إنها العودة إلى نقطة الصفر بالفعل، حيث تبيّن، وبعد مرور أكثر من شهر على تكليف زعيم الأكثرية رئيستيار المستقبل وكتلته النيابية سعد الحريري الثاني، أن رئيس التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح ميشال عون لم يتخل عن هذا المطلب، وقد أعلن عن ذلك صراحةً إثر اجتماع نواب التكتل يوم الاربعاء الماضي، على الرغم من أن المعلومات الصحفية المتداولة كانت تتحدث عن تفاهم مع الحريري يقضي بإسناد وزارة الاتصالات الى احد الوزراء المحسوبين ضمن حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على أن يعطى عون أربع حقائب أساسية .

بيروت: بعد استقباله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء أول من أمس، قال رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل أمس في معرض الحديث عن تشكيل الحكومة الجديدة: quot;لقد اعادتنا المعارضة إلى نقطة الصفر بعد قطع شوط الى الأمام بوضعها عراقيل جديدة مما يدل ان لديها نية للتعطيل متسترة وراء المطالبة بحقيبة معينة او توزير شخص quot; .

قد يكون تصريح الجميل افضل تعبير عما وصلت إليه اللقاءات والاتصالات التي اجراها الحريري مع القيادات والقوى المعنية، حيث تبيّن انها عادت لتصطدم بالعقدة السابقة التي تحكمت في مسار التكليف الأول والمتمثلة بحقيبة وزارة الاتصالات، والتي جعلت رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون يرفع الصوت عاليًا امام رفض الحريري ابقاءها مع التكتل ومعارضته توزير الراسبين، مهددًا بألا تقوم قيامة لحكومة من دون حصوله على وزارة الاتصالات وفي يد من يشغلها حاليًا في حكومة تصريف الأعمال صهره الوزير جبران باسيل .

وكان العماد عون يحرص على إشاعة مناخات ايجابية بعد لقاءاته مع الحريري وقد المح اكثر من مرة الى قرب تشكيل الحكومة رافضًا الإفصاح عما تم التوصل إليه بينه وبين الرئيس المكلف، مشيرًا الى انه لا يرغب quot; التشويش quot; على مهمة من يقوم بتأليف الحكومة مشبهًا إياه بـquot; قائد الطائرة quot; الأمر الذي حدا أحد السياسيين المخضرمين الى التساؤل اذا ما كان quot;الجنرالquot; قدتسرع في وصفه هذا من منطلق أن قائد الطائرة هو صاحب الدور الأول في التحكم بطائرته التي على الركاب الجلوس على مقاعدهم واتباع تعليماته .

لم تقتصر quot; مفاجأة quot; عون القديمة ndash; الجديدة على تكرار تمسكه بوزارة الاتصالات اذ أضاف اليها ما بدا تبدلاً في quot; أيام العسل quot; التي طبعت علاقته مع الحريري في الفترة السابقة إذ راح ينتقد quot; من يؤلفون الحكومة على مخططهم الذي يريدون ان يركبوا كل الناس وفقًا له ولا يؤقلمونه مع القوى الأخرى quot; - على حد قوله - لافتًا الى quot;انهم قد يظلون مئة سنة وقد تنتهي مدة البرلمان ولا تتألف الحكومة على هذا المنوال quot; .

ويقر نائب بارز في quot; حزب الله quot; لـquot; إيلاف quot; بأن ما يحول دون المضي قدمًا في عملية تشكيل الحكومة هو المشكلة المزمنة الكامنة في وزارة الاتصالات ، رافضًا في الوقت نفسه ما صدر عن قوى ونواب في الأكثرية اعتبروا ان الايجابية التي تعمل المعارضة على اشاعتها عبر الايحاء بقرب ولادة الحكومة ما هي إلا quot; قناع quot; يخفي رغبة في التعطيل وعدم قيام حكومة وهذا ما عبر عنه الجميل وتبعه رئيس الهيئة التنفيذية لـ quot; القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع حيث قال quot; ان فريق 8 آذار لا يريد حكومة حتى لو اضاء الرئيس المكلف سعد الحريري أصابعه العشرة quot; .

ويوضح النائب البارز في quot; حزب الله quot; ان المقصود بـ quot; الإيجابية quot; هو التبدل الحاصل في مقاربة الرئيس المكلف الجديدة للمهمة الموكلة اليه ، وانفتاحه على سائر الاطراف والحرص على محاورتهم وابعاده مجريات التأليف عن السجال الإعلامي ، الا ان المطلوب والمنتظر منه هو كيفية ترجمة هذه الإيجابية الى واقع ملموس يخرج الحكومة من قمقمها .

الكلام عن إيجابية المعارضة في التعاطي مع الملف الحكومي توقف عنده عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق في quot; لقاء الأربعاء quot; الماضي الذي عقده رئيس البرلمان نبيه بري مع النواب اذ سأل الحاضرين quot; أين هي التسهيلات التي تقدمها المعارضة للرئيس المكلف quot; ، الأمر الذي استرعى انتباه اكثر من نائب في المعارضة قال على أثره ان طبخة الحكومة لم تنضج بعد ويلزمها المزيد من الوقت .

النائب المشنوق شرح لـquot; إيلاف quot; ما عناه بسؤاله قائلاً : quot; أخذوا الثلث المعطل ، ويريدون توزير الراسبين ومصرون على الاحتفاظ بوزارة الاتصالات ويطلبون من الرئيس الحريري الذهاب الى دمشق ثم يحدثونك عن تسهيلات وحرص على مساعدة الرئيس المكلف في مهمتهquot; .