طلال سلامة من روما: تعتبر البلهارسيا مرضاً قاتلاً، في بعض الأحيان، ويعود سببه الى ثلاثة أنواع من الديدان الطفيلية المسماة المنشقَّة (الشستوسوما). ينتشر مرض البلهارسيا في جميع أنحاء العالم، ويصيب حوالي 200 مليون شخص في أفريقيا وأميركا الجنوبية وبعض جزر الكاريبي. ويتعرض 10 في المئة من المصابين به لإعاقات جدية سببها ضعف الدم الحاد والإسهال المزمن والنزيف الداخلي والأضرار التي تلحقها الديدان بأعضاء الجسم وردود الفعل الناتجة من جهاز المناعة. هذا ويتم تصنيف ديدان الشستوسوما، التي تسبب المرض، بأسماء المنشقة الدموية والمنشقة اليابانية (Schistosoma japonicum) والمنشقة المنسونية(Schistosoma mansoni). وتعيش هذه الديدان جزءا من دورة حياتها في بعض قواقع المياه العذبة. وبعد ترك القواقع، تسبح هذه الديدان في الماء وقد تخترق جلد إنسان يغوص أو يسبح في الماء. في النهاية، تغزو الديدان مجرى الدم، وتستقر في الأوردة الصغيرة القريبة من المثانة أو الأمعاء قبل أن يغزو بيضها أعضاء أخرى، كما الكبد والطحال.

في هذا الصدد، يفيدنا الباحثون في المعهد الوطني (National Institute of Allergy and Infectious Diseases)، وهو جزء من المعهد الوطني الأميركي للصحة، أنهم نجحوا في سلسلة جينوم دودتين، هما المنشقة اليابانية والمنشقة المنسونية. مما لا شك فيه أن المعلومات المتأتية من عملية السلسلة هذه قد تفتح الطريق أمام تصنيع أدوية ومركبات أخرى قادرة على منع استخدام هذه الديدان لبروتينات معينة تحتاجها لمهاجمة جهاز المناعة المكتسبة والبقاء حية بالجسم.

في الوقت الحاضر، ثمة حاجة ماسة لانتاج أدوية قادرة على صد هذا المرض، الذي يحصد في أفريقيا شبه الصحراوية وحدها نحو 280 ألف شخص سنوياً، الذي يقضي على نوعية الحياة من جراء مجموعة من العوارض التي تصيب المريض كما فقر الدم والحمى والإرهاق وعوارض أخرى تمنع الملايين من المرضى أداء أنشطتهم اليومية، كما العمل أم التعلم.