طلال سلامة من روما: تستطيع برمجيات الكمبيوتر اليوم تشخيص مرض الزهايمر عن طريق تصوير الدماغ بشكل موثوق أكثر من مجهود الخبراء السريريين. إذ نجح الباحثون في مركز (Wellcome Trust Centre for Neuroimaging)، بجامعة quot;يونفيرستي كوليدج لندنquot; في تشخيص مرض الزهايمر بصورة صحيحة بفضل استعمال برمجة تعلمت تمييز التباين بين صور الرنين المغناطيسي (MRI) لدماغ أولئك المصابين بمرض الزهايمر وتلك التابعة لأدمغة الأشخاص الأصحاء. وبلغت دقة تشخيص مرض الزهايمر 96 في المئة. جرى تلقيم البرمجة بصور لأدمغة الأشخاص المصابين بالزهايمر، بشكل باثولوجي. وتمكنت البرمجة من مقارنة هذه المعلومات بصور عن الأدمغة السليمة. هذا واستخدمت البرمجة البيانات لتشخيص مجموعات جديدة من الصور.

وتكمن فائدة استعمال الكمبيوترات في أنها أكثر دقة وأسرع وأرخص تكلفة من الطريقة الحالية للتشخيص. ما يجعلها جذابة جداً لمناطق العالم التي تعاني من نقص في عدد الأطباء السريريين المتدربين، وعندما يكون التشخيص الموثوق مطلوب، على سبيل المثال، خلال التجارب على الأدوية. كما أن الطريقة الجديدة quot;مؤتمتةquot; بالكامل، أي أنها تعتمد على الكمبيوتر، ولا تتطلب خبرة طبية عالية المستوى.

حالياً، يحصد مرض الزهايمر ملايين المرضى بأوروبا. ويعود سببه الى تراكم صفائح البيتا-أميلويد في الدماغ. لتشخيص هذا المرض، يستند الأطباء الى تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي الى جانب إجراء فحوص عدة للدم. وتبلغ دقة التشخيص المعيارية 85 في المئة فقط. في الخطوة القادمة، ينوي الأطباء تسخير البرمجة المبتكرة لتعقب تطور الزهايمر لدى المرضى، بشكل موثوق. وهذا يمكن للبرمجة أن تقدم أداة لا باضعة (non-invasive) لفحص كفاءة المعالجة بأدوية جديدة، مضادة للزهايمر، بشكل سريع، بدون الحاجة للتجارب الطبية الباهظة الثمن.