يُعد الربو من أكثر الامراض التنفسية شيوعًا ، يساهم في انتشاره نمط العيش الرديء بسبب التلوث البيئي في المدن المكتظة والغذاء الغير صحي، وفي الامارات تزايدت نسبة الإصابة بالربو والحساسية خاصة خلال السنوات الماضية، حيث وصلت الى 13,5% بين السكان، بينما بلغت نسبة المصابين بحساسية الأنف إلى 19% ويرى بعض الاطباء ان انتشار استعمال الدخون والبخور بشكل كبير ومكثف في دول الخليج عامل رئيسي في انتشاره اضافة الى الاعتماد الغير الامن على المكيفات من اجل التبريد .
____________________________________________________________________________________

البكتيريا والطفيليات تنمو داخل المكيفات

quot;إيلافquot; التقت الطبيب محمد عبد العظيم اسماعيل المتخصص بأمراض الجهاز التنفسي فأشار الى ان الربو هو من quot;الامراض المزمنة quot; وهو quot;نتيجة التهابات في الشعب الهوائية بالرئتين. quot; ومن عوارضه الأزمات التنفسية المتكررة والشعور بضيق التنفس وإفراز المخاط بالرئتين والسعال و التعب عند بذل مجهود . مؤكدا ان احصاءات وزارة الصحة تشير الى ان 13,5% بين السكان مصابون بالربو و19 % نسبة المصابين بحساسية الأنف اي ان خمس السكان يعانون من مشكلات تتعلق بالتنفس وهي نسبة كبيرة .

إسماعيل أشار الى ان اكثر انواع الربو انتشارا في الامارات سببه استعمال الدخون والعطورات بشكل مبالغ حيث تتهيج الشعب الهوائية. وهو ما يعرف بتتهيج المسالك الهوائية Airways irritability حيث تصبح الشعب حساسة جدا لبعض المواد المهيجة فتضيق. ومن بين هذه المواد مخلفات الحيوانات والأبخرة والغبار والدخان. مشيرا الى ان مرضى الربو تكون شعبهم الهوائية حساسة جدا للمشحذات triggers لظهور الربو والتي تسبب لهم ظهور أعراضه وتسوء الحالة بعد ذلك. ومن بين هذه المشحذات شعر القطط وريش الطيور ودخان السجائر والقش والخشب والدهانات والبويات والمبيدات الحشرية والبيروسولات ومشتقات البترول مثل الثنر والغاز والجازولين والبنزين ومواد التنظيف وأكياس البلاستيك والكيماويات والألوان التي تضاف على الاغذية .

إسماعيل حذّر سكان الخليج من quot;البكتيريا والفطريات وغيرها من المشحذات التي تنمو وتتكاثر في أقنية وامدادات quot;المكيف quot; فتتحول الى مرتع لنقل الامراض quot; مشيرا الى ان quot;المكيف السبليت quot; اكثر امانا من المكيف المركزي الذي يتعذر عادة quot;تنظيفه وتعقيم اقنيته كما انه ينقل الهواء بين الغرف quot; مشيرا الى ضرورة quot; تعقيم الاقنية quot;من فترة لاخرى وليس مجرد صيانتها صيانه عادية مركزا على ضرورة استنشاق quot;الهواء الطبيعي النقي quot; حتى في الايام الحارة لان الاعتماد على quot;هواء المكيف لفترة طويلة دون التعرض للهواء الطبيعي يزيد من احتمالات الاصابة بالربو لا سيما عند الاطفال . quot;

وعن سبل الوقاية أشار إسماعيل الى ضرورة تجنب الأماكن الرطبة والعفنة التي تسبب نمو الفطريات والطفيليات ، والتأكد من خلو المكيفات من الفطريات . وتجنب الحجرات التي بها دخان أو طفايات السجائروالأماكن التي بها معطرات الجو أو البيروسولات أو الدهانات أو الورنيش أو مساحيق الغسيل ، مشيرا الى ان الرطوبة التي تتجاوز 50% داخل البيت أو المكتب. على نمو الكائنات الدقبقة التي تسبب في وقوع أزمة ربوية.
كما ركز على ضرورة استعمال الشفاطات في المطابخ والحمامات. و استعمال أجهزة ماصة الرطوبة وعدم فتح نوافذ السيارة أثناء السير في المدن والمناطق المزدحمة وأثناء ارتفاع الرطوبة بالجو.

أما أشرف محمد رضا استشاري الأمراض الحساسية في مستشفى ويل كير فأشار الى ان سبب الحساسية بشكل عام غير معروف ، غير ان من اسباب مرض الربوالرئيسية التدخين وانتشار الأتربة والأجواء الرطبة، وكذلك الاستعانة بهواء المكيفات وعدم تهوية المنازل بشكل جيد.
نجلى السجواني استشارية في الطب الأسري أشارت الى أن المرضى المصابين بالحساسية يشكلون نسبة عالية من المترددين على المراكز الصحية الأولية في الامارات وان الدول الخليجية من الدول المتوسطة في أعداد الإصابة بالمرض، وذلك بحسب طبيعة الأجواء الرطبة ووجود الغبار والأتربة واستخدام العطور والبخور بصورة كبيرة.

وأشارت السجواني إلى أن المصابين بأمراض الحساسية يمثلون أفراد المجتمع كافة ومن أعمار مختلفة، وأن مراكز الرعاية الصحية الأولية تهتم بصورة كبيرة بمرضى الحساسية من خلال وضع خطة عملية مدروسة يسير عليه الأطباء وإدخال أدوية جديدة لم تكن مدرجة ضمن قوائم الوزارة من قبل لعلاج المرضى. وقالت إن المراكز الصحية تقوم بصورة مستمرة بتوعية وتعليم المرضى وذويهم بكيفية استخدام جهاز البخاخ وتدريبهم على كيفية استخدام سعة التنفس وتسجيل النتائج في مفكرة خاصة بالمريض قبل وبعد استخدام البخاخ.

وبالعودة الى المصادر الطبية يوجد ثلاثة أشكال رئيسية من الربو اهمها : الإعاقة في المسالك الهوائية و الالتهاب وتهيج المسالك الهوائية.
الإعاقة في المسالك الهوائية Airway obstruction: حيث تكون أربطة العضلات حول المسالك الهوائية مشدودة لدرجة الهواء يمر بصعوبة في القصبة الهوائية. مما يجعل الشخص يتنفس بصعوبة لقلة وجود الهواء بالرئتين. وعندما تضيق المسالك والقصبات الهوائية يحدث صفير أثناء التنفس وعند مرور الهواء.ولحسن الحظ هذا الضيق يتحسن في حالة الربو عكس مايحدث في حالتي الالتهاب الرئوي والإنتفاخ الرئوي (الأمفيزيما) emphysema.)
اما الالتهاب Inflammation: الأشخاص المصابون بالربو تصبح شعبهم الرئوية منتفخة ومحمرة اللون. وهذا سببه التلف الذي يحدثه الربو مع الوقت بالرئتين. وعلاج هذا الالتهاب مفتاح السيطرة علي الربو.

وتهيج المسالك الهوائية Airways irritability فتضيق. ومن بين هذه المواد حبوب اللقاح ومخلفات الحيوانات والأبخرة والغبار والدخان. والتعرض للعدوي بالبرد والفيروسات والتهاب الجيوب الأنفية والمواد التي تسبب الحساسية وهذه المواد المسببة للحساسية يمكن استنشاقها بالرئة أو امتصاصها بالجلد لتدخل للدم فتسبب الحساسية. كما وجد أن زيادة الوزن تزيد معدل الإصابة بالربو.
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/