واشنطن: رأى نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان أن quot;عامل الوقت الطويل الذي مر لتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة قد يكون عنصراً ايجابياً بالنسبة إلى اللبنانيين لأنه قد يعني أنهم بدأوا يفهمون بعضهم بعضاًquot;، لافتاً إلى أن quot;هذا ما لاحظه من خلال قراءته للبيان الوزاريquot;، مشدداً على أن quot;الوقت حان ليلتف اللبنانيون حول أجندة وطنية داخليةquot;. أمل في أن quot;يبدأ اللبنانيون مرحلة جديدة من التطلع إلى الداخل وأن يتوقفوا عن التفكير بماذا يعتقد الأميركيون أو السعوديون أو السوريون أو أي عنصر خارجي، بل التفكير بماذا يحتاج اليه اللبنانيونquot;.

فيلتمان، وفي حديث إلى صحيفة quot;الحياةquot;، وصف العلاقة مع سوريا بأنها quot;طبيعية أكثر من السابق وعلى أكثر من صعيد، وهناك قنوات حوار عدة فتحت، أي أن هناك اليوم حواراً متعدد الجوانب، وهناك زيارات رسمية متبادلة، ولم تعد مثل هذه الزيارات شيئاً نادراً، وهذا عنصر ايجابي ومفيد، المهم اننا اليوم نتحدث بعضنا مع بعض، وليس على بعضنا بعضاً، وهذا افضل لنا ولسوريا وكذلك للبنانيين، وإذا كان اللبنانيون قلقين من أن حواراً قريباً مع سوريا نحن في صدده اليوم فإنه على اللبنانيين أن يعلموا أن حوارنا مع السوريين لن يكون على حسابهم على الإطلاق، بل هو حوار حول مسائل الخلاف بيننا وبينهم، وهذا الحوار هو لبناء علاقة صحيحة بيننا وبين السوريين وهي بالتأكيد ليست على حساب اللبنانيينquot;.

وتابع فيلتمان quot;هذا لا يعني اطلاقاً أن خلافاتنا العميقة حُلَّت، او أنها ستحل بين ليلة وضحاها، وخذي على سبيل المثال قضية حزب الله، ففهمنا لدور حزب الله مختلف جداً عن فهم سورية لهذا الدور، وبالنسبة الى إيران فإننا نختلف جداً مع السوريين حول فهمنا وقلقنا من برنامج ايران النووي وأعطينا ايران الخيار وعليها أن تقرر. نحن لا نحاول تغيير النظام، بل اننا نفكر بطريقة خلاقة بالنسبة الى الحوار مع إيران، وطبعاً السوريون مختلفون عنا بنظرتهم الى إيران، لأن لديهم تعاوناً وثيقاً مع إيرانquot;.
ورداً على سؤال حول فعالية العقوبات الاقتصادية على ايران، أجاب فيلتمان: quot;لا بد من ان يكون هناك عقاب لأي بلد لا يتعاطى بمسؤولية مع المجتمع الدولي وإلا فشل النظام العالميquot;. وحول دور تركيا في الحوار مع ايران، أكد فيلتمان انها quot;تلعب دوراً مهماً جداً في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه، وهذا ما شاهدناه في العراق. وتركيا لديها علاقات في المنطقة نستطيع من خلالها دعم أمن المنطقة واستقرارهاquot;، مشدداً على انه ليس هناك وقت محدد لانتهاء العمل بالعقوبات إذا ما فشل الحوار مع إيران.

وبالنسبة الى الاعتداء الحوثي على المملكة العربية السعودية، أكد فيلتمان أنه quot;يحق لكل دولة مستقلة ذات سيادة، الدفاع عن هذا الاستقلال والأمنquot;، مشيراً الى ان quot;الولايات المتحدة لا تملك أية أدلة حول مساعدة إيران للحوثيينquot;، وشدد على أهمية استقرار اليمن، مشيراً الى قلق الإدارة الأميركية من الإرهاب داخل الصومال وأي علاقة بين الإرهابيين في الصومال واليمن. وأشار الى أن quot;القتال بين الحوثيين والدولة اليمنية سينتهي في وقت ما وأنه من المهم جداً بدء عملية سياسية داخل اليمن حيث تأخذ الحكومة اليمنية خطوات نحو جميع اليمنيين لتظهر انهم يستطيعون الحصول على الخدمات نفسها. ونحن نرغب في العمل مع اليمن والمجتمع الدولي لمساعدة الحكومة اليمنية للتأكد من أنها تمتلك المصادر والقدرة على تقديم الخدمات لجميع اليمنيينquot;.

و اعتبر فيلتمان ان الخطر الأكبر الذي يهدد منطقة الخليج هو عدم معرفة النيات الحقيقية الإيرانية، وتاريخ ايران في دعم الانفصاليين والإرهابيين خارج ايران، مضيفاً quot;لكنها ليست المشكلة الوحيدة عندما نتحدث عن أمن الشرق الأوسط واستقرارهquot;. وقال فيلتمان: quot;لا نرغب في اللجوء الى الخيار العسكري بالنسبة الى حل أزمة ايران النووية بل نأمل بأن يتحقق هذا الحل من خلال الحوارquot;، مؤكداً ان quot;الولايات المتحدة تطلع أصدقاءها في المنطقة على ما يستجد في اجتماعاتها مع الإيرانيين لأن هذا من شأنه تعزيز التواصل بين الجانبينquot;.