أعلن لبنان وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبه ان لا شيء جدياً في ما يخص الانسحاب الاسرائيلي من الجزء الشمالي لبلدة الغجر الواقعة ضمن الاراضي اللبنانية وأوضح مصدر عسكري لبناني لـ quot; إيلاف quot; أن الحركة الإسرائيلية الأخيرة لا تعدو كونها مناورة لكن بطبعة منقّحة أدخلت فيها عبارة quot; الانسحاب التجريبي quot; وهذه بدعة بعيدة عن المنطق العسكري، لتضاف الى سلسلة المناورات السابقة التي لجأت اليها quot; تل أبيب quot; لأغراض مشبوهة تهدف من ورائها إلى توسيع رقعة الخلاف على الساحة اللبنانية حول سلاح المقاومة.

بيروت:أعلن كل من لبنان وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبه ( يونيفيل ) ان لا شيء جدياً في ما يخص الانسحاب الاسرائيلي من الجزء الشمالي لبلدة الغجر الواقعة ضمن الأراضي اللبنانية ، كما لا توجد أي تحركات على الأرض تشير الى قرب حصول مثل هذا الانسحاب .

يأتي هذا الموقف اللبناني والدولي رداً على ما صدر عن اسرائيل في الايام القليلة الماضية عن عزمها القيام بانسحاب quot; تجريبي quot; من بلدة الغجر وتسليمها الى quot; اليونيفيل quot; على ان تنجز انسحابها الكامل في حال تأكدت من مقدرة الأخيرة على ضبط الأمن والنجاح في منع عناصر من quot; حزب الله quot; التسلل الى المنطقة.

وقال الناطق الرسمي باسم quot; اليونيفيل quot; اندريا تيننتي لـ quot;إيلاف quot; إن الأمور في منطقة الغجر باقية على حالها ولم يطرأ عليها أي تغيير ، فيما لا تزال قيادته تنتظر رداً اسرائيلياً واضحاً على الخطة التي وضعتها قوات الطوارئ الدولية العام الماضي والمتعلقة بالآلية التي ستتبع في إدارة هذا الجزء بعد زوال الاحتلال عنه ، خصوصاً ان هناك تداخلاً واضحاً بينه وبين الجزء الجنوبي الذي سيبقى محتلاً من قبل اسرائيل ، مشيراً الى ان لبنان أبدى تجاوباً مع هذه الخطة.

ومن المعروف ان سكان بلدة الغجر وعددهم 2500 نسمة سوريون ينتمي معظمهم الى الطائفة العلوية وقد منحوا الجنسية الاسرائيلية بعد احتلال القوات الاسرائيلية الجولان وتحويل المنطقة الى محافظة اسرائيلية.

وأظهرت دراسات قامت بها quot; اليونيفيل quot; ان العديد من عائلات الغجر يتوزعون في شطريها . كما ان الانسحاب الاسرائيلي في حال حصوله يطرح اسئلة حيوية منها كيفية الإبقاء على التواصل بين هذه العائلات ، وكذلك الاستفادة من الكهرباء والماء اللتين توفرهما السلطات الاسرائيلية لهؤلاء السكان بالاضافة الى الخدمات الطبية والتعليم . وكان عدد من وجهاء وابناء الغجر تظاهروا أكثر من مرة تعبيراً عن رفضهم جعل البلدة قسمين مطالبين الابقاء على وضعهم الحالي من دون تعديل بانتظار الحل الشامل والنهائي الذي يعيد الجولان الى سوريا .

هذا واستبعد مصدر عسكري لبناني ان تكون اسرائيل عازمة على الانسحاب من الغجر لاعتبارات عدة ، منها انها تؤثر البت بأمرها في اطار التوصل إما الى تسوية شاملة في المنطقة أو حل لقضية الجولان في اطار المفاوضات مع سوريا ، كما تبدي تخوفها من عودة quot; حزب الله quot; الى المنطقة وقيامه بعمليات عسكرية تستهدف قواتها كما حصل في العام 2005 حين انسحبت إسرائيل منها تنفيذاً للقرار 425 وبعد رسم الامم المتحدة quot; الخط الأزرق quot; المسمى خط الانسحاب الاسرائيلي من لبنان ، ناهيك عن حرصها الاحتفاظ بهذه البلدة وكذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لأهمية هذه المناطق الاستراتيجية بالنسبة اليها .

وأوضح المصدر العسكري اللبناني لـ quot; إيلاف quot; أن لبنان لم يتبلّغ حتى الساعة من quot; اليونيفيل quot; أي شيء بخصوص الانسحاب المزعوم ، وبالتالي فإن الحركة الاسرائيلية الأخيرة لا تعدو كونها مناورة لكن بطبعة منقحة هذه المرة ادخلت فيها عبارة quot; الانسحاب التجريبي quot; وهذه بدعة بعيدة عن المنطق العسكري ، لتضاف الى سلسلة المناورات السابقة التي لجأت اليها quot; تل أبيب quot; لأغراض مشبوهة تهدف من ورائها توسيع رقعة الخلاف على الساحة اللبنانية حول سلاح المقاومة ، من منطلق تغليب حجة الفريق المطالب بزواله تعزيزاً لسلطة الدولة والشرعية ، عبر الايحاء بأن بإمكان الوسائل الدبلوماسية والحوار تحرير الاراضي المحتلة من دون الحاجة الى المقاومة وسلاحها.