حذر باحثون من ان العمل في مكتب مفتوح مضر للدماغ ويمكن ان يخفض الانتاجية.
_______________________________________________________________________

توصلت دراسة بحثية الى ان زحمة العمل في المكاتب الحديثة يمكن ان تؤدي الى تردي أحوال الموظفين بنسبة 32 في المئة وخفض انتاجيتهم بنسبة 15 في المئة.واكتشف الباحثون ان المكاتب المفتوحة تطلق نشاطا نافلا في أدمغة الموظفين يمكن ان يعترض عملهم الحقيقي ويؤثر سلبا في أداء المهمات المكلفين بها.

وكان العمل بنظام المكاتب المفتوحة بدأ في خمسينات القرن الماضي وشاع بوصفه الطريقة المتعارف عليها الآن في تصميم المكاتب.
كما ذهب الباحثون الى ان منضدة المكتب النظيفة والعارية يمكن ان تقلص حجم دماغ الموظف.وأجرى الباحثون اختبارا على الصحفي التلفزيوني والناقد المعماري البريطاني توم ديكهوف باستخدام طاقية الكترونية لحساب موجات الدماغ اثناء عمله في مكتب مفتوح. ورصد العلماء الذي اجروا الاختبار حدوث نوبات حادة من عدم التركيز.

وقال عالم الاعصاب جاك لويس الذي اجرى الاختبار ان المكاتب المفتوحة صُممت على أساس ان الموظفين يستطيعون التحرك فيها والتفاعل بحرية لتشجيع التفكير الخلاق وحل المشاكل بطرق افضل. ولكنه اضاف ان الحقيقة غير ذلك مبينا انه إذا شرع الموظف في انجاز عمل ما ثم يرن هاتف آخر في القاعة فانه يفسد نوعية العمل الذي تركيز الموظف منصبا عليه. وحتى إذا كان الموظف منهمكا وقتذاك فان الدماغ يستجيب دون علمه لكل ما يلهي في الخلفية.

ولعل من الضار ان تمنع المكاتب الحديثة موظفيها ايضا من وضع زينة شخصية على الجدار أو المنضدة. وتنقل صحيفة الديلي تلغراف عن العالم النفسي كريغ نايت من جامعة اكستر ان السماح للموظفين بشخصنة حيز عملهم يمكن ان يحسن اداءهم في المكتب.

وقال الدكتور نايت ان الشركات تحب الفكرة القائلة باعطاء موظفيها فضاء نظيفا للعمل يكون موحدا بلا ملهيات. ولكن التجارب التي أجراها فريقه من الباحثين اظهرت ان الموظفين يستجيبون استجابة أفضل في الفضاءات التي زُينت بالصور والمزروعات. وإذا سُمح لهم بتزيين حيزهم بمقتنياتهم الخاصة فان ذلك يحسن احوالهم بنسبة 32 في المئة وانتاجيتهم بنسبة 15 في المئة لأنهم يستطيعون التواصل مع محيطهم ويشعرون بالارتياح وبالتالي يتمكنون من التركيز.

واجرى البروفسور فريد غايج من مختبر علم الوراثة في معهد سولك بولاية كاليفورنيا الاميركية ابحاثا في هذا المجال بمقارنة ادمغة فئران وضعت في اقفاص نظيفة عارية مع فئران في بيئة تحفيزية. وقال انه لاحظ بعد شهر ان ادمغة الفئران التي تعيش في بيئة تحفيزية نمت بنسبة 15 في المئة موضحا ان منطقة الدماغ تغتني بالأوعية الدموية ونشوء خلايا عصبية جديدة.

واعرب البروفيسور غايج عن اقتناعه بأنه إذا تمكن العلماء من إثبات هذه النتائج في البشر ايضا فانه يبين ان البيئة التحفيزية ترفع الأداء والقدرات الى المستوى الأمثل.