توصل العلماء الى تقنية زرع الخلايا بهدف ترميم خلايا عضلة القلب التالفة إثر نوبة قلبية.


تمكن علماء من تحقيق اختراق طبي جديد يتيح ترميم عضلة القلب التالفة إثر نوبة قلبية بزرعها بخلايا جذعية. وتبشر هذه الطريقة البسيطة التي تجبر القلوب بالمعنى الحرفي لا الاستعاري للكلمة بتقريب امكانية العلاج التجديدي لإزالة آثار النوبة القلبية خطوة من ترجمتها على ارض الواقع.

وتستخدم الطريقة الرائدة خلايا المريض نفسه لتنمية عضلة القلب من جديد بعد تلفها في نوبة قلبية.
والى جانب تقليل حجم التلف في القلب الذي عادة ما يكون تلفا دائما بعد الاصابة بنوبة قلبية فان هذه الطريقة أدت الى نمو عضلة جديدة ايضا.

ويمكن ان تحدث نتائج الاختبارات انقلابا في حياة ملايين الأشخاص الذين يعانون من الآثار المدمرة للنوبة القلبية. ويتعرض سنويا لمثل هذه النوبات نحو 124 الف شخص في بريطانيا وحدها. وعندما تُصاب عضلة القلب بتلف أو يعتريها الضعف بعد نوبة فان ذلك يمكن ان يسفر عن عجز في القلب.

واظهرت الاختبارات على مرضى أُصيبوا بنوبات أخيرة ان زرقهم بخلايا جذعية من نسيج سليم من قلب المريض نفسه أدى الى تصليحات كبيرة للتلف الذي احدثته النوبة.

ونقلت صحيفة الديلي اكسبريس عن ادواردو ماربان مدير معهد سيدار سايناي لأبحاث القلب في لوس انجيليس الذي قاد فريق الباحثين الاميركيين ان تصليح التلف كان كبيرا والمفاجأة ان حجم التصليحات كان أكبر في البشر منه في حيوانات الاختبار.

واضاف ماربان ان هذا الاختراق يطعن بالاعتقاد السائد بأن أثر النوبة يكون دائما وان عضلة القلب لا يمكن ان تُرمم الى حالتها السابقة. وأُجريت الدراسة بالأساس لتقييم عوامل السلامة وجاءت بعد اختبارات مماثلة في كلية الطب بجامعة هارفرد.

وستركز دراسات تالية على البحث في ما إذا كان العلاج بالخلايا الجذعية يساعد مرضى النوبات القلبية الذين يصابون لاحقا بعجز قلبي عندما لا يكون القلب قويا بما فيه الكفاية بعد النوبة لضخ الدم الى انحاء الجسم بالكمية المطلوبة متسببا في الإجهاد واللهاث.

وقال البروفيسور جيريمي بيرسن من معهد ابحاث القلب في بريطانيا ان الوقت ما زال مبكرا وان هذه الدراسة ستحتاج الى متابعة بكل تأكيد ولكنها يمكن ان تكون نبأ سارا لمرضى النوبات القلبية الذين يواجهون الأعراض المنهكة لعجز القلب.

وتتسم الخلايا الجذعية بالقدرة على التحول عمليا الى أي نوع من خلايا الجسم. ويمكن جمعها من خلايا ناضجة في نخاع العظم أو غيره ثم اعادة زرعها في المريض دون خوف من ان يرفضها الجسم.