سارة رفاعي من المنامة: لم يخفِ مسؤول رفيع المستوى في الحكومة البحرينية تحدثت إليه إيلاف مخاوف بلاده من تطورات مرض انفلونزا المكسيك وخصوصًا بعد بدء تسجيل حالات وفاة بسبب الفيروس. وكشف المسؤول لايلاف ان الحكومة عقدت اجتماعات عدة مع المسؤولين في وزارة الصحة والتربية والداخلية لبحث ووضع اكثر من سيناريو في حال تطور الوضع، مؤكدًا ان ضوءًا اخضر أعطي من القيادة العليا لتمويل بلا حدود لاي احتياجات طبية تتطلبها الازمة في مراحلها المقبلة خصوصًا في ظل عدم توفر العقار المعالج في الوقت الحالي وتحديد كوتا للدول.
وقال quot; نحن قلقون من امور عدة منها مثلاً العائدون من الاجازة الصيفية وتمكنّا إلى الان من التعامل معهم بكفاءة، وكذلك من المعتمرين الذين يؤدون عمرة رمضان وقد اتخذنا خطوات استباقية بإرسال وفد طبي، وهي المرة الاولى التي تحدث، إلى مكة لمتابعة شؤون المعتمرين قبل عودتهم للبحرين، والعودة الى المدارس والتي تقلقنا جدا ونسعى لاتخاذ كافة التدابير والاحترازات لحماية ابنائنا، وموسم الحج والذي نسعى إلى تكثيف التوعية للحجاج قبل موسمهquot;.

وعلى صعيد متصل قال رئيس قسم الإعلام في وزارة التربية والتعليم فواز الشروقي في تصريح لإيلاف ان التنسيق والتعاون المشترك بين وزارتي التربية والتعليم والصحة لتأمين الظروف الصحية الملائمة لعودة الطلاب إلى المدارس صدر عنه الاتفاق على تشكيل فرق عمل في المدارس لمتابعة الموضوع داخل المدارس وتوعية الطلبة وأولياء أمورهم، مع تجهيز غرف خاصة لعزل الطلاب الذين قد تظهر عليهم أعراض المرض، والتنسيق مع أولياء أمورهم ومع الجهات المختصة بالدولة لمعالجتهم، كاشفًا انه تم الاتفاق على عملية فحص لحرارة الطلاب خلال دخولهم المدارس مع بدء العام الدراسي يومياً ولمدة أسبوع.

وبين الشروقي ان اجتماعًا عُقد قبل ايام بين الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم والدكتور فيصل بن يعقوب الحمر وزير الصحة والدكتور إبراهيم محمد جناحي رئيس جامعة البحرين وعدد من المسؤولين في الوزارتين لمناقشة الآليات الوقائية والعلاجية الضرورية لمواجهة أي احتمالات للإصابة بأنفلونزا المكسيك وأي تأثيرات لهذا المرض على الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة والجامعات، حيث تم الاتفاق على وضع خطة واضحة ومفصلة لمواجهة أي حالات مرضية قد تظهر في المدارس.
وقال انه تم استعراض برنامج الحملة التوعوية والخطط الإعلامية الموجهة لأولياء الأمور والجمهور من ملصقات وإعلانات صحفية وتلفزيونية وإذاعية، وذلك باعتبارهم شركاء في محاصرة هذا المرض والوقاية منه في المدارس، كما تم عرض الدليل الإرشادي لكيفية التعامل مع أنفلونزا (
H1 N1
) في المؤسسات التعليمية للعام الدراسي الجديد 2009 ndash; 2010 الذي أعد بالتعاون بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم، متضمناً بيان دور المؤسسات التعليمية في مكافحة المرض قبل بدء العام الدراسي وبداية وأثناء العام الدراسي، والإرشادات الخاصة بأولياء أمور الطلاب ذوي الفئة المعرضة للإصابة بالمرض، وكذلك الإرشادات الخاصة بالمدرسين والمرشدين للحد من انتشار المرض بالإضافة إلى قائمة متابعة إجراءات مكافحة المرض في المناطق الصحية.

وردًا على سؤال حول امكانية اغلاق المدارس في حال تسجيل اي اصابات بالانفلونزا قال الشروقي ان إغلاق المدرسة من عدمه يتم بناء على تقييم الجهة الطبية حول مدى انتشار المرض ومدى الخطورة، واذا ما أغلقت المدرسة فإن ذلك يستمر لمدة سبعة أيام من تاريخ آخر حالة مرضية تم اكتشافها. وبيّن أن أي حالة مرضية قد تظهر في أي مؤسسة حكومية أو خاصة، سوف تتخذ عدة اجراءات منها إجراء الاتصال مع ولي الأمر ثم عزل الطالب في غرفة مخصصة لهذا الغرض ثم تحويل الحالة إلى المستشفى بالتنسيق مع ولي الأمر، ثم إجراء فحص طبي لكافة الطلاب داخل الصف للاطمئنان بعدم وجود عدوى.

تأجيل الدراسة أسبوعا بعد العيد
وقال ان وزارة التربية سبق وان اعلنت تأجيل العودة المدرسية في المدارس الخاصة من 1 سبتمبر 2009 إلى 6 سبتمبر 2009، فيما أجلت العودة المدرسية للطلاب في المدارس الحكومية من 23 سبتمبر 2009 إلى 27 سبتمبر 2009، مؤكداً أنه حسب توجيهات الوزير فلا تغيير على موعد عودة أعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية الحكومية، حيث إن عودة هذه الهيئات ستكون في 13 سبتمبر 2009.

من جهة ثانية، أصدرت وزارة التربية والتعليم قراراً بتأجيل موعد العودة للدراسة في رياض الأطفال والحضانات ودور ومراكز التأهيل الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة إلى 4 أكتوبر 2009، وذلك حرصاً من الوزارة على تنفيذ المزيد من الإجراءات الوقائية في هذه المؤسسات كون الأطفال في هذه الفئة العمرية يسهل تأثرهم بالمرض حسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

ورغم تمديد الاجازة الرسمية إلا ان العديد من اولياء الامور قرروا منح ابنائهم اجازات اضافية قد تمتد لاكثر من اسبوعين إلى حين استقرار الاوضاع في المدارس والاطمئنان إلى عدم تسجيل اي حالات في الاسابيع الاولى ومن ثم إلحاق أبنائهم في المدرسة، غير مكترثين بما سيفوت ابناؤهم من دروس معتبرين ان سلامتهم هي الاولوية رغم الاحتياطات التي اتخذتها التربية.

توعية المرشدين للتعامل مع المرض في المدارس
واكد الشروقي ان وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم وجه المسؤولين بقطاعات التعليم إلى اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتأمين الطلاب وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية في المدارس الحكومية والخاصة وروضات الأطفال من تأثيرات مرض انفلونزا المكسيك مع بدء العودة المدرسية وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع مع مدراء ومديريات المدارس بالمراحل المختلفة بتاريخ 13 سبتمبر لإطلاعهم على الإجراءات الوقائية المتخذة في هذا الشأن، إلى جانب عقد ورش عمل للمرشدين الاجتماعيين حول طرق التعامل والاتصال في حال اكتشاف المرض واستمرار الكشف الطبي عن الحرارة في الأسبوع الأول من بدء العام الدراسي وتوزيع النشرات والمطويات التثقيفية عن هذا المرض.

وناشد الوزير في تصريحات سابقة أولياء أمور الطلبة بضرورة التعاون مع الوزارة والإدارات المدرسية بهذا الخصوص وتوفير أي معلومات قد تفيد في التعرف إلى الإصابة بهذا المرض تجنباً لانتشاره بين الطلاب، بما في ذلك إبلاغ الإدارات في المدارس وروضات الأطفال عن الطلبة والمعلمين الذين عادوا إلى المملكة ولم يمض على تواجدهم في مملكة البحرين 6 أيام على الأقل قبل العودة إلى المدارس وفقا للموعد الجديد، والإبلاغ أيضا عن تاريخ العودة من الخارج خلال أي وقت طوال العام الدراسي .

توزيع اجهزة قياس حرارة في المدارس
من جهتها وزعت وزارة الصحة أجهزة الترمومترات فلاش لقياس درجة حرارة على جميع العاملين في المدارس الخاصة وروضات الأطفال من طلاب ومدرسين ومدرسات وموظفين وموظفات، وذلك ضمن إطار التعاون والتنسيق بينها وبين وزارة التربية والتعليم في مجالات الصحة المدرسية.

وأكدت رئيسة خدمات الصحة المدرسية د. مريم ملا هرمس الهاجري أن الوزارتين بدأتا تنفيذ الإجراءات التنفيذية الخاصة بوباء أنفلونزا المكسيك والتي تعد مسؤولية كليهما وذلك ليتم تطبيقها مع بدء العام الدراسي .

وذكرت د. الهاجري أنه سيتم إخضاع جميع الطلاب والكادر التعليمي في كل المدارس الحكومية والخاصة بمراحلها المختلفة وروضات الأطفال لفحص درجة الحرارة عن طريق ترمومتر يقيس الحرارة عن بعد أثناء دخولهم إلى المدرسة.

تفاصيل الخطة داخل المدارس:
وأوضحت د. الهاجري أن وزارة الصحـة ووزارة التربية وضعتا دليلا إرشاديا لكيفية التعامل مع انفلونزا المكسيك للمؤسسات التعليمية للعام الدراسي 2009-2010 إذ ستتولى تزويد وزارة التربية بالمواد التدريبية والتوعوية بوباء أنفلونزا المكسيك والمشاركة في تدريب الكوادر الصحية في الصحة المدرسية على الاكتشاف المبكر للمرض والترصد الوبائي وطرق الإبلاغ ومكافحة العدوى، والمشاركة في برامج التوعية بوباء أنفلونزا المكسيك للكوادر التربوية والطلبة في المدارس.

وأشارت الى انه سيتم إعداد دليل إرشادي للمعلم حول وسائل التوعية وطرق اكتشاف المرض وكيفية التعامل معه، وتزويد وزارة التربية والتعليم بالمواصفات الفنية لأجهزة قياس درجة الحرارة ومعقمات ومطهرات الأيدي، والمشاركة في الزيارات الميدانية للمدارس، مشيرة الى أن وزارة التربية والتعليم قامت بعدد من الإجراءات التنفيذية منها وضع خطة للتوعية المدرسية بوباء أنفلونزا المكسيك وتنفيذها بما يتفق مع الخطة الوطنية المعدة من قبل وزارة الصحة، والعمل على تأمين أجهزة قياس حرارة للمدارس بحسب المواصفات الفنية المعدة من قبل وزارة الصحة.

وذكرت أنه سيتم تأمين مطهرات ومعقمات الأيدي في المدارس، وتأمين الوسائل التوعوية والإعلامية للمدارس، وكذلك تزويد إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بنسخ من المواد التدريبية المعدة من وزارة الصحة والخاصة بوباء أنفلونزا المكسيك، للاستفادة منها في التدريب والتوعية، بالإضافة الى تخصيص حصص دراسية للتوعية الصحية بالوباء، واستثمار النشاط المدرسي مثل الإذاعة المدرسية والنشاط الطلابي، وبث رسائل صحية توعوية لأولياء الأمور واستثمار مجالس أولياء الأمور للتوعية، وتفعيل متابعة النظافة العامة والشخصية للطلاب. ولفتت إلى تشكيل فريق في كل مدرسة للقيام بعملية القياس والتعامل مع الحالات المصابة بتقديم العلاج المبدئي للمصاب. واشارت إلى أن الوزارة ستمد المتعافين من الكادر التعليمي والطلبة بشهادة توضح خلوه من أنفلونزا المكسيك.