كيب تاون : قال خبراء يوم الثلاثاء ان مرض السكري يزيد بشكل لافت للنظر بين الاطفال في أنحاء العالم في الوقت الذي يخفق فيه الاباء والاطباء في تشخيص المرض الذي ظل حتى فترة قريبة مرتبطا في الغالب بالمرضى من متوسطي الاعمار والمسنين.
وقالت فرانسين كاوفمان وهي استاذ طب الاطفال في كلية طب جامعة ساذرن كاليفورنيا في مؤتمر صحفي بمؤتمر السكري العالمي المنعقد في كيب تاون quot;أصبح السكري مرضا مزمنا وشائعا بين الاطفال...وعادة ما يتوفى هؤلاء الاطفال.quot;
وأظهرت بيانات جديدة من الاتحاد الدولي لمرض السكري أن نوعي السكري الاكثر شيوعا وهما النوع الاول الذي عادة ما يصيب صغار السن والنوع الثاني الذي يصيب البالغين في العادة ولم يكن معروفا بين الاطفال يزيدان بمعدل مثير للقلق.
وهناك ما يقدر بنحو 70 ألف طفل دون سن 15 عاما يصابون بالنوع الاول من السكري كل عام كما أن النوع الثاني يصيب اطفالا لا تتعدى أعمارهم ثماني سنوات سواء في كل من الدول النامية والمتقدمة.
وشهدت اليابان زيادة في الاصابة بالنوع الثاني من السكري بين طلبة المدارس الثانوية بلغت نحو 14 في المئة خلال الفترة بين عام 1980 و1995 ليصبح أكثر شيوعا بين الاطفال من النوع الاول في حين أنه في بعض أجزاء الولايات المتحدة يمثل النوع الثاني من السكري ما يصل الى 45 في المئة من الحالات التي تم تشخيصها حديثا.
ويمثل الخطر المتزايد لسكري الاطفال جزءا من انتشار أوسع نطاقا للسكري يقول الخبراء انه ربما يصيب ما يقرب من 400 مليون شخص في أنحاء العالم بحلول عام 2025.
وأعلن الاتحاد الدولي لمرض السكري عام 2007 quot;عام الطفلquot; في محاولة لتوعية الاباء وأطباء الاطفال بشأن المخاطر التي يواجهها الاطفال.
وذكرت كاوفمان أن الاطباء ما زالوا يحاولون فهم سبب الانتشار السريع للسكري لدى الاطفال ولكن العادات الغذائية السيئة وعدم القيام بالتدريبات الرياضية اللذين كانا مقصورين فقط على المسنين في الدول الغنية ولكنهما أصبحا ظاهرة عالمية تقريبا هما السببان الرئيسيان بصورة كبيرة.
وأضافت quot;انتشار سمنة الاطفال تسبب حقا زيادة سكري الاطفال.quot;
ويمثل نوعا السكري خطورة على الاطفال على وجه الخصوص وربما يؤدي عدم تشخيص المرض الى الوفاة.
وقال هنك يان انزتوت وهو طبيب أطفال متخصص في السكري من روتردام والذي يساعد في تنسيق حملة سكري الاطفال التي يشنها الاتحاد الدولي quot;عادة ما يعاني صغار السن من المشكلات بسرعة.quot;
وفي حين أن النوع الاول من السكري من الممكن السيطرة عليه من خلال حقن الانسولين المنتظمة فان عدم العلاج من الممكن أن يسبب جفافا سريعا لدى الاطفال يمكن أن يؤدي في نهاية الامر الى تضخم المخ ثم الوفاة.
كما أن صغار السن المصابين بالنوع الثاني من السكري معرضون لمضاعفات مميتة من الازمات القلبية الى الغيبوبة.
ويزيد نوعا السكري احتمالات الاصابة باضطرابات في الكلى والقلب والعمى وأمراض عصبية ربما تتطلب بتر الساق والقدم.
وأضاف انزتوت أن أكبر مشكلة متعلقة بسكري الاطفال هو عجز الوالدين والاطباء عن اكتشافه مع تجاهل أعراض مثل العطش الشديد والارهاق البالغ في العادة أو ارجاعها لاسباب أخرى.
وفي حين ان صغار السن الذين لا يتم تشخيص حالتهم بشكل سليم ينتهي بهم الحال الى الاضطرار لاخذ حقن الانسولين وأدوية باهظة التكلفة طوال حياتهم فان الاكتشاف المبكر للسكري أو غيره من اضطرابات سكر الدم من الممكن أن يؤدي الى التدخل بشكل فعال لابطاء تقدم المرض.
وقال quot;كل ما يتطلبه الفحص هو وخزة اصبع.. ويمكن أن يمنع الكثير من المشكلات