الانتخابات اللبنانية: سوريا وإيران تتحدثان عن الرشوة والأكثرية الشعبية
رئاسة البرلمان شبه محسومة لبري وإتجاه لتولي الحريري الحكومة


التوافق على التهدئة هو سيد الموقف بين زعماء الحوار في لبنان

إسرائيل:العبرة في سلوك الحكومة اللبنانية وليس في النتائج فقط
سيزر لإيلاف: النتائج لم تغير جوهر الأوضاع في لبنان

اسرائيل : الحكومة اللبنانية المقبلة مسؤولة عن أي نشاط عسكري ضدّها

عون ربح 20 نائباً وخسر الزعامة

بيروت، الوكلات: في ظل أجواء التهدئة التي سادت الساحة السياسية اللبنانية بعد انتخابات نيابية اتسمت بحدة وحشد قياسيين، بدأ الحديث عن استحقاقات المرحلة المقبلة: رئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة. وفيما بدا انتخاب الرئيس الحالي للبرلمان نبيه بري، رئيس حركة امل مجددا شبه محسوم، بدا زعيم الاكثرية الحالية سعد الحريري الاوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.

وقال نهاد المشنوق الفائز بمقعد نيابي عن دائرة بيروت الثانية ممثلا quot; تيار المستقبل quot; ان الاجواء في لبنان ما بعد الانتخابات تشهد quot; اكثر من تهدئة quot; مشيرا الى quot; خطوات تمت على طريق التفاهم quot;. وحول فرص انتخاب quot; كتلة المستقبل quot; البرلمانية بري مجددا لرئاسة المجلس قال المشنوق ان quot; لا تشاور حتى الان في هذا الموضوع، لكن كل العناوين تذهب في اتجاه ايجابي quot;.

وتعتبر اعادة انتخاب بري، الذي امضى 17 عاما في رئاسة المجلس، شبه محسومة لان قوى 8 اذار المعارضة نالت 57 مقعدا في المجلس المقبل فيما حصل على دعم كتلة quot;اللقاء الديمقراطيquot; برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط التي فازت ب11 مقعدا، ما يعطيه الغالبية المطلقة من اصوات المجلس.

وتنتهي ولاية المجلس الحالي في 20 حزيران/يونيو، ويتم انتخاب الرئيس بالغالبية المطلقة. وينص النظام الداخلي على دعوة الاعضاء الجدد لمجلس النواب في مهلة أقصاها 15 يوما من بدء ولايتهم. ويضم البرلمان اللبناني الذي انتخب اعضاؤه الاحد 47 وجها جديدا من اصل 128 نائبا لم يكونوا في المجلس. واظهرت النتائج النهائية للانتخابات النيابية التي جرت الاحد في اجواء تنافس شديد، فوز لوائح قوى 14 اذار الممثلة للاكثرية بغالبية 71 نائبا من اصل 128 ما يخولها تسمية رئيس الحكومة المقبلة في شكل لا لبس فيه.

وسجلت بعثات دولية كثيرة لمراقبة الانتخابات اللبنانية مخالفات عديدة تشمل عمليات شراء الأصوات. وعزا بعض الخبراء أحد أسباب هزيمة المعارضة في الانتخابات النيابية اللبنانية إلى تخوفات تراود الكثير من اللبنانيين مفادها أن لبنان سيصبح جمهورية إسلامية على غرار إيران في حال وصول حزب الله إلى الحكم. ومن الواضح أن تشكيل الحكومة الجديدة سيمثل امتحانا عسيرا بعدما ألمح تحالف 14 مارس الفائز في الانتخابات النيابية أنه لا يعارض انضمام المعارضة إلى الحكومة ولكن من دون أن يكون لها حق النقض. وهكذا فإن المعركة الحقيقية قادمة لا محالة.

وقال نهاد المشنوق ان نتائج الانتخابات النيابية اعطت سعد الحريري quot;الحق كاملا وفي شكل غير منقوص لان يسمي نفسه او يسمي غيرهquot; لرئاسة الحكومة المقبلة. ويرى العديد من المراقبين ان كل الاجواء تسير في اتجاه تولي سعد الحريري رئاسة الحكومة المقبلة، والا فلحليف له يجري ايضا تداول اسمه هو نجيب ميقاتي رئيس الحكومة الاسبق والفائز حاليا عن دائرة طرابلس. ومن جانب اخر، تتصدر العناوين في هذه المرحلة ايضا مسألة quot;الثلث الضامنquot; الذي حصلت عليه المعارضة في اطار حكومة الوحدة الوطنية التي اعطت الاقلية البرلمانية ثلث الاعضاء زائد واحد، وهو ما تسميه الاكثرية quot;الثلث المعطلquot; لانه يسمح لمن يملكه بتعطيل القرارات الحكومية الكبرى.

وقال المشنوق في هذا الصدد انه لن يكون هناك quot;لا اكثرية لاغية (بمعنى الثلثين) ولا ثلثا معطلا لاحدquot;، في اشارة الى التقارير التي تحدثت عن احتمال اعطاء هذا الثلث لرئيس الجمهورية ميشال سليمان. واجواء التهدئة التي سادت المشهد السياسي في لبنان مستمرة بعد الانتخابات النيابية الحامية والتجاذب الكبير بين انصار المعارضة والموالاة، وتوجت مساء الاثنين بموقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اعلن قبوله نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية داعيا الى التعاون.

وبعد تردد قصير على مايبدو، عادت وكالتا الأنباء السورية والإيرانية إلى تناول ملف الانتخابات اللبنانية، ولكنها رغم إبرازها فوز قوى 14 آذار، إلا أنها ركزت على quot;الأموالquot; التي أنفقت في هذه الانتخابات. فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية خبراً الثلاثاء حول صحفي سوري يقول إن فوز قوى 14 آذار، أو الموالاة جاء quot;مرده إلى الرشوة والتهويل.quot;

ونقلت الوكالة عن الصحافي السوري زياد أبو شاويش الثلاثاء قوله quot;إن فوز ما يسمى بقوى 14 آذار في الانتخابات البرلمانية اللبنانية يعود إلى عدة عوامل منها التهويل الذي مورس على اللبنانيين، والرشوة التي استخدمت من قبل هذا الفريق.quot; وأشارت الوكالة الإيرانية إلى كلمة الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وأنه لفت في كلمته المتلفزة مساء الاثنين إلى أن حصول فريق معين على الأكثرية النيابية لا يعني بالضرورة أنه حصل على الأكثرية الشعبية.

من جانبها أيضاً، أبرزت وكالة الأنباء السورية فوز قوى الموالاة في الانتخابات اللبنانية، والتهنئات التي تلقتها من قبل زعماء دول غربية، كالرئيس الأميركي، باراك أوباما، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية، خافير سولانا، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وغيرهم.

وقالت في خبر بعنوان quot;دعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنانquot;: quot;رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بنتائج الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان الأحد معرباً عن أمله في أن تقود هذا البلد إلى الاستقرار. ودعا الرئيس الأميركي في بيان صدر أمس القادة اللبنانيين الجدد إلى حكم لبنان بالتوافق والتحلي بروح من التسامح والتسوية مؤكداً أن الحكومة اللبنانية القادمة ستحظى بدعم واشنطن.quot;

وأضافت: quot;ومن جانبه دعا خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الإتحاد الأوروبي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية بأسرع وقت بهدف تعزيز استقرار لبنان.quot; وتابعت: quot;وفي بروكسل هنأ الاتحاد الأوروبي لبنان على الانتخابات النيابية وحث الأطراف على تشكيل حكومة تحالف سريعاً لتثبيت الاستقرار في البلاد. وأعرب الممثل الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة تحالف بأسرع وقت ممكن.quot;

وأدان حزب الله quot;بشدةquot; ما وصفه بـquot;التدخلات الفظةquot; للولايات المتحدة الأميركية بشؤون لبنان الداخلية من خلال موقفها من نتائج الانتخابات. وقال الحزب في بيان له اليوم الثلاثاء انه يدين quot;بشدة استمرار الولايات المتحدة في تدخلاتها الفظة والسافرة في الشؤون الداخلية اللبنانية، لا سيما لجهة تصريحات مسؤوليها الأخيرة حول نتائج الإنتخابات البرلمانية ومحاولتها فرض تصنيفاتها وإملاء أحكامها على اللبنانيينquot;.

ورأى حزب الله quot;في سيل المواقف الأميركية الأخيرة رسالة إنزعاج واضحة من حجم الإلتفاف الشعبي حول المقاومة وخياراتها، ما استدعى منها إعادة إطلاق تصنيفاتها الظالمة له بالإرهاب واتهاماتها الباطلة بعدم احتكامه للديمقراطيةquot;. وقال حزب الله quot;إنّ وجوده والمعارضة في لبنان يشكل سدا منيعا أمام مشاريع الفتنة الأميركية وتدخلات واشنطن الوقحة في الشؤون الداخلية اللبنانية التي يقرر مصيرها اللبنانيون أنفسهم فقطquot;.