طلال سلامة من روما: يعد وجود طفل جديد حدثًا مهمًا وكبيرًا في ‬حياة الأم. ‬ونظرًا للتغيرات الجسمانية والعاطفية التي ‬تحدث للمرأة، خلال فترة الحمل والولادة،، فإن حالتها النفسية قد تتأثر كثيرًا. إذ يعاني ‬ما بين 50 الى 80 في المئة ‬من النساء من حالة حزن ‬غير مرضية، بعد الولادة بعدة أيام، تختفي ‬تلقائيًا خلال 10 الى 20 ‬يومًا من الولادة. ‬إلا أنها تتطور، في 20 في المئة ‬من الحالات، إلى اكتئاب مرضي قد تبدأ أعراضه بين الأسبوعين الثاني ‬والثامن. في حالة من حالات الاكتئاب ما بعد الولادة، أي (‬Postpartum Depression)،
فإنها تحدث بعد أيام إلى أشهر بعد الولادة، ‬ولا ‬يتعلق الأمر بالإنجاب للمرة الأولى ‬حيث أنه قد ‬يحدث بعد إنجاب الطفل الثاني ‬أو العديد من الأطفال. هذا ‬وتشعر الأم بحزن وقلق وتوتر شديد ‬يصاحبه عدم القدرة على أداء واجباتها الاعتيادية.‬ في أغلب الأوقات، لا تستطيع لا الأسرة ولا الزوج مساعدتها. وهذا ما تنوه به دراسة قادها باحثون إيطاليون، من قسمي علوم النفس وطب النساء والولادة بجامعة quot;ترييستيquot;، بالتعاون مع زملائهم في جامعة quot;سان فرانسيسكوquot;. في سياق متصل، حاورت quot;ايلافquot; الاختصاصية في طب النساء والولادة، الدكتورة quot;فيديريكا سكريمينquot;، التي شاركت في الدراسة. وفي ما يلي نص الحوار

* ما سبب اكتئاب ما بعد الولادة؟
- اعتماداً على استفتاء أجريناه على أكثر من 300 امرأة، شاركن في الدراسة في فترات مختلفة لم تتخطَّ 8 أشهر على إنجابهن، فإننا نجحنا في تقويم ثقل العنف، الجسماني أو النفسي، اللافت عليهن. كما اكتشفنا أنه على بعد 8 أشهر من الإنجاب، يعيش 10 في المئة من الأمهات حالة عنف منزلي، مصدره نفسي في أغلب الأوقات، يمارسه عليهن الزوج(أم الصاحب) أم أفراد آخرين في أسرتها. بالطبع، فان العنف عليهن ينجم عنه الاكتئاب.

* هل يرتبط اكتئاب ما بعد الولادة بالهرمونات؟
- لا يوجد لدينا أدلة علمية قاطعة على ذلك. هناك علاقة بين بعض الحالات، كما الأرق والأنيميا، التي تحدث باستمرار لدى الأمهات quot;الجددquot; والاكتئاب. إنما لا يوجد رابط واضح بين خلل في مستوى هرمون أم هرمونات معينة واكتئاب ما بعد الولادة. إلا ان كنا أمام عوارض مرضية قيد التطور. هنا، علينا تحليل العوامل الواقفة خلف هذه العوارض. وقد يكون العنف النفسي الممارس عليهن الفتيلة التي تشعل هذه العوامل، فجأة.

* كيف تستطيع الأسرة ممارسة العنف على الأم الجديدة؟
- في الأشهر الأولى، تكون الأم ضعيفة. فهي تختبر على نفسها ضعف طفلها. لدى البالغين، فإن الانفعال لحد البكاء، والتعب والقابلية للغضب بسرعة عوامل قد تسبب الخوف وبالتالي الرد العنيف. علاوة على ذلك، فان أسرة الأم، ومنها والد الطفل، لا يتقبلون تراجع فضاوة الأم تجاههم. فاهتمامها يتركز على تربية الطفل. مع ذلك، فإن أفراد الأسرة quot;يفرضونquot; على الأم أن تتصرف معهم كما كانت الحال عليه قبل الولادة.. وكأن لا شيء على الإطلاق طرأ على حياتها العاطفية.. وهذا جرم نفسي .. بحقها وبحقهم.. ستظهر تداعياته على السطح لاحقًا!