الملاحقات القضائية تتحرك ضده من آسيا الوسطى إلى أميركا اللاتينية
حزب الله لـ quot; ايلاف quot;: دول خليجية ستدخل على خط الدعاوى

علي حلاوي من بيروت: لا تخفي قيادة حزب الله استغرابها عند تلقيها أي نبأ أو خبر صحافي عن اعتقال افراد او شبكات مفترضين من عناصرها في دول العالم بتهم القيام بعمليات سابقة او التخطيط لضرب اهداف جديدة لمقرات اميركية ndash; اسرائيلية انتقاماً لاغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية. وقد راقب حزب الله الإنتشار السريع لفيروس محاكمته عبر القارات ، وصولا إلى إعادة فتح ملف التحقيقات في تفجير المركز اليهودي في بيونس ايرس بداية التسعينات بعد 15 عاماً على حصوله، والذي تم توجيه اصابع الاتهام فيه إلى الحزب. كان الملف الارجنتيني اعتبر في تلك الحقبة الادسم لاجهزة الاستخبارات والاعلام الدولية، وتحديداً الاميركية، والاسرائيلية، وشكل الطريق الاقصر للهجوم الدولي على حزب الله لادخاله منظومة المنظمات الراعية أو المتورطة في الارهاب، الامر الذي لم تنجح فيه حتى الآن الدولتان ( اسرائيل والولايات المتحدة) على ما يرى الحزب.

غير ان الاتجاه يسير كما يبدو نحو المزيد من فتح الملفات الخارجية سواء التي يتورط فيها الحزب مباشرة او مداورة وصولاً الى quot;فبركةquot; قضايا وتهم لتشويه صورته كمقاومة، وذلك بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب عام 2000، ودخول الحزب معترك الحياة السياسية في لبنان وفرصته الكبيرة في الفوز بالغالبية النيابية في السابع من حزيران/ يونيو الجاري بما يحوله وحلفاءه الحاكم الفعلي في لبنان.

وكانت كرّت سبحة فتح الملفات الخارجية للحزب بعد اغتيال مغنية في شباط 2007 مستفيدة من التهديد العلني التي أطلقها أمينه العام السيد حسن نصرالله وهو يقف امام نعش مغنية بالانتقام من اسرائيل في الزمان والمكان المناسبين. منذ ذلك التاريخ ايقن الاسرائيليون ان بعثاتهم الدبلوماسية ومصالحهم في الخارج ستكون من ضمن أهداف الحزب الانتقامية، ففعلت اسرائيل عمل اجهزة استخباراتها واتخذت تدابير واجراءات قصوى لحماية مكاتبها التمثيلية وافراد جاليتها وتحديداً في دول قارة اميركا الجنوبية، الارجنتين، كولومبيا، البرازيل وغيرها. ولكن بعد اكثر من عامين على اغتيال مغنية وعلى وقع الدعاوى القضائية بحق الحزب التي تنبت في محاكم اوروبية واميركية، اتجهت الانظار الى مصر حيث اعتقلت السلطات العضو في الحزب سامي شهاب بتهمة تكوين خلية quot;حزب اللهquot; وتهريب الاسلحة الى قطاع غزة عبر الاراضي المصرية، وسارع السيد نصرالله حينها الى تبني شهاب واعتبار توقيفه والحملة على الحزب بأنها تأتي ضمن مخطط عالمي للنيل من سمعة الحزب.

وبمجرد سكون الجبهة المصرية وسلوك طريق شهاب المعبر القضائي كانت مجلة quot;دير شبيغلquot; تنشر تقريرها الذي جرى تداوله قبل عامين، وتضمن اتهاماً مباشرا للحزب عبر مصادر في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005. وسرعان ما وصف الحزب الاتهام بأنه quot; فبركة بوليسيةquot; تخدم اسرائيل، ليحسم السيد نصرالله الامر بعد ذلك بقوله quot; سنتعامل مع اي اتهام لنا باغتيال الرئيس الحريري بانه اتهام اسرائيليquot;. وفعلاً تبخر حبر تقرير quot;دير شبيغلquot; على ابواب قصر المختارة حين وصف رئيس quot;اللقاء الديمقراطي quot; النائب وليد جنبلاط التقرير بأنه محاولة لزرع الفتنة، ليتبعه بعد ايام من عدم التعليق كلام لرئيس quot;تيار المستقبلquot; سعد الحريري بتأكيده على وصف جنبلاط. ولم تكد تهدأ جبهة المحكمة الدولية حتى تلقت قيادة الحزب اتهاماً آخر مصدره دولة آذربيجان، حيث اعلنت السلطات اعتقال مجموعة من ضمنها لبنانيون ينتمون الى quot;حزب اللهquot; تخطط لضرب اهداف غربية في اذربيجان ومنها محاولة تفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة باكو.

ورداً على الاتهام الأذري للحزب وما يزامنه من بدء محاكمة مجموعة في المغرب متهمة بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي - وبين اعضاء المجموعة مراسل قناة quot;المنارquot; عبد الحفيظ السريتي- يستبعد مصدر في الحزب خلال عرضه وجهة نظره لـ quot; إيلافquot; أن يرد quot;حزب اللهquot; على اي اتهام يوجه إليه من الخارج ، خصوصاً اذا ما كان يتعلق بأمور قضائية او غيرها، بينما كان لا بد من الرد على اتهام quot;دير شبيغلquot; لتأثيره الكبير في الوضع اللبناني وللهدف الذي يتطلع إليه مسربو التقرير الملفق، وهو زرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة quot;.

ويشير المصدر quot; الى ان قيادة الحزب اتخذت ذلك القرار عن اقتناع تام بأن فتح المجال للرد والتعليق على مثل تلك الاتهامات لن يجدي نفعاً في المستقبل ، خصوصاً بعدما تلقت معلومات عن التحضير لإطلاق عشرات التلفيقات والتهم من خلال بثها ونشرها في وسائل الاعلام المختلفة، وكلها ترمي إلى النيل من الحزب مباشرة في ضوء سعي جدي من الاسرائيليين والاميركيين لتحويل الحزب في أذهان الرأي العام العربي والعالمي منظمة ارهابية،وذلك تمهيداً لملاحقة قادته وافراده ولا سيما بعد الفوز المرتقب في الانتخابات النيابية اللبنانية، الأمر سيؤدي الى تضييق الخناق على المسؤولين في الحزب وتقييد تحركهمquot;.

ويتوقع المصدر في quot;حزب اللهquot; ان تدخل دول عربية خليجية تحديداً quot;على خط تحريك دعاوى قضائية قديمة ضد الحزب استكمالاً لسياسة تطويقهquot;.