بيروت، وكالات: تساءلت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; الإسرائيليّة عمّا إذا ستتحوّل إيران إلى الجهة الرئيسة التي تسلّح الجيش اللبناني، لا تسليح quot;حزب اللهquot; فقط، وشدّدت في إطار عرضها للخبر على وجوب استذكار كلمة الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيّد حسن نصر الله، التي ألقاها قبل الانتخابات النيابيّة الأخيرة، وأعلن فيها أنّه في حال نجاح المعارضة في الانتخابات فإنّه سيزوّد الجيش اللبناني بالدفاعات الجويّة وسيطلب من إيران المساعدة في هذا المجال.

وبحسب الصحيفة نفسها، فإنّ quot;ما يعزّز القلق الإسرائيلي أنّ الرئيس اللبناني ميشال سليمان صرّح بعد لقائه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، بأنّ الجمهوريّة الإيرانيّة أبدت استعدادها لتزويد الجيش اللبناني بما يلزمه من سلاح، بل قام أيضًا بجولة على المصانع العسكريّة الإيرانيّة، واطّلع على التطوّرات المذهلة التي قام بها الجيش الإيراني خلال زيارته الأخيرة إلى إيران.

شتروغر: إستمرار إسرائيل بإحتلال الغجر خرق لـ1701

إلى ذلك، أكّد مدير الشؤون السياسيّة والمدنيّة في قوات quot;اليونيفيلquot; ميلوش شتروغر على أنّ قوات quot;اليونيفيلquot; أنجزت الكثير من الأمور المهمّة منذ صدور القرار 1701 من دون أن يخفي في المقابل ما يعترض هذا القرار من خروقات وصعوبات وفي مقدّمها استمرار احتلال إسرائيل لجزء من الأراضي اللبنانيّة. وأكّد في حديث لصحيفة quot;السفيرquot; على عمق العلاقة المشتركة بين قوات الأمم المتّحدة والجيش اللبناني متناولاً في هذا الجانب الدور الإيجابي للجيش.

واعتبر أنّ quot;القرار ينقسم إلى جزئين: الجزء الأوّل يتعاطى مع الوضع الأمني والعسكري على الأرض وهو من مهمّة اليونيفيل، أمّا الجزء الثاني فهو متعلّق بالمسائل العالقة بين لبنان وإسرائيل والتي يستوجب حلّها من أجل التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار لأنّه إذا بقيت الأمور عالقة فهذا من شأنه جعل عمليّاتنا أكثر صعوبة وتعقيدًاquot;.

وفي ما يتعلّق بالجانب الأوّل، يشير إلى أنّ قوّاته حقّقت في السنوات الماضية عدّة إنجازات أهمّها احترام وقف الأعمال العدائيّة من قبل الأطراف باستثناء حوادث متفرّقة حيث يمكن وصف هذه الفترة التي أعقبت القرار 1701 بأنّها الأكثر هدوءًا في جنوب لبنان منذ العام 1978 إذ لم يسجّل أيّ إصابة مدنيّة من جرّاء أعمال عدائيّة.

وفي سياق الحديث عن الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتّحدة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، قال شتروغر: quot;على الرّغم من بعض الخروقات على الأرض وخصوصًا الخروقات الإسرائيليّة، فقد بدأنا مشروعًا رياديًّا لوضع العلامات على الخط الأزرق حيث ستوضع براميل كبيرة مطليّة باللون الأزرق وعليها علم الأمم المتحدة في مناطق محدّدة على طول هذا الخطّ، كما أنّ اليونيفيل والجيش قد بدأا معًا بإنشاء طريق على طول الخطّ الأزرق من الجانب اللبناني لتمكين اليونيفيل والجيش من مراقبة الخط الأزرق لمنع الخروقات وأيضًا تمكين السكان من الوصول إلى أراضيهم التي لم يصلوا إليهاحتّى الآنquot;.

ولفت إلى أنّ الجيش وquot;اليونيفيلquot; قاما بعدّة إجراءات على الأرض، وفي بعض الأحيان وجدا ذخيرة ومستودعات تعود إلى ما قبل العام 2006 وقد تمّت مصادرتها وإتلافها فورًا من قبل الجيش، معتبرًا أنّ المسؤوليّة الأولى في هذا الإطار تقع على عاتق الجيش وأنّ مهمّة quot;اليونيفيلquot; مساعدته، وأضاف: quot;وقعت بعض الحوداث ومنها هجومان خطران استهدفا اليونيفيل وحادثة إطلاق الصواريخ وهذا ما يظهر أنّ هناك سلاحًا في المنطقة وأنّ هناك عناصر مسلحة مستعدّة لاستخدامه لأغراض عدائيّةquot;.

وحول حادثة خربة سلم أوضح أنّ قوّاته أرسلت تقريرها الأوّلي حول ما حصل إلى مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك ومجلس الأمن الدولي وأنّ هذا التحقيق لا يزال مستمرًّا ولكنّ معظمه قد انتهى quot;إلاّ أنّنا بانتظار معلومات إضافيةquot;، مشيرًا إلى التّعاون الوثيق مع الجيش اللبناني في هذا الإطار. وذكر أنّ quot;اليونيفيلquot; واجهت مشاكل متمثلة بتقييد حركتها من قبل السكّان الذين رشقوا دورياتها بالحجارةالأمر الذيتسبّب بسقوط جرحى وأضرار في الآليات، واصفًا الحادثة بالخطرة جدًّا ومؤكّدًا على أنّ الجيش مسؤول عن ضمان سلامة عناصر quot;اليونيفيلquot; وحريّة تحرّكهم لممارسة عملهم على الأرض.

وفي ما يختصّبقضية الجزء اللبناني المحتلّ من قرية الغجر، سرد شتروغر واقع البلدة وقسمها المحتل من جانب إسرائيل وقال: quot;بحسب القرار 1701 يجب على إسرائيل الانسحاب من كلّ الأراضي اللبنانيّة واستمرار سيطرة إسـرائيل على هذا القسم هو خرق للقرار الدوليquot;. وأضاف: quot;نحن لا نناقش انسحاب إسرائيل من تلك المنطقة لأنّهم ملزمون بالانسحاب منها وما نتحدّث عنه هو إجراءات أمنيّةعلى الأرض بشكل خاص لتسهيل هذا الانسحاب بأقلّ قدر ممكن من الانعكاسات السلبيّة على الجانب الإنساني للسكانquot;. وشدّد على أن قضيّة الغجر تناقش في الاجتماعات الثلاثيّة التي تعقد في الناقورة بين ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي بمشاركة quot;اليونيفيلquot; منذ آب 2006.

جنبلاط: الجميّل جرب الصلح مع إسرائيل وفشل

وبالعودة إلى السّجالات الداخليّة اللبنانيّة التي لا تنتهي، فقد أكّد رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط على أنّ الرئيس ميشال سليمان محقّ في دعوته لنا خلال الإفطار الرئاسي إلى تشكيل الحكومة بسرعة لمواجهة التحدّيات والاستحقاقات الداهمة، مشدّدًا في الوقت ذاته في حديث لصحيفة quot;السفيرquot; على أنّ الشراكة السوريّة ـ السعوديّة هي الأساس في تأمين المناخ المؤاتي لتأليف الحكومة، على أن تُنتج هذه الشراكة لاحقًا حوارًا عربيًّا - إيرانيًّا، وتاليًا quot;فإنّني أؤيّد ما ذهب إليه الرئيس نبيه برّي لناحية أهميّة معادلة س - سquot;.

وأثنى على خطوة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بالدعوة إلى إفطار إسلامي في قريطم اليوم، ولفت الانتباه إلى أنّه كان أوّل من طرح منذ مدّة عقد لقاء إسلامي لتنفيس الاحتقان المذهبي ويومها قامت الدنيا ولم تقعد، مشيرًا إلى أنّ إفطار اليوم يشبه ما كان يرمي إليه، ولكنّه شدّد على ضرورة المتابعة الميدانيّة في الأحياء والمناطق لإزالة آثار الخلافات السياسيّة لأنه ليس هناك صراع مذهبي بالمعنى الديني للكلمة وإن تكن الخلافات تتّخذ أحيانًا هذا الطابع.

ووصف جنبلاط، لقاءه مع المرجع السيد محمد حسين فضل الله بالممتاز، موضحًا أنّ ودًّا ومحبّة يجمعانه به، وأشار إلى أنّه ناقش معه المراحل التاريخيّة والراهنة للمشروع الإسرائيلي الهادف إلى تفتيت المنطقة مذهبيًّا وضرورة تحصين الساحتين اللبنانيّة والإسلاميّة في مواجهة هذا المشروع المستمر، وقال إنّه يواصل جهوده بالتعاون مع quot;حزب اللهquot; لمعالجة رواسب المرحلة الماضية، لافتًا إلى أنّ هناك وضعيّة خاصّة لمنطقة الشــويفات ومحيطها تحتاج إلى متابعة. وأكّد جنبلاط، ردًّا على سؤال، على أنّه لا يمانع عقد لقاء آخر مع الســيّد حسن نصر الله قريبًا، ولكنّه أوضح أنّه حاليًّا بصدد التحضير لزيارات إضافيّة إلى شخصيّات كان على خصومة معها في المرحلة السابقة.

وقال جنبلاط في حديث لصحيفة quot;الأخبارquot; المعارضة: quot;فليسمح لي الرئيس أمين الجميّل، هو فكّر في إمكان الصلح مع إسرائيل، وجرّب عبر اتّفاق 17 أيّار، لكنّه فشل. لا يُمكن للصلح أن ينجح. لبنان لا يحمل التسوية، أصلاً لماذا التسوية ما دمنا جميعًا نرفض التوطين ونتبنّى اتفاقيّة الهدنة! لبنان يجب أن يبقى في حالة حرب مع إسرائيل. تمامًا مثلما يطرح البعض اللجوء إلى الوصاية الدوليّة. ألم نرَ ما حصل في العراق الذي هو تحت الوصاية الدوليّة؟quot; ورأى أنّ quot;المشكلة الحقيقيّة ما زالت ذاتها من عام 1943، وهي هويّة لبنان وكيانه. قيل إنّ لبنان بلد ذو وجه عربي، وأتى الطائف ليؤكّد عروبة لبنان، ثم عاد النقاش من جديد، ولا يُمكن تجاوز هذه المشكلة إلا بإزالة النظام الطائفيquot;.

الحريري أعطى للوطني الحرّ أجوبة سلبيّة عن ثلاثة أمور

وعن آخر تطوّرات تشكيل الحكومة فقد ذكرت مصادر في quot;التيار الوطني الحرquot; لصحيفة quot;النهارquot; أنّ أمرًا واحدًا طرحه الحريري في لقائه مع وزير الاتّصالات جبران باسيل هو موضوع المداورة في الحقائب الوزاريّة فاقترح إعطاء التربية للأقليّة مكان الاتصالات، والعمل مكان الطاقة، مع أنّ العمل هي في حوزة الأقليّة حاليًّا. وأوضحت أنّ رئيس تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب العماد ميشال عون كان قد طلب في اجتماع بعبدا تصوّرًا كاملاً عن المداورة. ولفتت المصادر إلى أن أجوبة الحريري عن ثلاثة أمور أساسيّة أخرى ظلّت سلبيّة، وهي عدد الحقائب التي ستعطى لـquot;تكتل التغيير والاصلاحquot; وموضوع وزارة سياديّة وكذلك حقّ كلّ فريق في تسمية وزرائه.

الحريري طرح مداورة التربية والعمل مقابل الاتّصالات والطاقة

كما نقلت صحيفة quot;السفيرquot; عن مصدر متابعة للاتّصالات إشارته إلى أنّ الحريري لم يقدّم أيّ أفكار جديدة خلال لقائه باسيل بل هو أعاد التأكيد على بعض المعايير والقواعد التي تحكم التأليف وفي الأولويّة منها مسألة رفض توزير الراسبين، علمًا بأنّ النائب عون كان قد رفض في لقاء بعبدا مبدأ الخوض في هذه النقطة باعتبارها مسألة سياديّة، حتى أنه أسرّ أمام أعضاء في quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; أنّ الوزير باسيل مخوّل البحث في كلّ النقاط مع الحريري إلاّ في هذه النقطة تحديدًا.

وفيما تجاوز الحريري العرضين المتعلّقين بالحقائب السياديّة وحكومة الأقطاب، بادر إلى حصر مناقشاته بإمكان المداورة على الوزارات بحيث يتخلّى quot;التيّارquot; عن وزارات الاتّصالات والطاقة والشؤون الاجتماعيّة والزراعة، وتتمّ مقايضته بوزارات من حصّة الأكثريّة في الوزارة الحالية مثل وزارة التربية، وأن يشمل ذلك أيضًا وزارة العمل مقابل الطاقة.

لكنّ الوزير باسيل، وحسب معلومات المتابعين، لم يتنازل عن السقف الذي رفعه العماد عون، في موضوع الحقائب. وفي المقابل، استمرّ الحريري على موقفه الرافض لمنح quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; وزارتي الاتّصالات والداخليّة وتوزير الراسبين في الانتخابات. وفيما لم يتمّ الاتفاق على موعد لقاء جديد بين الحريري وباسيل، أشاعت أجواء مقرّبة من قريطم ليلاً أنّ الحريري ينتظر ردًّا من باسيل، فيما قال أحد أعضاء quot;تكتل التغييرquot; إنّ quot;ما فهمناه أنّ الكرة ما زالت في ملعب الحريريquot;.