توصل العلماء الى ابتكار دواء يحارب الخلية السرطانية بحد ذاتها دون الحاق الضرر بالمعافى منها.


تمكن باحثون أميركيون من تصميم دواء يتجه تلقائياً نحو الخلايا السرطانية ويقضي عليها من دون أن يؤذي الخلايا السليمة وقد عُرضت نتائج هذه الدراسة اليوم في مؤتمر السرطان في شيكاغو. ومن ضمن ما جاءت بهذه هذه الدراسة أن هذا الدواء الحديث الذي يسمى quot;تي دي ام آيquot; تمكن من منح السيدات المصابات بمراحل متقدمة من سرطان الثدي عدة أشهر كان مرضهن فيها متوقفاً تماماً عن النمو والانتشار.

وتكمن أهميةً هذا الدواء في قدرته على زيادة أمد حياة المصابات، فبعد عامين من بدء التجربة بقيت 65% من المريضات اللواتي كن يتناولنه على قيد الحياة مقابل 47% فقط من المريضات اللواتي كن يتناولن علاجات السرطان التقليدية.
يذكر الباحث الرئيسي في هذه الدراسة الدكتور كامبرلي بلاكويل: quot;الفرق الذي يقدمه هذا الدواء للمريضات بالنسبة لإطالة أمد الحياة هو حتماً أطول من سنة، مما يعتبر تقدماً هاماً للغاية في مجال علاجات السرطانquot;.

لكن لا بد من تحذير المتفائلين بأن هذا الدواء لا زال في مرحلته التجريبية ولن يكون جاهزاً في الأسواق قبل العام القادم. كما أن هذا الدواء قد لا يناسب جميع مريضات سرطان الثدي، إذ أنه يعتمد على دواء الهيرسيبتين الذي يعتبر العلاج الجيني الأول لسرطان الثدي بعد إضافة دواء كيميائي للسرطان سام جداً بحيث لا يمكن استخدامه وحده.

والهيرسيبتين لا يفيد سوى 20% من مريضات سرطان الثدي، ممزوجاً مع الدواء الكيميائي في quot;تي دي ام آيquot;بحيث يذهب الهيرسيبتين (الذي يلعب دور وسيلة النقل) نحو الخلايا السرطانية ويطلق الدواء السام داخلها للقضاء عليها. ومما يميز هذه الطريقة هي تأثيراتها الجانبية القليلة نسبياً مقارنة بما نعرفه من تأثيرات ضارة لعلاج السرطانات عموماً كتساقط الشعر والتعب والغثيان وفقر الدم، إذ وفقاً للدكتور بلاكويل فإن شعر السيدات لم يتساقط ولم يحتجن إلى أدوية مضادة للغثيان أو إلى نقل دم.

ويضيف الدكتور مايكل لينك أخصائي سرطانات الأطفال من جامعة ستانفورد ورئيس الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري quot;تعتبر هذه النتائج مقنعة للغاية فالعلاج الكيميائي يصل إلى الخلية السرطانية ويقتلها دون الكثير من الأذية للخلايا السليمة المحيطة بهاquot;.

ورغم أن هذا الدواء لن يفيد سوى نسبة قليلة من عدد مرضى السرطان الكلي إلا أنه يفتح أفق تجربة طريقة quot;القنابل الذكيةquot; على المزيد والمزيد من السرطانات، على أمل أن يتمكن الباحثون من إيجاد علاجات أكثر فاعلية لهذا المرض الذي أشارت دراسةٌ سابقة أن حدوثه سيزداد بمعدل 75% بحلول عام 2030.