إيلاف سألت اختصاصيًا ايطاليًا
كيف يمكن فك شيفرة السرطان؟
طلال سلامة من روما: إنها عملية نوعية تقوم بإعطاء تسلسل الى الشفرة الجينية المتعلقة بآلاف العينات من الخلايا السرطانية. هذا هدف العديد من المشاريع الخاصة بالحمض النووي، التي انطلقت في السنوات الأخيرة، لا سيما بالولايات المتحدة الأميركية. ولا تخلو هذه المشاريع من انتقادات حادة. في هذا السياق، حاورت ايلاف فرانشسيسكو كولوتا، مدير وحدة الأبحاث والتطوير في معهد نيرفيانو ميديكال ساينسز الذي يعمل الباحثون داخله على ابتكار أدوية جديدة مضادة للسرطانات وسألته عن نوع المعلومات التي يمكن أن تجهزنا به مشاريع الجينوم السرطانية و ما هي حدود مشاريعهم الحالية كذلك ما هي الحدود العلاجية الجديدة لمحاربة السرطان؟ وفي ما يلي نص الحوار الهاتفي معه
* ما هو نوع المعلومات التي يمكن أن تجهزنا به مشاريع الجينوم السرطانية؟
- تقول لنا هذه المعلومات ما هي الجينات المريضة في الخلايا السرطانية، وكم هو عددها. وهذا ما سمح لنا الفهم، بصورة جيدة، أن الخلايا المريضة جميعها مختلفة في ما بينها. لا تختلف هذه الخلايا بين مريض وآخر فحسب إنما هي تختلف في الكتلة الورمية الخبيثة نفسها. ما يعني أن العدو الذي نجده اليوم أمامنا متعدد الوجوه، بصورة مدهشة، ولا ينتمي الى نوع معين وموحد!
* ما هي حدود مشاريعكم الحالية؟
- تعطينا هذه الحدود صورة فورية عن الحمض النووي السرطاني، من دون أن تقول لنا كيفية تطور تركيبة هذا الحمض أو النمو الزمني للتشوهات الجينية أم كيفية مساهمة كل جين مريض في تغذية نفسه بمزايا سرطانية. علاوة على ذلك، فان السرطان ليس فقط مسألة جينات مشوهة ومريضة. إذ نجد في هذه اللعبة آليات أخرى، كما أنشطة جزيئيات quot;ار ان آيquot; (Rna) الصغيرة التي تقوم بإطفاء جينات بصورة محددة نوعاً ما. بين هذه الآليات أيضاً، فإننا نجد تلك المتعلقة بمراقبة وتنظيم التعبير الجيني. في حال نجحنا في استيعاب هذه الآليات، بعمق، فإننا قادرين على فتح الطرق أمام استراتيجيات علاجية طالما تخيلها الإنسان!
* ما هي الحدود العلاجية الجديدة لمحاربة السرطان؟
- أنا أعتقد أنه ينبغي التداخل على تلك الآليات، التي تعطي للخلية السرطانية مزية فريدة، أي عدم الثبات الجيني أي أنه في كل مرة تتكاثر من خلالها الخلية فإنها تقوم بتغيير تركيبة حمضها النووي مما يساعد دوماً في توليد مغيرات جديدة. الى جانب ذلك، فان البروتينات العاملة على تصليح أضرار الحمض النووي لا تعود تعمل بصورة جيدة. علينا التداخل في مثل هذه الآليات، التي تعاني من عجز دائم في العمل الطبيعي، وذلك لتوليد حالة من quot;الخربطةquot; الجينية المتقدمة التي لا تستطيع الخلايا السرطانية تحملها مما يقودها الى الانتحار.
التعليقات