طلال سلامة من روما: نجح الجهاز الإيطالي، حتى الآن، في إنقاذ أرواح مرضى كثيرين، أصيبوا بالتهاب رئوي حاد، في أستراليا ونيوزيلندا (86 في المئة من أصل مئة مريض في أستراليا و60 مريضًا في نيوزيلندا). أما نوع التهاب الرئة فهو ناتج عن الإصابة بالإنفلونزا المكسيكيّة. يعتمد الجهاز على إعطاء الاوكسيجين أي أنه يشفط ثاني أكسيد الكربون من الرئتين، من جهة، ويضمن بقاء الاوكسيجين من جهة ثانية. ابتكر الجهاز البروفيسور لوتشانو غاتينوني وفريقه، في قسم التخدير والإنعاش في مستشفى ماجوري في مدينة ميلانو. إيلاف أجرت معه حوارًا وهذه وقائعه:
* علامَيعتمد نظام هذا الجهاز؟
- يعمل الجهاز على إراحة الرئة بدلاً من إجبارها على العمل بوتيرة متعبة، وكأنها نظام أكسجة ميكانيكية عمياء. فكل ذلك يولد سيّئات أكثر من حسنات. ويعتبر الجهاز نموذجًا متطوِّرًا من جهاز يدعى quot;ايكموquot; (Ecmo)، وهو عبارة عن رئة إصطناعية تستند إلى الأكسجة الغشائية خارج الجسم، شاركنا في تطويره منذ سبعينات القرن الماضي قبل البدء باستعماله سريريًا منذ تسعينات القرن الماضي. في المقام الأول، تم استعمال quot;ايكموquot; لمعالجة حالات التهاب الرئة الحاد وأيضًا لمعالجة صدمات الحوادث (كما حوادث السير) التي تضع وظائف الرئة في خطر. ها هو الجهاز يستعيد مجده القديم بسبب التهاب الرئة الناجم عن الإصابة بالإنفلونزا المكسيكيّة.
* هل نوع أم حدة التهاب الرئة الناتج عن الإصابة بالإنفلونزا قد تضع حياة المريض في خطر؟
- نعم. ولا سيما إن أصابت تلك الشريحة الشبابية ما دون 30 عامًا من العمر. يصيب الالتهاب الغشاء الخلالي الرئوي وهو الغشاء الفاصل بين حويصلات الرئة حيث تتم عملية التنقية وتبادل الغازات فيعطي الدم ما يحمله من فائض ثاني أكسيد الكربون ويأخذ ما يحتاج إليه من أوكسجين. ان هذا النوع من التهاب الرئة لا يتحسن لا عبر تعاطي الأدوية ولا عبر أوكسيد النتريت الاستنشاقي. لكن، وبوساطة جهازنا، فإننا نستطيع معالجة المريض من دون صعوبات تذكر.
* هل تؤديquot;إراحةquot; الرئة دورًا رئيسًا في الشفاء؟
- نعم. يتوقف الجهاز عن العمل عندما يتم شفط 100 في المئة من ثاني أكسيد الكربون في الرئة. في موازاة ذلك، تدخل العمل عملية الأكسجة خارج الجسم وهي تتم بوساطة قسطرة يتم تثبيتها في القصبة الهوائية. في النهاية، تدخل الرئة مرحلة، نعرف عليها بمرحلة الثبات أي الراحة. وتسمح هذه الحالة للرئة الشفاء ببطء وتدريجيًا.
* هل من المتوقع أن يؤازر هذا الجهاز حملة التلقيح ضد إنفلونزا المكسيك، واسعة النطاق، التي ستبدأ قريبًا هنا؟
- لليوم ثمة جهازين لاراحة الرئة وإنعاشها قيد الاستعمال في مستشفى مدينة quot;مونزاquot; ومستشفى quot;سان ماتيوquot; بمدينة بافيا. بالطبع، سيتم وضع تشكيلة من هذا الجهاز في كافة مستشفيات ايطاليا الرئيسة استعدادًا لمواجهة أي حالة طوارئ ناجمة من تفشي فيروس إنفلونزا المكسيك وما ينجم عنه من تداعيات صحية خطرة على الرئتين أي الباب الرئيس لالتقاط هذا الفيروس!
* كم يبلغ سعر هذا الجهاز؟
- يبلغ سعر كل نموذج منه عشرة آلاف يورو. أتوقف للقول إن ثمة عدة شركات متعددة الجنسيات تستعد لانتاج نسخة quot;نقالةquot; منه، سعرها 50 ألف يورو تقريباً وتقوم بوظائف جهازنا نفسها.
* هل ينبغي التدرب على استعمال الجهاز؟
- هذا شرط غير قابل للمناقشة. ينبغي على الأطباء والممرضين القيام بدورة تدريبية لاستعماله بصورة سليمة. وإلا فإن أي خطأ في استعماله، بغض النظر عن الأعداد التي ستتوافر في المستشفيات الايطالية، يعرض المريض لتداعيات صحية سلبية. نحن أمام عملية حساسة لسحب كامل أكسيد الكربون من الدم!
التعليقات