بصورة تكاد لا تتكرر كثيراً، حظي فندق دار الحسون باهتمام بالغ من جانب الزوار ووسائل الإعلام المختلفة، بفضل حدائقه الرائعة، التي تسبي القلوب والعقول بجمالها. وهو ما دفع صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية لتصف ذلك الفندق الموجود في مدينة تارودانت التي يعود تاريخها للقرون الوسطى بأنه روضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أشارت الصحيفة إلى حقيقة اختلاف ذلك الفندق بالفعل عن باقي الفنادق الموجودة في مدينة مراكش، ونقلت عن مالكه، أوليفر فيرا، قوله :quot; كل هذه الفنادق العصرية الموجودة في مراكش ليست رياض جميلة. بل هي منازل تناسب أجواء المدينة. أما الروضة فهي تعني بالعربية حديقة، ومعظم هذه الفنادق لا يوجد بها حدائق. لكن لما تطلق على نفسك قصر بينما تبدو كلمة رياض أكثر غرابة، أليس كذلك ؟quot;.
ومضت الصحيفة تشيد بتميز الحدائق الصحراوية الموجودة بالفندق، واشتمالها على أكثر من 900 نوع مختلف من النباتات التي جرى تجميعها من كافة أنحاء العالم، وبخاصة العصاري ونباتات الألوه وأشجار النخيل والصبار، التي يمكنها أن تتماشى مع الأجواء الصحراوية. ونوهت الصحيفة إلى أن الفناء الرئيسي يمتلئ بالصبار الضخم والفربيون والأعشاب الاستوائية وأشجار النخيل، وفي الوسط، يوجد جدول من المياه، وهو عبارة عن حمام سباحة ضيق وطويل، مستوحى من قصر الحمراء في غرناطة، وهو ما يخلق طباقاً مثيراً من نوعه داخل الحديقة بشكل عام.
وتتميز الحدائق الموجودة هناك بفخامتها، ولفتت الصحيفة إلى أن الفندق والحدائق هم من نتاج إبداع المهندسين ومحبي الفنون الفرنسيين أرنود موريير واريك أزارت.
وأشارت الصحيفة إلى كافة الغرف الموجودة بالفندق عبارة عن بنايات تقليدية بحوائط أرضية سميكة تقدم عازلاً ضد الحرارة والبرد. والسمة المعمارية الحديثة الوحيدة هناك هي المتعلقة بنوافذ الصور الكبيرة التي تربط المنازل بالحدائق. كما تتميز الغرف بأناقتها وتميزها، وتم دهان الحوائط الأرضية والأسطح باللون الأبيض الطبيعي أو بالبني الأرضي الصامت وذلك في محاولة من أجل إكمال الشكل الهندسي.
كما أن المكان مزخرف ببساطة وعلى نحو جميل بأواني فخارية خاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وسجاد شرق أوسطي نادر وكذلك أثاث محلي الصنع. ويمكن القول، بحسب الصحيفة، إن دار الحسون يقوم بدور الروضة على أكمل وجه، فهو بيت خاص عبارة عن عالم داخل عالم ويقدم لزواره ومرتاديه كل نزوة تراودهم. أما الطعام الذي يقدمه الفندق فهو طعام من كل أنحاء منطقة البحر المتوسط وليس طعام مغربي خالص. كما أن كثير من الزوار الذين سيتوافدون على المغرب لن يأتون لزيارة مدينة تارودانت فحسب، رغم أنها جيدة لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة، حيث تبعد المدينة بأقل من ساعة عن مطار أغادير. ويستخدم معظم الزوار المدينة بنفس الطريقة التي تستخدم من خلالها على مدار قرون، كمحطة على طريق القوافل، وهو المكان الذي تلتقي فيه الصحراء بجبال أطلس، في الطريق باتجاه مراكش إلى الشمال والصحراء إلى الجنوب وساحل المحيط الأطلنطي إلى الغرب.