محمد الشرقاوي من القاهرة : نتيجة المناقشات التي جرت خلال الأيام الثلاثة بين المتخصصين في الرعاية الصحية محليا واقليميا ودوليا وبين الأطفال المصابين بداء السكري، استخلص مؤتمر صحة الطفل العربي مجموعة من التوصيات الاستراتيجية الرئيسية لمعالجة داء السكري في المنطقة. وقد ركزت الجلسة الختامية على وضع مقترحات واضحة ومتوازنة يتم تقديمها للجهات الحكومية التي تعنى بالصحة من أجل ادخال التعديلات اللازمة على السياسة الصحية محليا وإقليمياً.
وقد تم تقسيم الخطة التي وضعها المشاركين في المؤتمر إلى أربع فئات تركز على تطوير الية التعامل مع داء السكري على المستوى الإقليمي والمحلي، وفي البيئة المدرسية وفي تفعيل الدور الإعلامي لنشر الوعي الصحي عن السكري لدى الاطفال.
وركزت التوصيات على الصعيد الإقليمي والمحلي على ضرورة اعتماد اسس تهدف إلى تطبيق برامج وإجراءات وقائية للحد من انتشار داء السكري ولحماية حقوق الأطفال المصابين ، وتأمين كافة المستلزمات والخدمات الطبية لهم لمساعدتهم على السيطرة على السكري، فيما حددت التوصيات الخاصة بالمدارس على ضرورة دعم الامكانيات المتوفرة في المدارس والعاملين فيها للاهتمام بالأطفال المصابين بداء السكري وذلك عبر عدد من التوصيات المحددة.
أما على الصعيد الإعلامي، فقد كان التركيز على بناء شراكات مع المؤسسات الاعلامية وتنشيط دور الإعلام للمساعدة في زيادة الوعي عن مرض السكري لدى الاطفال.
وقالت الأميرة هيا بنت الحسين إنني لفخورة جداً من نتائج المؤتمر لهذا العام. وإن التجارب المشتركة للأطفال المصابين بداء السكري مع اهل الخبرة والتخصص بالرعاية الصحية اثناء انعقاد المؤتمر قد أدت إلى اصدار مجموعة من التوصيات الهامة عن كيفية التصدي والتعامل مع داء السكري لدى الاطفال، وإني مقتنعة أنه بإمكاننا الآن المضي قدماً لوضع هذه التوصيات موضع التنفيذ للتوصل إلى نتائج إيجابية. إن أطفالنا هم مستقبلنا وأنا على يقين أنه من خلال المبادرات المطروحة في المؤتمر، سنتمكن من ضمان مستقبل أفضل للجميع.
وبالإضافة إلى التوصيات التي ذكرت سابقا تم انتخاب سفيرة جديدة لمؤتمر صحة الطفل العربي من بين الأطفال المصابين بداء السكري وقد منح اللقب الى الفتاة حبيبه مالك الطوقي من سلطنة عُمان، والتي تم تشخيص داء السكري لديها عندما كان عمرها سنتان، وستتولى حبيبة دورها كسفيرة لمؤتمر صحة الطفل العربي لعام 2007. ونتيجة لداء السكري ومضاعفاته اضطرت حبيبة الى اجراء عملية بتر لساقيها وزرع كلية لها، وتتمتع حبيبة حاليا بصحة ممتازة وقد سيطرة على السكري بشكل تام. وستساعدها تجاربها هذه على تسليط الضوء على الحياة التي يعيشها الاطفال المصابين بالسكري وحث زملائها على التعامل مع داء السكري بايجابية مطلقة.
وأوجدت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين مؤتمر صحة الطفل العربي من أجل وضع أسس تمنح للأطفال والشباب العرب فرصة لتحدي الامراض التي تصيب الاطفال وبحث القضايا الصحية وزيادة الوعي عن المشاكل الصحية التي يواجهها الاطفال والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. وفي كل عام سيتم اختيار سفير جديد ليساعد على نشر الوعي عن دائه ومرضه وعن كيفية مجابهته.