طلال سلامة من روما: تمكٌن فريق العلماء الهولنديين من ابتكار أداة حساسة لتمييز الصوت، تعتمد على الشعيرات الصغيرة جداً الموجودة على جسم الصراصير، التي تسمح لها بسماع المفترسين - شبه الصامتين - والهرب منهم. مع ذلك، فان ذيل الصرصور المُشعرة لا تشبه تركيبة الأذن البشرية إنما قد تنتج جيلا جديدا من أدوات السمع، المزروعة في آذان أولئك الذين يعانون من المشاكل السمعية الحادة. ويأمل الفيزيائيون في جامعة (Twente) الهولندية باستغلال نظام كشف الأصوات لدى الصراصير، الذي يساعدها في الهرب من الحيوانات المفترسة، التائهة والطائرة. نوع صراصير الخشب، المسمى (Nemobius Sylvestris)، لديه زوج من الذيل المُشْعر في نهاية بطنها، يدعى (Cerci) وقادر بصورة فائقة الدقة على اكتشاف أخف التقلّبات في حركة الهواء، الناجمة مثلا عن تموٌج أجنحة الزنبور أو قفزة العنكبوت.
شعرات الذيل، المتناهية الصغر، تسمح للصرصور بالتحرّك في الاتجاه المفضّل، والتيار الهوائي المعاكس لتلك الشعرات يثير خلايا عصبية معيّنة تسمح للصرصور تحديد الصوت المنخفض بدقة مهما كان اتجاهه. الفريق الهولندي قال إن بإمكانه إنتاج محسسات شعر ميكانيكية والنتائج التجريبية تكشف عن مدى جودة تلك الشعيرات الاصطناعية في التقاط أصوات التردّد المنخفض. البحث نُفذ من قبل معهد (MESA+) في جامعة (Twente)، كجزء من مشروع أقره الاتحاد الأوروبي.
ويُعتقد بأن الصراصير قادرة على رصد الطاقة، حتى تحت مستويات الضوضاء الحرارية، وهي لا تحس بالصوت فحسب إنما أيضا الاتجاه الذي تأتي منه. وتعتبرمحسسات الشعر الاصطناعية الخطوةَ الأولى نحو تشكيلة من التطبيقات والاستكشافات العلمية المثيرة.
التعليقات