفسية على افرعها وتتدلى في الهواء لنفس الغرض، أيضا بذور بعض هذه الانواع تبدأ في الانبات وهي مازالت ثمار على أفرع الاشجار ثم تسقط البذور بعد الانبات لتتسرب جذورها الصغيرة في التربة تحت سطح الماء.

أهتمام الدولة باشجار المانجروف يفسره رئيس الفرع الأقليمى لجهاز شؤون البيئة بالبحر الأحمر، بأن المانجروف من أهم النباتات التي تساعد على عملية التوازن البيئي لأن أشجار المانجروف تعتبر ملجأ للعديد من الطيور المهاجرة حيث تستريح عليها اثناء هجرتها وتبني أعشاشها فوق أشجار المانجروف وتبيض الطيور في هذه الاماكن الآمنة وكذلك جذور أشجار المانجروف تعتبر ملاذا للعديد من القشريات مثل الاستكاوزا والجمبري والاسماك مثل السلمون والبورس و السطل وانواع اخرى كثيرة إلى جانب عشرات من انواع الطحالب ذات القيمة الغذائية العالية، وتقوم أشجار المانجروف كذلك بمنع نزول الطمي الذي يحمله معه السيل والذي يهدد نمو الشعاب المرجانية والحياة البحرية بالخطر وأوراق واغصان المانجروف الجافة تمثل غذاء للاسماك والقشريات والكائنات الحية وتعمل اشجار المانجروف تثبيت الشرط الساحلي وبذلك فان غابات المانجروف تؤدي خدمات بيئية كبيرة.

ويضيف مدين، هذه الشجرة كل اجزائها تستخدم في الصناعات كإنتاج الاصباغ، الراتنجات laquo;المواد اللدنةraquo;، مواد الدباغة، صناعة القوارب، علب الكبريت، اللعب الخشبية، وبناء المنازل الشائطية، اما أوراقها فتعد مصدرا هاما لعلف الحيوان وللوقود، بل ان بعض اجزاء المانجروف لها استخدامات دوائية، الامر الذي يجعل نشر غابات الشورى بطول ساحل البحر الاحمر أو السواحل العربية عموما عملية اقتصادية هامة مضمونة العائد لانه يمكن ان تقوم عليها صناعات صغيرة تساعد الاقتصاديات العربية.