من ينظر الى الخارطة يرى ان رأس الاكوادور يطال أعلي جبال الانديز وأقدامها في المحيط الهادئ، ما يعني انها تملك افضل المناطق لمن يهوى تسلق الجبال والثلوج والشواطئ بالنسبة لمحبي هواة السباحة والغطس.


لم يعرف العالم الأكوادور إلا من خلال المشاكل السياسية في الماضي القريب والهجرة اليها في الماضي البعيد، لكن لهذا البلد الواقع في جنوب القارة الاميركية وجه سياحي لا يقل جمالا عن أجمل البلدان في العالم، لما فيه من معالم أثرية ومناطق طبيعية رائعة الجمال، ما جعله منذ سنوات قليلة هدفا للسياح ليس فقط من كل أنحاء العالم بل والبلدان المجاورة له ، فهي بالنسبة لبعضها امتداد لحضارتها وخاصة حضارة الشعوب القديمة ولذا يجب التعرف عليه.

وعلى محبي الطبيعية عدم تفويت فرصة زيارة جزيرة غالاباغوس الرائعة التي يعتبر قاعها مملكة لأجمل الحيوانات البحرية التي لا يمكن مشاهدتها في مناطق أخرى في العالم، منها السلاحف الضخمة التي تحمل اسم الجزيرة وأسود البحر. وعرفت الجزيرة عن طريق شارل داروين عالم الطبيعة البريطاني المعروف، عدا عن ذلك فان الاكوادور تشكل جزءا من جبال الانديز، وهي أكبر سلسلة جبال في العالم، وهذا بحد ذاته يجعلها قبلة مختلف أنواع السياح، ممن يحب الطبيعة أو الآثار او الغابات الكثيفة او المغامرة لتسلق الجبال او اكتشاف خباياها.

يضاف الى ذلك غابات الأمازون شاسعة المساحة والبراكين الكثيرة، وهي بحد ذاتها تحتاج الى رحلة مستقلة. وما يميز عاصمتها كويتو امران، فهي محاطة ببركانين جبارين خامدين لذا وضعت على لائحة منظمة الاونيسكو لحماية المواقع الأثرية وتجلس على ارتفاع 3000 متر من سلسلة جبال الانديز. وتنافس الاكوادور المكسيك بكثرة مواقع شعوب الانكا القديمة( سكان أميركا اللاتينية الأصليين)، ففيها الكثير من المعابد والأماكن الأثرية وبالاخص في منطقة انغابيركا، حيث تقام فيها سنويا احتفالات لتكريم هذا الشعب يشارك فيها مئات الآلاف من كل أنحاء العالم.

ويميز الاكوادور مناخها، اذ يمكن للسائح معايشة فصلي الشتاء والجفاف اذا ما تنقل في طول البلاد وعرضها، بينما يمكن قضاء صيف لمدة 12 شهرا في جزيرة غالابوغوس دون الخوف من تغيير الطقس والتمتع بالسباحة والغطس وغيره. ومن أجل مشاهدة الحوت النادر الوجود المسمى بوكيل( الحوت السنامي)،و هو من الحيتان القليلة جدا اليوم ويصل طوله الى 16 مترا ولونه رمادي داكن، فان الآلاف من المهتمين وعلماء الطبيعية البحرية يقصدون منطقة ماخاليلا بالقرب من مدينة بوريتو لوبيز الواقعة على المحيط الهادئ. فمن هناك يستقلون مركبا الى جزيرة ازل دلا بلاتا، اي جزيرة الفضة. وأفضل الأوقات لمشاهدة هذا الحوت هي ما بين تموز( يوليو) آب( اغسطس)، فانثى هذا الحيوان تأتي الى المياه الدافئة من القطب المتجمد الجنوبي بعد قطعها حوالي 7000 كلم كي تلد وترضع صغارها وتعتني بهم لمدة ثلاثة
أشهربعدها تعود بهم الى مناطقها الأصلية. وفي هذه المنطقة يمكن مشاهدة الحوت وهو يقفز القفزات العالية والجبارة له.

ورحلة المغامرات كما يصفها الكثيرون تبدأ في العاصمة كويتو، حيث تقع الحديقة العامة كوتوباكسي التي تضم الاف الانواع من الازهار وخاصة زهرة الاركيده، لكن لا بد من زيارة مصانع القبعات للتعرف على تقاليد صنعها، فالنساء كما الرجال يضعون القبعات وتعتبر جزء من لباسهم التقليدي. ومن هناك يمكن مشاهدة أول بركان خامد وهو بركان كوتوباكسي ، حيث المطاعم الشعبية الجميلة والمحلات التي تبيع سلع للسياح من الأعمال اليدوية المحلية. والمحطة التالية تكون عند أقدام بركان تونغوراهوا، حيث المياه المعدنية الدافئة والتي لها فائدة للكثير من الأمراض خاصة الجلدية. وغير بعيد من البركان يوجد شلال المسمى سلسلة الشيطان، ويمكن التمتع بمياهه الباردة والجميلة أو التمتع بمنظر الرائع حيث ينزل من أعالي الجبل البركاني.

وبعد استراحة يوم تواصل الحافلة طريقها الى قرية ريوبامبما في أعالي الجبال حيث يشعر المرء ان بامكانه الامساك بالغيوم، وأجمل الاوقات هو في الصباح مع بزوغ الشمس وإطلالة النهار.
وخلال ساعتين من السفر تمر الحافلة بمناطق ريفية جميلة مازالت تعيش على طبيعتها كما قبل سنوات حيث البيوت الصغيرة، بعدها يأتي منحدر يصل الى قرية الوسي في منطقة يطلق عليها اسم quot; انف الشيطانquot; وهي قرى أثرية لشعب الانكا القديم، ومنها قرية كونكا المسجلة لدى منظمة الأونيسكو كمعلم أثري تاريخي. وتشتهر القرية بأسقف منازلها الحمراءا اللون وطرقاتها المعبدة بالحجارة الصغيرة وساحتها الرائعة والتي تغطيها أجمل وأندر أنواع الأزهار. وعلى بعد بضعة كلمترات على الزائر عدم إهمال زيارة النقطة التي يقع فيها خط الاستواء، وهو خط وهمي يلتف حول كوكب الأرض في منتصف المسافة بين القطبين الشمالي والجنوبي، ويبلغ طوله حوالي 248987 كلم.

ولا بد من رحلة بحرية الى منطقة سانتا كروس على الساحل الشمالي، حيث تقع قرية لاس باخاس وتربى فيها أندر أنواع السلاحف البحرية في العالم وهي خضراء اللون. والى جانب المياه الصافية الزرقاء وشاطئها برماله البيضاء توجد مغارات صغيرة داخل الصخور يعتقد انها كانت في الزمن المغابر ملاذا للقراصنة وتحولت اليوم أيضا الى أماكن لعيش أنواع من طيور منها الفلامنغو الوردية اللون، وأجمل المناظر هي عند مغيب الشمس عندما تتجمع وكأنها تريد توديع نهارها فتنعكس أشعة الشمس على لونها لتشكل لوحة فنية رائعة. وينصح كل زائر بالغوص او السباحة عند حدوث الجزر لانه سوف يرى اجمل المناظر تحت البحر منها الطحالب الزمردية اللون، او ركوب غواصات صغيرة ارضيتها من الزجاج من اجل التمتع برؤية قاع البحر.