أشرف أبوجلالة من القاهرة: اهتمت تقارير صحافية بريطانية بتسليط الضوء على تلك الجراحة المعقدة التي أعادت البسمة من جديد لشفاه طفل عراقي صغير لم يتجاوز بعد عامه الثالث، حيث أشارت إلى أن فريقا من الجراحين الإنكليز تمكن من إنقاذ حياة هذا الطفل الذي وصفته بـ ( الشجاع )عبر عملية جراحية استأصلوا خلالها ورما في حجم ثمرة البطيخ من وجهه. وقالت صحيفة quot;الدايلي ميلquot; البريطانية التي أعدت تقريرا ً مطولا ً للحديث عن حالة هذا الطفل الذي يدعى سيف باسم، إن الأطباء كانوا قد حددوا له مدة لا تزيد عن بضعة أشهر، كانت كل ما يتبقى له على قيد الحياة، بسبب تأثير هذا الورم الحميد على قصبته الهوائية، وتزايد احتمالات وفاته في نهاية المطاف.
كما أشارت الصحيفة إلى أن البسمة التي فارقت وجه سيف على مدار عام كامل لعدم قدرته على الضحك نظرا ً لضغط الورم على الأعصاب في فكه، قد عادت إليه من جديد، حيث لم يكن بوسعه فتح فمه إلا بمقدار سنتيمترات قليلة بغرض تناول الطعام. ونظرا ً لأن إجراء جراحة نادرة بغرض إزالة ورم مثل هذا، كان بمثابة الأمر الذي لا يمكن تصديقه في العراق، قامت جمعية بريطانية خيرية متخصصة في الإجراءات الجراحية بأخذ قرض، لتمويل وإجراء تلك العملية الجراحية التي بلغت قيمتها 35 ألف إسترليني في بريطانيا.
وكشفت الصحيفة عن تطوع طاقم مكون من 12 جراحا وطبيبا بريطانيا بلا مقابل لإجراء تلك العملية التي استغرقت عشر ساعات لإزالة هذا الورم ( الذي يزيد طوله عن ثماني بوصات ) منذ نحو شهر تقريبا ً. وبعد مرور هذه المدة على الطفل في المستشفى، التي قضي خلالها ستة أيام بداخل وحدة العناية المركزة، تمكن سيف من الابتسام مرة أخرى، وبات على استعداد للعودة إلى منزله من جديد. ورغم نُبل الجهود التي بذلتها تلك الجمعية الخيرية في سبيل إجراء الجراحة، ويُطلق عليها ( مؤسسة نورمان رو الدولية للتربية )، إلا أن الصحيفة تكشف عن أنها تحاول جاهدة ً الآن تجميع أموال بغرض سداد المبلغ الذي قامت باقتراضه من أجل إنقاذ حياة الطفل.
من جانبه، قال الجراح الرئيس في تلك العملية غراهام سميث، وهو اختصاصي في الرأس والرقبة في مستشفى سان جورج في العاصمة البريطانية لندن :quot; يسترد سيف عافيته الآن بشكل جيد بالفعل، ويا له من أمر عظيم أن نراه يبتسم من جديد. لم يكن لدينا ما يكفي من أموال لتمويل تلك العملية، لكن كان علينا أن نتصرف بشكل سريع ولم يكن أمامنا خيارات سوى أخذ قرض. ولو انتظرنا، لما كان سيف معنا الآن. وكما هو واضحا الآن من العملية ndash; فقد منحناه فرصة كي يعيش حياة عاديةquot;.
كما أوضحت الصحيفة في سياق حديثها عن حالة سيف، أنه وُلد بحالة صحية جيدة في بغداد، لكن هذا الورم قد بدأ ينمو عندما بلغ من العمر ستة أشهر. وقد حظيت حالته بانتباه الأطباء الإنكليز عندما كان دكتور سميث في مهمة خيرية في العراق مع ثلاثة من زملائه في شهر أبريل / نيسان الماضي من خلال عملهم في مؤسسة نورمان رو الدولية للتربية. بعدها، قام دكتور سميث بأخذ فحص لنسيج جسد سيف، كما قام بتشخيص الورم ndash; الذي كان في حجم ثمرة البرتقالة الكبرى وقتها. ثم قامت بعدها الجمعية بالترتيب لاستقدام سيف ومعه والده إلى مطار هيثرو في السادس والعشرين من شهر يونيو / حزيران الماضي.
وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية وافقت على دفع قيمة تذكرة طيران الطفل وقيمتها 4500 إسترليني، لكن المؤسسة الخيرية تحملت تكاليف الجراحة التي وصلت إلى 35 ألف إسترليني. وبالفعل، قام طاقم مكون من ثلاثة جراحين، وتسعة أطباء، وأطباء تخدير في مستشفى سان جورج، باستئصال الورم، ثم استعانوا بأجزاء من أوراك الطفل بغرض إعادة إنماء فكه الأيمن، مكان استئصال الورم. ومن المتوقع ndash; بحسب الصحيفة ndash; أن يبقى سيف في إنكلترا لمدة تصل إلى شهر عقب إجراء الجراحة، لكن يتوقع له أن يسترد كامل عافيته وقتها. وفي النهاية، عبر دكتور سميث عن سعادته مع باقي زملائه لمنحهم وقتهم لمثل هذه الحالة الجديرة بالاهتمام.
- آخر تحديث :
التعليقات