كامل الشيرازي من الجزائر: تفتح الجزائر مدارسها في الثالث عشر من الشهر الجاري، برغم كل دعوات التأجيل التي رفعها مختصون ونقابيون وأساتذة، وتمسكت السلطات الجزائرية بعدم إرجاء موعد الدخول المدرسي رغم توقعات خبراء باتساع نطاق أنفلونزا المكسيك مطلع الخريف، إلاّ أنّ الدوائر المختصة رفضت التجاوب مع دعاة التأجيل، مبررة أنّ الوضع الوبائي غير مثير للقلق في الجزائر التي أحصت إلى حد الآن 46 حالة مؤكدة دون أي إصابة خطيرة أو تسجيل وفيات، في حين ينادي مختصون بتطعيم سريع يشمل التلاميذ والأساتذة. وأعلن وزير التربية الجزائرية أبو بكر بن بوزيد، أنّ الهجمة المكسيكية التي اتسع مداها في الفترة الأخيرة عبر العالم، ليست لها آثار بالشكل الذي يحول دون انطلاق التعليم في وقته المحدد، وقلّل بن بوزيد في تصريحات صحافية، مما قد يشهده وباء أنفلونزا المكسيك من تطورات خطرة في الجزائر، على خلفية توقعات باحتمال انتشار فيروس ''أش 1 أن ''1، وبلوغه موجة جديدة مطلع فصل الخريف المقبل.
بيد أنّ quot;بن بوزيدquot; لم يستبعد إغلاق أبواب المدارس، حيث أفاد المسؤول الأول عن قطاع التربية في الجزائر، أنّ مصالحه قامت بالتنسيق مع وزارة الصحة، من خلال إعداد مخطط عمل سيتم تطبيقه في حالة غلق المؤسسات التربوية بسبب داء (أش 1 أن 1)، وأوضح بن بوزيد في أعقاب اجتماع مع مدراء المحافظات، أنّ هذا المخطط سيطبق على مرحلتين، الأولى ستكون وقائية وتحسيسية لفائدة التلاميذ، والثانية تتمثل في إجراءات عملية في حالة انتشار أنفلونزا المكسيك وذلك بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة، علما أنّ الدرس الأول الذي سيدشن الدخول المدرسي الأحد المقبل سيخصص لتحسيس التلاميذ بخطورة الوباء والإجراءات الصحية وكذا شروط النظافة الواجب احترامها.
ورغم محاولة المسؤولين الإفراط في التطمينات بحجة عدم زرع الهلع بين ثمانية ملايين تلميذ وأكثر من مائتي ألف أستاذ سيتولون التأطير البيداغوجي عبر سائر مدارس البلاد، إلاّ أنّه من الواضح أنّ الموسم الدراسي في الجزائر (2009 ndash; 2010) سيكون quot;استثنائياquot; ومحفوفًا بقدر من الحساسية، في وقت أسرّت فيه مراجع محلية مسؤولة لـquot;إيلافquot; أنّه سيتّم فرض رقابة بشأن احتكاك التلاميذ بعضهم البعض داخل الصفوف الدراسية، حتى يتم تحجيم خطر انتقال العدوى بينهم، مع التزام الحيطة والحذر، ففي حالة إصابة أي تلميذ أو معلّم أو عون إداري، فسيتم عزله على الفور، كما سيجري إخبار إدارة الطب المدرسي حتى تتخذ الإجراءات الطبية المناسبةquot;.
بالمقابل، يشير quot;أحمد خالدquot; رئيس الاتحاد الجزائري لجمعيات أولياء التلاميذ، إلى أنّ هيئته طالبت بالنسج على منوال التجربة الإماراتية، حيث جرى تطعيم تلاميذ المدارس الحكومية والخاصة ضد فيروس ''أش 1 آن 1quot;، لذا يلّح البروفيسور بن عقيلة وquot;فوزي درارquot; رئيس المخبر الجزائري لمراقبة الأنفلونزا، على ضرورة المسارعة بتطعيم سائر المنتمين للمنظومة التعليمية خصوصًا الأطفال الذين يبلغ سنهم الخمس سنوات فما فوق، ورأى خالد في ذلك quot;خير وقاية تجنبا لأي كارثةquot;، علما أنّ اللقاحات التي يُفترض توفيرها، لا تزال في quot;خبر كانquot; رغم كل تعهدات وزارة الصحة الجزائرية.
- آخر تحديث :
التعليقات