شباب ألمانيا يساهمون في تنظيف بلادهم

تكثر حملات التوعية والنشاطات البيئية في ألمانيا، يشارك فيها عدد من الشبان والشابات لتنظيف الأنهر والأرض والعناية بالحيوانات.


برلين: لا بد من القول ان حملات التوعية لحماية البيئة والطبيعة في المانيا، أثمرت الآن، وخاصة وسط الشباب الذين اصبحوا يدركون أهميتهم في المساهمة في ردع المخاطر عن الارض التي يعيشون فوقها، ونتيجة لذلك يبدون استعدادا للمشاركة في اي مشروع بيئي يصب في هذا المجال.

لذا نرى انه ومع اقتراب موعد العطل المدرسية والجامعية يبدأ الآلاف من الشباب، تلاميذ وطلاب جامعات بتسجيل أسمائهم رغبة في العمل الطوعي لدى مؤسسات مختلفة لديها برامج خاصة من اجل المساهمة في حماية البيئة. وهو أمر لا يعتبر بالنسبة للعديد منهم تسلية او حماية للبيئة فقط، بل تحديا لما يمكن لكل واحد منهم تقديمه من اجل الحفاظ على الطبيعة والمناخ.

وتلاقي هذه البرامج التي تنفذ منذ عام 1990 رواجا كبيرا وسط الشباب، مما رفع عدد الأماكن المخصصة لهذه الخدمات الى اكثر من 580 موقعا في الارياف وضواحي بعض المدن.

وأغلب الأعمال الطوعية تكون عادة في فصل الصيف، وتتراوح اعمار المشاركين فيها
ما بين 17 و27 عاما، يتلقون لقاء عملهم اجرا زهيدا اضافة الى المبيت ووجبات الطعام والمشاركة في ندوات تعقد حول التحولات المناخية والتلوث وغيره، اضافة الى سهرات وحلقات تسلية وهذا يشد المتطوعين للعمل ايضا.

وتنظم هذه المشاريع المجالس المحلية وتتمثل في أغلب الأحيان بالعمل في الحقول من اجل مراقبة تأثير التغييرات المناخية على المحاصيل الزراعية، وهنا يرافق المتطوعين اخصائيون في مجال حماية البيئة. ويشاركون في العناية بالحيوانات في المزراع والاطلاع على الامكانيات الموجودة من اجل تدوير المواد الغذائية التالفة او رث الحيوانات.

ولا يقل العمل في الغابات اهمية، وينصب على غرس الاشجار والعناية بمصادر المياه في الانهار والبحيرات وغيرها والعمل على تنظيفها وجمع النفايات. كما تتوفر امكانيات لدى المتطوعين للعمل حتى في محطات الارصاد الجوية او التوعية البيئية او المساهمة في بحوث لحماية البيئة والمنابع الطبيعية منها الانهار والبحيرات.

وبسبب الإقبال الشديد على هذه البرامج وضعت الحكومة الاتحادية عام 2006 قانونا لتنظيم المشاركة التطوعية التي تساهم في تكاليفه اليوم الكثير من حكومات الأقاليم ووزارة شؤون الأسرة والشباب والمرأة، ما مكّن هذه البرامج ان تستمر لفترة تصل الى اربعة اشهر في السنة وتكون عادة في مواسم الزارعة بين فصلي الصيف والخريف، بينما برامج حماية البيئة فتكون على مدى عام كامل.

ومن اجل تحفيز المتطوعين على العمل في هذه البرامج وتشجيعهم لمواصلة مساعيهم في حماية البيئة، تقام مسابقات لهم لاختيار افضل الأفكار التي وضعوها والتي تساهم في التقليل من الانبعاثات الحرارية ومنح الفائزين جوائز مالية او منح دراسية قصيرة.
ولقد دفع نجاح هذه البرامج الى اعلان بلدان كثيرة في الاتحاد الاوربي تبنيها، وبالاخص فكرة التطوع لمدة عام لحماية البيئة والطبيعة، فهي ترى انها افضل وسيلة لتوعية الجيل الجديد بمسؤولياته تجاه كوكب الأرض.

وسبق ان فاز احد الشباب الألمان بجائزة منحتها له مدينة برلين لتطويره برنامجا ينظم كمية المياه الجارية في انهار فرعية تصب في نهر شبريه (احد اهم انهار برلين) ما يساعد في التنبوء بارتفاع منسوب المياه فيه، وجائزة اخرى فازت بها شابة ارلندية شاركت ببرامج حماية البيئة لوضعها بحثا عن تأثير الأشعة ذات الموجات المكروية على الغراس الصغيرة المستنبتة من البذور.