لم يمنع تقدم العمر من زواج ابو محمد ( 75 سنة ) في محافظة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) من الزواج للمرة الثالثة من حسنية الرميثي ( 65 سنة ) بعد علاقة حب وإعجاب متبادل أسفرت عن مشروع حياة مشتركة.
زواج أبو محمد ، واحد بين عشرات الزيجات التي تحدث في أنحاء العراق ، في ظاهرة اجتماعية قديمة لكنها تزداد وتيرة في الوقت الحاضر. ويتحدث ابو محمد عن عشقه لزوجته مما جعله يطلب يدها داحضا المفهوم السائد في الثقافة الشعبية العراقية الذي يشير الى ان ( العشق في آخر العمر ، جذاب ) ، و( جذاب ) في اللهجة العامية العراقية هو الكذب. ويتفق العريس المسن ابو محمد مع رأي الباحث الاجتماعي سعد الجميلي وهو يورد أسباب انتشار ظاهرة زواج المسنين في العراق ، التي من ضمنها الشعور بالوحدة وابتعاد الناس عنه .
يتحدث الجميلى حول الظاهرة : اغلب هذه الزيجات تجد مكانا لها في دور المسنين ، وفي القرى والأرياف ، والمناطق الشعبية . وبحسب الجميلي فان من المؤكد ان لا دوافع ( جنسية ) أو (شهوانية) ، أو أغراض إنجاب وراء هذه الزيجات بقدر ما هي مشروع اجتماعي مشترك بين اثنين يشعران بالضعف أمام أعباء الحياة ، فيرتبطان ليقوي الواحد منهم روح التحدي وحب الحياة لدى الآخر. ويتابع ابو محمد الحديث : أشعر بتجدد الحياة بعد الزواج ، وان ايامي لم تعد (فارغة ) مثل السابق ، بل هي مليئة بالحركة والأعمال والفعاليات المفيدة . وينصح ابو محمد المسنين الذين يشعرون بالوحدة وتخلي الأهل والأصدقاء والأقارب عنهم بالزواج لان ذلك ينسيهم ( نكران) الآخرين لهم .
ويتابع : زواج المسن يطيل له عمره وهو ما أكده أحد الأطباء لي .
ظاهرة تتكرر
وفي وقت سابق ، شهدت مدينة الديوانية (193 كلم جنوبي بغداد) ، زواج كل من حمزة( 73 سنة ) وسميرة ( 70 سنة ) بعد حب متبادل ايضا . كما تزوج تحسين الذي تجاوز السبعين ايضا من فوزية في دار للمسنين بمدينة الديوانية، ونقلت حفلة زفافهما وسائل الاعلام الذي اقيم في مبنى دار المسنين وكاف العروسان في انحاء المدينة ترافقهم سيارات مزينة . مثال آخر على هذه الزيجات ، زواج أم عاصم (66 سنة ) بعد فترة من الترمل بعد وفاة زوجها عندما كانت في الخمسين من العمر . وعلى رغم ان اولادها وقفوا بوجه زواجها لكنها اصرت على الارتباط بالنصف الآخر وهو ابو محمد ( 60 سنة ) . وتشير إحصائيات وزارة الصحة العراقية الى ان المسنين في العراق ممن هم في سن 60 عاما يشكلون حوالي 4% من السكان. ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بشكل حاد بحلول عام 2050 .
الدوافع
لكن هناك دوافع أخرى للزواج بحسب ، لمياء حاجم ( 57 سنة) التي لم تتزوج من قبل ، وقررت الزواج من فاروق حسن ( 64 سنة ) الذي ماتت زوجته من عشر سنوات . تقول لمياء : قدر الله اني اتأخر في زواجي ، فقد عشت حياة مترفة وكان أهلي يرفضون تزويجي من كثيرين تقدموا لطلب يدي حتى تقدم بي العمر فبقيت وحيدة . وعلى رغم ان الانجاب يبدو امرا مستبعدا بالنسبة لها الا انها تتمنى لو يحصل ذلك . وتتابع : أبلغني الاطباء بصعوبة ذلك ، الا ان ارادة الله قادرة على كل شيء .
ويتخلل كلام لمياء وهي تفصح عن امنيتها ، الكثير من الحزن لانها تدرك استحالة ذلك. تقول لمياء : ادعو البنات التي الزواج المبكر وان يلتفتن الى انفسهم قبل ان تأخذهن دوامة العمل وزحمة الحياة الى حال مثل حالي . وعملت لمياء مدرّسة لمدة ثلاثة عقود ، وكانت حياتها مفعمة بالحركة والنشاط والمتعة على حد قولها . وتضيف : كنت اتمتع بجمال يحسدني عليه كثيرون ومع ذلك لم يقدر الله لي ان اتزوج . لكن لمياء نشير الى ان اغلب زواجات المسنين في العراق تحدث في سن الخمسين والخامسة والأربعين لاسيما بين الارامل اللواتي فقدن ازواجهن اثناء الحروب .
استعادة الشباب
الشيخ كريم الهلالي (63 سنة) ، استعاد حيويته وشبابه ، كما يقول ، بزواجه للمرة الثانية من ام حميد ( 55 سنة ). ويروي الهلالي الذي له اربعة اولاد ان وفاة زوجته الاخيرة احدث اضطرابا كبيرا في حياته ، لأنه منذ اربعين سنة حيث تزوج مبكرا ، لم يعش من دون امرأة . ويتابع: احسست اني مريض ، مما إضطرني الى طلب يد ام حميد وهي من اقاربي . يتابع : تعيش ام حميد وحيدة وليس لديها اطفال ، وكانت سعيدة لاني تقدمت لطلب يدها . ويتباين النظر الى ظاهرة زواج كبار السن بين مختلف الثقافات في المجتمع ، حيث يستهجنه البعض اجتماعيا لكن الغالبية تنظر اليه باعتباره حالة ايجابية. وبحسب المحامية المختصة في الاحوال الشخصية ابتسام الجبوري فان مصدر الاستهجان في الغالب هم اولاد المسنين الذين يرفضون زواج الاباء .
وتتابع : تؤدي زيجات بعض المسنين الى مشاكل مع الاولاد بسبب اعتقاد الاولاد ان والدهم سيسجل ممتلكاته باسم الزوجة الجديدة . وحتى بالنسبة للمسنين الذين لا يمتلكون ارثا فان اولادهم يعتبرون اقدامهم على الزواج مراهقة متأخرة ليس لها اسباب موجبة .
وتعزي احلام عبد الامير ( معلمة ) سبب اعتراضها على زواج والدها ( 60 سنة ) الى انه لن يستطيع الاستمرار في زواجه الجديد لانه مريض في الاساس وان خطوته هذه ستؤدي به الى مشاكل صحية . وتتابع : يمتلك ابي بيتا صغيرا ، وبعد حين ستطالبه زوجته بنقل ملكيته اليها ، فاذا فعل ذلك تطرده ، وهو ما حدث للكثير من المسنين . لكن المحامية ابتسام تؤيد مثل هذه الحالات لكن تعتبرها نادرة .
تحدي اليأس
تماضر محمد التي تعمل في دار المسنين في بابل (100 كم جنوب بغداد) تقول ان زواج المسنن يحقق نتائج ايجابية في استقرار المسن ، والمهم في هذا المشروع ، رضا الطرفين بالاخر دون النظر الى الماديات . وتشير تماضر الى ان هذه الانواع من الزيجات ليس لغرض الانجاب أو التكاثر،وإنما هو للشعور بالحنان والمشاركة وان الحياة مستمرة كما يخلص المسن من الشعور باليأس ويقضي على الظواهر السلبية التي ترافق الشيخوخة. رجل الدين محمد سامي بشير يذكر بان زواج المسنين جائز شرعا اذا لم تتخلله مخالفة شرعية ، لكنه اجتماعيا يعد عيباً لدى الابناء الذين يرفضون في الكثير من الأحيان زواج آبائهم . وفي الغالب هم اولاد المسنين الذين يرفضون زواج الاباء .
وتتابع : تؤدي زيجات بعض المسنين الى مشاكل مع الاولاد بسبب اعتقاد الاولاد ان والدهم سيسجل ممتلكاته باسم الزوجة الجديدة. وحتى بالنسبة للمسنين الذين لا يمتلكون ارثا فان اولادهم يعتبرون اقدامهم على الزواج مراهقة متأخرة ليس لها اسباب موجبة. وتعزي احلام عبد الامير ( معلمة ) سبب اعتراضها على زواج والدها ( 60 سنة ) الى انه لن يستطيع الاستمرار في زواجه الجديد لانه مريض في الاساس وان خطوته هذه ستؤدي به الى مشاكل صحية . وتتابع : يمتلك ابي بيتا صغيرا ، وبعد حين ستطالبه زوجته بنقل ملكيته اليها ، فاذا فعل ذلك تطرده ، وهو ما حدث للكثير من المسنين . لكن المحامية ابتسام تؤيد مثل هذه الحالات لكن تعتبرها نادرة .
تحدي اليأس
تماضر محمد التي تعمل في دار المسنين في بابل (100 كم جنوب بغداد) تقول ان زواج المسنن يحقق نتائج ايجابية في استقرار المسن ، والمهم في هذا المشروع ، رضا الطرفين بالاخر دون النظر الى الماديات. وتشير تماضر الى ان هذه الانواع من الزيجات ليس لغرض الانجاب أو التكاثر،وإنما هو للشعور بالحنان والمشاركة وان الحياة مستمرة كما يخلص المسن من الشعور باليأس ويقضي على الظواهر السلبية التي ترافق الشيخوخة. رجل الدين محمد سامي بشير يذكر بان زواج المسنين جائز شرعا اذا لم تتخلله مخالفة شرعية ، لكنه اجتماعيا يعد عيباً لدى الابناء الذين يرفضون في الكثير من الأحيان زواج آبائهم .
التعليقات