إيلاف تستطلع خلفيات مواقف جنبلاط ومستقبلها

زيارته العائلية الى بيروت إتخذت طابعاً سياسياً
خوجة لـ quot;إيلاف: لبنان سيسير على ما يرام

جنبلاط: لم أخرج من 14 آذار وأبحث فقط عن شعارات جديدة

بيروت، وكالات: بعد أيام من المفاجأت على الصعيد السياسي اللبناني لا يزال الغموض يلف مصير الحكومة الجديدة التي لم تشكل بعد بانتظار بلورة صورة الاتصالات الداخلية والإقليمية، أكد تيار المستقبل أن رئيسه سعد الحريري لم يعتكف ولن يعتذر عن تأليف الحكومة وهو ماضٍ في مهمة التأليف. وقد أثار هذا السفر مخاوف المعارضة من quot;إعتكافquot; رئيس الحكومة المكلف في الخارج. غير أن عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر أشار إلى quot;أن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا الاثنين الماضي كانت مقررة من قبل، وقد أخرها يومًا، وكان من المفترض أن يكون مساء الأحدquot;. وأضاف: quot;هي زيارة خاطفة وسيعود قريبًا إلى بيروت... ليس للزيارة علاقة بالأزمة. وهو أراد أن يكون بعيدًا عن السجال ليس أكثر من ذلك quot;. ونفى الجسر ما يقال في أوساط المعارضة، من أن طول غياب الحريري يمكن أن يعتبر اعتكافًا، وقال: quot;لن يعتكف ولن يتراجع عن أي أمر وهذا كلام موثوق وسيعود إلى بيروت أواخر هذا الأسبوعquot;.

إلى ذلك أطلق رئيس quot;اللقاء الديموقراطيquot; النائب وليد جنبلاط سلسلة مواقف جديدة، عبر quot;السفيرquot;، أكد فيها أنه لم يعد من الجائز أن يستمر البلد أسير الانقسام بين متراسي 8 و14 آذار، وصار لا بد من حالة وسطية، وأنا عندي الجرأة وأتمنى على الآخرين الذين يرغبون في ملاقاتي أن تكون عندهم الجرأة حتى نخلق حالة سياسية جديدة، خاصة بعدما أدت الانتخابات الأخيرة إلى استشراء الواقع الطائفي والمذهبي. وقال جنبلاط إن البعض في 14 آذار ليس لديه أي حساسية تجاه فلسطين والعروبة والخطر الإسرائيلي بل يتوقف عند تخوم خربة سلم وعند شعار سيادة وحرية واستقلال، وأضاف quot;نحن علقنا عضويتنا في quot;الأمانة العامةquot; حتى تتضح الأمور وإذا كان الشباب في 14 آذار لا يريدون أن يروا الأشياء على حقيقتها، فهذه مشكلة.

وكشف جنبلاط عن أن هناك شخصية quot;لن أفصح عن هويتها، هي وحدها التي ستنصحني بما يجب أن أقوم به وبالطريقة التي سأسوي بها قضيتي مع سورياquot;، لافتًا الانتباه إلى أن لديه حنينًا إلى دمشق، وقال quot;نعم الأفق اللبناني ضيق لا بل خانق ولا بد من التنفس عربيا. نعم عندي حنين إلى دمشق وحلب ويجب أن نتنفس من خلال بعدنا العربي والسوري والفلسطينيquot;، واعتبر أن الرئيس بشار الأسد اليوم هو غيره في العام 2000 أو في العام 2005، quot;فلقد أصبح أكثر تمكنًا، وتجربته باتت ناضجةquot;.

هذا والتقى جنبلاط امس رئيس quot;تيار التوحيدquot; الوزير السابق وئام وهاب الذي اعلن انه نقل إليه quot;رسالة محبة وتقدير وترحيب واخوة من سورياquot;. وشدد على ان quot;هذا الموضوع ليس موجهًا ضد احد وان دمشق حريصة على الرئيس المكلف سعد الحريري وعلى انجاح مهمته وتشكيل الحكومة بالسرعة المطلوبةquot;.

وشكر جنبلاط لوهاب quot;نقله الرسالةquot;. وقال: quot;في النهاية، نحن اللبنانيين عندما نزور دمشق نطبّق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سورية، والطائف بناه سوية اللبنانيون والسوريون والسعوديونquot;. وأضاف جنبلاط: quot;نرحب أيضاً بالعلاقة التقاربية بين سورية والسعودية في هذا الإطار للحفاظ على الطائف الذي نصّ على العلاقات المميزة مع سورية ونصّ على اتفاق الهدنة مع اسرائيل، أي لا سلم لا تسوية لا مصالحة لا علاقات مع اسرائيل، وهذا مهم جداً في هذا الاطارquot;.

من جانبه قام رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة مساء امس بزيارة لقصر بعبدا للمرة الثانية في اقل من اسبوع وادرج اجتماعه برئيس الجمهورية ميشال سليمان في اطار quot;مرحلة تصريف الاعمال والبحث في الكثير من الامور التي تهم الناسquot;. واوضح ان كلام جنبلاط quot;هو محط تشاور وبحث ويتم النظر والعمل على معالجتهquot;. ولم يحدد موعدًا لعودة الحريري قائلا: quot;عندما يأتي ستعرفونquot;. لكنه استبعد تأخير تأليف الحكومة قائلاً: quot;علينا العمل على هذا الموضوع عند عودة الرئيس المكلف من زيارته التي كانت مقررة يوم الاثنين الفائت قبل حصول المستجدات الاخيرة وهدفها عائلي الا انها شكلت فرصة للتفكير في المستجداتquot;.

مواقف

ودعا البطريرك الماروني نصرالله صفير امام زواره الى quot;الكف عن التطاحن وعن كل ما يباعد بين الناسquot;، املاً بأن quot;يخرج لبنان من المآزق التي نتخبط فيهاquot;. ورأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال تمام سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان الحريري quot;لا بد من ان يأخذ مزيداً من الوقت في تداول مختلف الخيارات المتاحة في ضوء المستجدات السياسية لأن المرحلة المقبلة تتطلب حكومة قادرة على التجانس والتماسك لمواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية على مختلف الصعدquot;. ورأى ان quot;خصوصيات الفئات اللبنانية المختلفة يجب ان تصب في تعزيز الصيغة الوطنية الحاضنة وكذلك ان توظف في سبيل وحدة الكلمة ووحدة الصفquot;.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة التقى وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي وائل أبو فاعور الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول quot;ان البحث تناول الأوضاع العامةquot;. وأوضح النائب عماد الحوت الذي زار السنيورة على رأس وفد من المكتب السياسي لـ quot;الجماعة الإسلاميةquot; انه quot;كان توافق بيننا على ان الأولوية ما زالت لتشكيل حكومة تعطي الثقة للمواطنين وتتشارك فيها المكونات السياسية في لبنان، وأن تكون حكومة شراكة تعترف بنتائج الانتخابات، والواقع السياسي العام للحكومة وشكلها لم يتغيرا في الأيام الأخيرة لكن لا بد للفرقاء السياسيين من أن يقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم الحزبيةquot;.

وعبّر عضو تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النيابي آلان عون عن سعادته quot;لانتقال كلٍ من جنبلاط والرئيس المكلف الى الساحة المشتركة الموجودين نحن فيها، كما نتمنى على آخرين الانتقال الى هذه الساحةquot;. ورأى ان quot;الصيغة الحالية باقية، ولا مانع لدينا أن يجلس وليد جنبلاط مع الأكثرية وأن يفكر مثلناquot;. ودعت كتلة quot;التوافق الأرمنيquot; النيابية إلى quot;عدم التفريط بروح ثورة الاستقلال التي بفضلها تمكن اللبنانيون من تحقيق إنجازات تاريخية في تثبيت استقلالهم وحرياتهم وإرساء الدعائم القوية لدولة تكون حاضنة للجميعquot;.

ودعا عضو كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النيابية نوار الساحلي إلى quot;اخذ مواقف النائب جنبلاط بإيجابيةquot;، مستنكرًا quot;جعلها سببًا لتأخير تشكيل الحكومة، بغض النظر عن نوع الاصطفاف الجديد، لأن خطوطها العامة اتفقنا عليها، وموضوع توزيع الحقائب والوقوف عند الأسماء ليس عقبةquot;.

وزير بريطاني يتهم حزب الله بالعودة للتسلح

حذّر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية إيفان لويس، من أن quot;عودة quot;حزب اللهquot; الى التسلح في شكل جدي وملحوظquot; والطلعات الجوية الإسرائيلية في أجواء لبنان تشكلان خرقًا للقرار 1701quot;، وكشف عن quot;تكرار لفت مسؤولي بلاده نظر إسرائيل إلى وجوب وقف هذه الخروقquot;. في حين أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن quot;الخرق الاسرائيلي المستمر للقرار 1701 يبقي الوضع في دائرة القلقquot;. وواصل لويس أمس زيارته لبنان، فالتقى سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ في حضور السفيرة البريطانية فرانسيس غاي.

وجدد سليمان quot;التزام لبنان تنفيذ القرار 1701quot;، مؤكداً أن quot;مشكلة الشرق الأوسط لن تجد حلاً دائمًا وشاملاً وعادلاً ما دامت إسرائيل لا تعطي اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة الذي تنص عليه مبادرة بيروت العربية وتتضمنه قمة الدوحةquot;. كما لفت إلى أن quot;المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً حكومياً ونيابياً على الإصلاحات السياسية والإدارية والقضائية وكذلك اللامركزية الإدارية وعلى قانون جديد للانتخابات يعتمد التمثيل النسبيquot;.

ورأى لويس من جهته أن quot;ترشح لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خطوة مهمة جداًquot;، لافتاً إلى أن بلاده quot;مستعدة لتقديم المساعدة للبنان كي تكون مشاركته وعضويته فاعلة في المجلسquot;. وعبّر عن رغبة بلاده في quot;مساعدة لبنان في إعادة بناء نفسهquot;، مشيراً إلى quot;إيمان بريطانيا بأن الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان مهمة جداً لتأمين مستقبل زاهر لهquot;. وأبدى قلقه إزاء الخروق المرتكبة للقرار 1701quot;، مشددًا على quot;أهمية استمرار جدية لبنان في التنفيذ وسعيه المتواصل إلى الإمساك بزمام الأمورquot;،

ورحب لويس quot;في شكل حار جداً بقيام العلاقات الجديدة بين لبنان وسوريةquot;، لافتاً الى أن quot;من الواضح ان السوريين لم يتدخلوا في الانتخابات النيابية وفي الشؤون الداخلية للبنانquot;. وقال: quot;العلاقات الثنائية بين لبنان وسورية كدولتين مستقلتين وسيدتين هي أمر حساس لكلا البلدين ولاستقرار المنطقة ككلquot;.

وتعقيبًا على كلام لويس، أوضح صلوخ أن ما قاله عن تسليح quot;حزب اللهquot;، هو انه quot;ليس هناك أي دليل يثبت صحة الادعاءات الاسرائيلية، فلم يجر تزويدنا من الامم المتحدة بأي صورة او برهان او دليل في موضوع تهريب السلاح الى quot;حزب اللهquot; او سواه. وحتى ان تقرير الامين العام للامم المتحدة حول متابعة تنفيذ القرار 1701 لم يأت على ذكر تهريب السلاحquot;. وأكد ان quot;سلاح quot;حزب اللهquot;، موضوع لبناني داخلي وهو بند على طاولة الحوارquot;. وقال: quot;لدى سؤال الوزير لويس (لصلوخ) عما اذا كان احد من منظمات ارهابية او غير ارهابية يطلق النار الى خارج الحدود اللبنانية، قلت له ان لبنان سيقطع أيدي هؤلاء الذي يشاغبون ويعملون على اثارة الفتنة في جنوب لبنانquot;.

وردًا على القول أن quot;لبنان سيحضر اي اجتماع للبحث في موضوع اللاجئين، اوضح أن quot;الملفات العالقة بين لبنان واسرائيل تحكمها قرارات مجلس الامن اما اذا كان هناك اجتماع لبحث قضية اللاجئين بما يضمن حقهم في العودة وعدم توطينهم، فلبنان معني بذلك وسيحضر مثل هذا الاجتماعquot;.