يظن البعض أن السيارة مغلقة النوافذ تحميه من التلوث، في حين أنها تمثل خطرا على صحته، وتزيد نسبة التلوث بها عن الوسط المحيط بالسيارة، خاصة في البلاد التي ترتفع بها درجة الحرارة، لذلك من الضروري تهوأة السيارة وفتح الشبابيك لتحريك الهواء داخلها.
روائح السيارات ليست مجرد روائح جذابة، بل هي في الحقيقة غازات قاتلة، نتيجة صنع تجهيزات السيارات الداخلية مثل عجلة القيادة، والتابلوه، والمقاعد وغيرها من مواد كيميائية تبعث غازات سامة إثر تعرضها لحرارة الشمس المرتفعة، كما اثبتت العديد من الدراسات أن مادة البرومين والكلوريد متعدد الفينيل بجانب مواد اخرى تعد مسببات للسرطان، ولها آثار مضرة على مناعة الجسم والجهاز التناسلي، كما تؤثر على نمو العقل.
الدكتور أحمد سميح خبير السموم بالمركز القومي للبحوث أوضح لـlaquo;إيلافraquo; أن الهواء داخل السيارات المغلقة أكثر تلوثا من الهواء خارجها، خاصة في المدن، حيث ظاهرة الإحتباس الحراري ومع دراجات حرارة الشمس المرتفعة وتعرض السيارات للأشعة ما فوق البنفسجية، التي تتفاعل مع المواد المصنع منها التجهيزات الداخلية للسيارات، تنتج مواد سامة تسبب أخطارا ﺻﺤﯿﺔ، حيث تتحول ﻣﻊ ﺗﺤﺮك اﻟﺴﯿﺎرة إﻟﻰ ذرات ﺻﻐﯿﺮة، تترسب داﺧﻞ الشعب الهواﺋﯿﺔ ﻓﻲ جسم اﻻﻧﺴﺎن، خاصة إذا كان المكان مغلق لا يتغير فيه الهواء لتصيب الإنسان بالعديد من الأمراض.
وقال سميح إن أهم المواد السامة داخل السيارة المغلقة، البروم الذي يستخدم في تجهيز السيارات من الداخل كمثبط للحريق، وهو مادة سامة، الحد المسموح التعرض له لا يتجاوز 0,1 جزء بالمليون واذا تجاوز نسبة 0,3 جزء بالمليون يؤدي إلى تهديد مباشر لحياة الإنسان وهو ما يمكن أن يحدث مع إغلاق نوافذ السيارات، حيث يتسبب في الإصابة بالسرطان وله أضرار على الكبد, ويسبب أمراض عصبيه كالإكتئاب، ويؤدي التعرض له بكميات معينه إلى العقم عند الذكور, كما ان التعرض المباشر للبروم وأبخرته يسبب تهيج العين والأنف والحنجره والقصبات الهوائية. وتابع سميح أن استنشاق غاز البنزين المتصاعد من الوقود ﻟﻔﺘﺮات طﻮﻳﻠﺔ ﻳﺆدي إﻟﻰ تركزه ﻓﻲ الدم، واﻻﺻﺎﺑﺔ بمرض اﻷﻧﯿﻤﯿﺎ، ونقص ﺣﺎد ﻓﻲ ﻛﺮﻳﺎت الدم اﻟﺒﯿﻀﺎء، بالاﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ الإﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض quot;اﻟﻠﻮﻛﯿﻤﯿﺎquot; اﻟﺴﺮطﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ المدى البعيد، وكذلك أمراض الكلى.
وأكد خبير السموم أن المواد السامة داخل السيارات المغلقة تشمل مواد أخرى مثل: أول وثاني أكسيد الكربون، وغبار الرصاص والدخان، حيث يسببون ضيق بالجهاز التنفسي ، والتهاب بالجهاز التنفسي، وضعف عام بالجسد، واضطرابات بالجهاز العصبي، كما تحدث تشوه بالأجنة.
ونصح سميح قائدي السيارات بفتح ﺷﺒﺎبيك اﻟﺴﯿﺎرة قبل ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻘﯿﺎدة ﻟﻔﺘﺮة، وكذلك أثناء القيادة، والمحافظة على درجة حرارة السيارة بحيث تكون مائلة للبرودة قليلا، وعدم التدخين أثناء القيادة، خاصة والسيارة مغلقة.
التعليقات