بعيداً عما هو معروف أو مرتبط في أذهان كثيرين عن العلاقة التي تربط بين جزيرة برمودا ( الواقعة في المحيط الأطلنطي ) وبين المسيح الدجال، فإن تلك المنطقة المبهمة المحاطة بكثير من الألغاز والأسرار تتميز بأجواء خاصة وضعتها مؤخراً على خريطة السياحة العالمية، بفضل شواطئها ورملها وكذلك أشعة الشمس المتوافرة هناك.

في الوقت الذي تأخذ فيه جزيرة برمودا شكل خطاف، ويمكن الوصول إليها بعد رحلة طيران تستمر على مدار 7 ساعات من مطار جاتويك، فإنه ولدى الوصول إليها، يمكن رؤية مشاهد لصواري سفن مكسورة وأناس منبوذين يئنون. وبدأت قصة تلك الجزيرة عام 1609، حين جنحت سفينة بريطانية، بفعل عاصفة قوية، كانت في طريقها إلى فيرجينيا، صوب شواطئ تلك الجزيرة التي تطوقها الشعاب المرجانية.
وبعد مرور 3 أعوام، استقر عليها الإنسان بشكل دائم، وهو ما مهد الطريق لما أضحت الآن أقدم الأقاليم التابعة لبريطانيا فيما وراء البحار وأكثرها ازدهاراً. وجاء الكشف عن تلك الجزيرة ليثري ويداعب خيال بعض الشعراء والكتاب المشهورين من أمثال ادموند وولر وويليام شكسبير. وأشارت في هذا الصدد صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن برمودا تصغر في الحجم جزيرة جيرنسي، وتقدم مزيجاً مشابهاً من الشواطئ الممتازة والساحل الذي تتخلله حصون إلى جانب المناخ المشمس والرياضي.
وتحمل البيوت هناك أسماء مبتهجة بالنصر مثل quot;without carequot; و quot;Happy Daysquot; و quot;Mine all Minequot;، كما أن المستوى المعيشي هناك مرتفع، حيث تدير الصناعة المالية في الجزيرة أصولاً بقيمة تزيد عن 400 مليار إسترليني. ومضت الصحيفة تقول إن العلاقات بين الجزيرة وبين البلد الأم واضحة لكن غير مبالغ فيها. ومع هذا، فإن معظم زوارها يأتون من أميركا الشمالية ( نيويورك وبوسطن وفيلادلفيا ) نظراً لقرب المسافة حيث يصلونها بالطائرة في خلال ساعتين فقط.
وتمتلئ الشواطئ والفنادق كل صيف بالفارين من الساحل الشرقي، كما تعمل السفن السياحية، التي يحمل بعضها أكثر من 3000 راكب، بصورة شبه يومية خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس. وهو ما يفسر السبب وراء إقدام بعض الأشخاص ذوي النفوذ من أمثال مايكل بلومبيرغ وسيلفيو بيرلسكوني على تملك منازل هناك.
وتتميز برمودا كذلك بأمانها ونظافتها وحسن سلوك سكانها، الذين يقدر عددهم بـ 64 ألف نسمة، ويقدمون تشكيلة ودودة من الثقافات الكاريبية والبريطانية والبرتغالية.
وتتسم أيضاً بفنادقها الفخمة، رغم وجود عدة أماكن محافظة يمكن الإقامة بها. ورغم ارتفاع تكاليف قضاء إجازة هناك، إلا أن السائح يحصل في المقابل على أجواء استرخاء مميزة ومرتبة. كما تقدم المطاعم هناك وجبات سمك طازج يتم صيده محلياً.
وتحتفي الأسر التي يوجد لديها أطفال صغار بشواطئ الجزيرة وبحدائقها وبمنتجعاتها رفيعة المستوى، في الوقت الذي تروق فيه الجزيرة كذلك للمسافرين من محبي الغولف والإبحار والغوص ورياضة صيد الأسماك والتاريخ البحري. وفي الحافة الغربية للجزيرة، يحتوي حوض بناء السفن البحري الملكي الكبير، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1814، على العديد من المتاحف التاريخية. وفي الطرف المقابل، هناك مدينة سانت جورج ذات الألوان الزاهية وموقع تراث عالمي يرتكز على كنيسة القديس بطرس، التي يبلغ عمرها 400 عام، وتكتمل بمقبرة منفصلة. ويمكن الاستمتاع هناك أيضاً بالخروج ليلة الجمعة السعيدة في فندق الأميرة فيرمونت. ويمكن أيضاً زيارة متحف برمودا الوطني في سيتي هول ومعهد برمودا لاستكشاف العالم البحري، حيث يمكن لكل من يزور المكان معرفة المزيد من المعلومات بشأن الكنوز التي تم التحصل عليها من حطام السفن الذي تناثر حول تلك الشواطئ قبل 400 عام.